السنة السادسة من الهجرة الكريمة
قتل الأوس من قبل ( كعب الأشرف ) من اليهود في داره ، فأمر النبيّ الخزرج بقتل سلام بن أبي الحقيق اليهودي في الخيبر المتآمر على الإسلام ، والذي كان يشعل فتيلة الحرب ضدّ المسلمين.
وقعت قصّة عمرو بن العاص المشرك في ديار حبشة في قصر النجاشي.
خرج النبيّ من المدينة من أجل تأديب قبيلة بني لحيان ، ليكفّوا عن أذى المسلمين.
وقعت غزوة ذي قرد ـ وهو غدير قريب من قبائل غطفان ـ وذلك حينما سرق عيينة بن حصن الفزاري إبلا من المسلمين واُسرت امرأة منهم ، فعقّبه النبيّ (صلى الله عليه وآله) بسرية بقيادة سعد بن زيد ، ونذرت المرأة الأسيرة بنحر ناقة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فقـال (صلى الله عليه وآله) لها : إنّـه لا نـذر في معصيـة الله ولا فيـما لا تملكين ، إنّما هي ناقة من إبلي.
وقعت غزوة بني المصطلق : وهم طائفة من قبيلة خزاعة ، قد عزم رئيسهم حارث بن أبي ضرار على حرب النبيّ ، فجهّز النبيّ عسكره وحاربهم قرب بئر ( مُرَيسع ) وانتصر الإسلام أخيراً.
اختلف جماعة من المسلمين جديدي العهد بالإسلام على ماء ، إحداهما من الأنصار والاُخرى من المهاجرين ، واستنصارهما كلّ واحد جماعته بدعوة جاهلية ، فتدارك النبيّ الموقف على أ نّها نعرة جاهلية ( دعوها فإنّها منتنة ).
استغلال رئيس النفاق عبد الله بن اُبيّ هذا التشاجر ، وبذر النفاق بين المسلمين ، فردّه زيد بن أرقم وأخبر النبيّ بذلك ، فعفى عنه النبيّ بعد أن غيّر الموضوع ، وقد طلب ولده من النبيّ قتل والده حفظاً لمصالح الإسلام.
إيمان حارث بن ضرار رئيس بني المصطلق بعد أن أخبره النبيّ بالغيب في ناقتين ، جعلهما خارج المدينة ، ثمّ تزوّج النبيّ من بنت حارث ، فآمنت بني المصطلق من بركة هذا الزواج الميمون.
بعث النبيّ خالد بن الوليد إلى بني المصطلق ليأخذ منهم زكاتهم فاستقبلوه ، إلاّ أنّ خالد رجع إلى النبيّ وكذب عليه ، بأنّ بني المصطلق أرادوا قتله ، فنزلت الآية الشريفة( إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنوا ... )[1].
كان عبد الله بن اُبيّ رئيس المنافقين يتاجر بالإماء والجاريات ويكرههنّ على البغاء والفساد فنزلت الآية الشريفة ( وَلا تُكْرِهوا فَتَياتِكُمْ عَلى البِغاءِ إنْ أرَدْنَ تَحَصُّناً ... )[2] فأشاع هذا المنافق مع زمرته كذبة في عرض النبيّ في زوجته عائشة ، وقيل مارية ، انتقاماً منه للنبيّ ، وعرفت القصّة بحديث الإفك ونزلت الآية الشريفة ( إنَّ الَّذينَ جاۆوا بِالإفْكِ عصْبَةٌ مِنْكُمْ )[3] فكشف الله سبحانه القناع عن وجوه المنافقين ، وكان هذا نصراً المۆمنين.
رأى النبيّ في منامه أ نّه يدخل مكّة المكرّمة ، فتفأّل بذلك خيراً ، وأخبر أصحابه بذهابه للعمرة والزيارة في شهر ذي القعدة ، فتحرّك النبيّ مع ( 1400 وقيل 1600 وقيل 1800 نفراً ) وأحرم في ذي الحليفة يسوق سبعين بعيراً للهدي.
في عسفان أخبر النبيّ رجل خزاعي بأنّ مشركي قريش قد عزموا على منع النبيّ وأصحابه من دخولهم مكّة المكرّمة ، فتوقّف النبيّ إذ لم يكن مقصوده الحرب والقتال.
التقت سفراء قريش مع النبيّ في خيمته في أربعة مراحل ، ورأى أحد السفراء عروة بن سعد الثقفي كيف أنّ أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله) يتبرّكون بماء وضوئه ، وعلم أنّ هدف القوم الزيارة والعمرة.
أرسل النبيّ مبعوثاً إلى قريش ليثبت لهم أ نّهم بقصد الزيارة والعمرة ، ثمّ أرسل إليهم عثمان بن عفّان ، فاحتجزته قريش ، ممّـا أدّى بذلك لوقوع بلبلة في صفوف المسلمين.
بيعة الرضوان : ارتأى النبيّ بعد البلبلة أن يجدّد البيعة مع المسلمين تحت شجرة فسمّيت ببيعة الرضوان ، ونزلت الآية الشريفة ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ مِنَ المُۆْمِنينَ إذْ يُبايِعونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما في قُلوبِهِمْ فَأنْزَلَ السَّكينَةَ عَلَيْهِمْ وَأثابِهُمْ فَتْحاً قَريباً )[4].
بعثت قريش سهيل بن عمرو إلى النبيّ ليصالحهم على أن يأتي بالحجّ والعمرة في السنة القادمة ، وانتهى الأمر إلى كتابة معاهدة بين سهيل باسم قريش وبين النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ولكتابة المعاهدة قصّة مذكورة في التأريخ عرفت بصلح الحديبيّة ، والتأريخ يعيد نفسه ( الله أكبر سُنَّة بسنّة ).
بعد ( 19 يوماً في الحديبية ) رجع النبيّ إلى المدينة بعد أن حلق رأسه ليخرج من الإحرام ، وبعد أن أمر أبا جندل الشابّ المسلم بن سهيل الكافر أن يصبر على ظلم أبيه حتّى يأتيه الفرج القريب ، وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في شأن صلح الحديبية : « وما كان قضيّة أعظم بركةً منها » ، وكان عمر بن الخطاب من المعارضين للصلح الذي وقّع عليه النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وحينما رجع النبيّ إلى المدينة نزلت سورة الفتح ( إنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مَبيناً ).اعداد: سيد مرتضى محمدي
القسم العربي : تبيان
-----------
السيرة النبوية في السطور العلوية
[1]الحجرات : 6.
[2]النور : 33.
[3]النور : 11.
[4]الفتح : 18.
السنة الخامسة من الهجرة الحميدة
السنة السادسة من الهجرة الكريمة
السنة السابعة من الهجرة الميمونة