السنة الخامسة من الهجرة الحميدة
من أجل تحطيم سنن الجاهلية تزوّج النبيّ من بنت عمّه زينب بنت جحش بعد زواجها من زيد وطلاقها كما في آية ( 4 / 6 / 36 / 40 ) من سورة الأحزاب.
وقعت غزوة دومة الجندل ، قريبة من دمشق وخرج النبيّ لمحاربة قطّاع الطريق على المسلمين ، ولمثل هذا تعدّدت زوجات النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقعت غزوة خندق أو غزوة الأحزاب : بتحريض يهود بني النضير وقبيلة بني وائل ; فجمع المشركون قواهم وأحزابهم لمحاصرة المدينة ، أخبر النبيّ بذلك ، فشاور أصحابه ، واقترح سلمان الفارسي المحمدي أن يحفر حول المدينة من قبل مكّة خندقاً ـ وذلك من أحد إلى راتج وكان طول الخندق ( 1200 ذراع ما يقارب 55كيلومتر وعمقه وعرضه ما يقارب خمسة أمتار ) وفي هذه الغزوة قال النبيّ كلمته المشهورة : « سلمان منّا أهل البيت » ، وكان عدد المشركين يزيد عن عشرة آلاف مقاتل ، وعدد المسلمين لم يتجاوز ثلاثة آلاف مقاتل ، بقي المشركون خلف الخندق ما يقارب الشهر ، فالتقى حيي بن أخطب اليهودي مع بني قريظة لتحريكهم ضدّ النبيّ فنقضوا المعاهدة واتّحدت اليهود مع المشركين لمحو الإسلام ، وتقابل الإيمان والكفر ، وقال النبيّ : ( أ يّها الناس إذا لقيتم العدوّ فاصبروا واعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السيوف ) وعبر الخندق عمرو بن ودّ العامري فارس يليل الذي قابل بوحده ألف فارس وغلبهم ، وطلب المبارزة من المسلمين ، فبرز إليه أبو الحسن علي بن أبيطالب ، وقال النبيّ : « ربّي لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين » ، ثمّ قال : « برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه » ، فدعى عليّ عمرو إلى الإسلام أو الانصراف أو القتال ، وأخيراً قتل عمرو بسيف علي (عليه السلام) ، وقال النبيّ : « ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين » فرجعت الأحزاب ذليلة خاسرة ، وانتهت غائلة الأحزاب في يوم ( 24 ربيع الأوّل من السنة الخامسة للهجرة ).
نقض يهود يثرب عهودهم ، فبني قينقاع قتلوا مسلماً ، وبني النضير تآمروا في قتل النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وبني قريضة اتّحدوا مع الأحزاب ، فحاصر النبيّ قلعتهم.
طلب اليهود حضور أبي لبابة ، ولمّـا التقى بهم أخذته العاطفة حينما سمع بكاء النساء ، فأفشى سرّ المسلمين بالهجوم عليهم ، فندم على ذلك ، وربط نفسه بإسطوانة المسجد إلى أن يموت أو يتوب الله عليه ، فنزلت الآية بعد ثلاثة أيام ( وَآخَرونَ اعْتَرَفوا بِذُنوبِهِمْ خَلَطوا عَمَلا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسى أنْ يَتوبَ عَلَيْهِمْ إنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ )[1].
فتح علي (عليه السلام) قلعة يهود بني قريظة ، واقترح سعد بن معاذ بعدما فوّض الأمر إليه ، بقتل رجال اليهود وسبي نسائهم وتقسيم أموالهم ، فتغلّب عقله على عواطفه ، وانتهت غائلة اليهود في ( 19 ذي الحجّة ) وتوفّي سعد بجراح أصابه في غزوة الأحزاب ، وأعدم حيي بن أخطب.
اعداد: سيد مرتضى محمدي
القسم العربي : تبيان
-----------
السيرة النبوية في السطور العلوية
[1]التوبة : 102.
السنة السادسة من الهجرة الكريمة
السنة السابعة من الهجرة الميمونة
السنة الثامنة من الهجرة الشريفة