السنة الثانية من الهجرة المباركة
بعد ثمان أشهر من إقامة النبيّ في يثرب ، سلّم النبيّ راية في سرية إلى حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين مقاتل ، ليقابلوا قافلة قريش التجارية في عنص ، ولم يقع بينهم نزاع.
الغزوة ما اشترك فيهاالنبيّ (صلى الله عليه وآله) ، والسريّة تعبّر عن عسكر صغير بقيادة من ينصبه النبيّ ، فكانت غزوات النبيّ ( 27 أو 26 ) والسرايا كانت ( 35 وقيل 36 وقيل 48 وقيل 60 ) والاختلاف إنّما هو لعدم اعتبار بعض السرايا لقلّة جنودها وأفرادها.
بعث النبيّ سرية بقيادة عبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب في ستّين نفر ، إلى قافلة قريش التجارية بقيادة أبي سفيان ، ولم يقع بينهما حرب.
في صفر خرج النبيّ مع جماعة من الأنصار والمهاجرين لمقابلة قافلة قريش ، فوقع عهد بينه وبين قبيلة بني ضمرة.
في ربيع الأوّل خرج مع مجموعة إلى ( بواط ) ليقابل قافلة قرشية ، فلم يحدث ذلك فرجع إلى المدينة.
في نصف جمادي الثانية خرج أيضاً إلى ذات العشيرة ، فعقد عهداً مع قبيلة بني مدلج.
بعث النبيّ سرية بقيادة عبد الله بن جحش في ثمانين نفر ، فهجموا على قافلة تجارية قرشية في الشهر الحرام ، فاستاء النبيّ من ذلك ، ونزلت الآية الشريفة ( يَسْألونَكَ عَنِ الشَهْرِ الحَرامِ )[1] ثمّ وزّع النبيّ الغنائم بين المسلمين . والمقصود من بعث هذه السرايا هو تفهيم أهل مكّة المكرّمة أنّ طرق التجارة بيد المسلمين ، ومن ثمّ تحرير مسلمي مكّة من أذى المشركين.
كان النبيّ والمسلمون يصلّون نحو البيت المقدّس ، فطعن اليهود المسلمين بأ نّهم لو كانوا على حقّ فكيف يصلّون نحو قبلتهم ، وكان النبيّ يرى السماء وينتظر الوحي ( قَدْ نَرىْ تَقُلُّبَ وَجْهِكَ في السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها ) [2] فنزل جبرائيل ، والنبيّ في صلاته فوجّهه نحو الكعبة ، وتبدّلت القبلة ، وعرف المسجد الذي وقع فيه الحادث بمسجد القبلتين ، وذلك بعد سبعة عشر شهراً من الهجرة الشريفة.
بعث النبيّ عدي وقيل طلحة بن عبيد الله ليطلع على قافلة قريش بقيادة أبي سفيان ، وهي أكبر قافلة تجارية لأهل مكّة فيها ألف بعير ، فخرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) مع الأنصار والمهاجرين في ( 313 نفر ) وخلّف للصلاة في المدينة عبد الله بن مكتوم ، وفي الاُمور السياسية أبا لبابة ، ونزل في ذفران يبعد عن بدر بفرسخين.
طلب أبو سفيان النجدة من شجعان مكّة ، وشاور النبيّ أصحابه في القضيّة ، وأشار سعد بن معاذ بالصمود ، فأمر النبيّ بحركة الجيش إلى محاربة قريش ووقعت ( غزوة بدر الكبرى ) وانتصر المسلمون في ( 17 رمضان ) وأوّل من بارز من المشركين عتبة وشيبة أبناء ربيعة ووليد بن عتبة وقتلوا على أيدي حمزة وعبيدة وعلي (عليه السلام) ، ثمّ تلاحم الفريقين في معركة ضارية والنبيّ يحرّض أصحابه قائلا : « والذي نفس محمّد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلا غير مدبر إلاّ أدخله الله الجنّة » وقتل اُميّة بن خلف بيد بلال الحبشي واستشهد من المسلمين ( 14 نفراً ) ومن المشركين ( 70 نفراً ) واُسر ( 70 نفراً ) منهم أبو جهل ، واُلقيت أجساد قتلى المشركين في بئر بدر :
يناديهم رسول الله لمّـا *** قذفناهم كباب في القليب
ألم تجدوا كلامي حقّاً *** وأمر الله يأخذ بالقلوب
فما نطقوا ولو نطقوا لقالوا *** صدقت وكنت ذا رأي مصيب
وانتهى أمر الاُسراء إلى أ نّه من كان يعرف القراءة ، يعلّم ذلك لعشرة من المسلمين ثمّ يتحرّر ، ومن لم يعرف يفدي نفسه بالمال.
زواج علي (عليه السلام) من فاطمة الزهراء (عليها السلام) بأمر من الله سبحانه ، وكان زواجها اُسوة حسنة ، وحياتهما قدوة صالحة ، وضربا للبشرية أروع مثال للحياة السعيدة ، ولمدّة ستّة أشهر كان النبيّ يقف على بابهما وينادي : « الصلاة يا أهل البيت ، إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » ، بعد نزول آية التطهير وقصّة الكساء اليماني.
بعد انهزام وانكسار مشركي قريش خاف يهود بني القينقاع على مكانتهم وثروتهم ، فدسّوا بين المسلمين شائعات لتضعيف نفوسهم ، وقتلوا مسلماً فتحصّنوا في قلعتهم ، فدحرهم وأخرجهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) من المدينة إلى وادي القرى ، ثمّ إلى أذرعات.
وقعت ( غزوة الكدر ) حينما خرج النبيّ إلى منطقة قبيلة بني سليم ، وقد فرّ العدوّ ، فرجع النبيّ إلى المدينة.
( غزوة السويق ) في خروج النبي لمحاربة أبي سفيان حين هجومه على المسلمين.
( غزوة ذي الأمر ) عندما خرج النبيّ مع ( 450 نفر ) لمحاربة قبيلة غطفان ، إلاّ أ نّهم فرّوا إلى الجبال.
اعداد: سيد مرتضى محمدي
القسم العربي : تبيان
-----------
السيرة النبوية في السطور العلوية
[1]البقرة : 217.
[2]البقرة : 144.
السنة الاُولى من الهجرة النبوية الشريفة
السنة الثالثة من الهجرة المقدّسة
السنة الرابعة من الهجرة المجيدة