فلسفة البذل والعطاء في المناسبات الحسينية
يتسابق عشاق النهج الحسيني كلا على طريقته الخاصة وأسلوبه الخاص في استيعاب مفهوم البذل والعطاء وكسر حالة الاقتتال والتكالب على جني الاموال والحرص عليها الا ان هذه الفلسفة تكاد ان تكون مقترنة بالمناسبات الحسينية التي اصبحت تشكل ظاهرة لا مناص من التعرض اليها ومعرفة جوانبها الانسانية والدينية.
ضياء الكعبي احد خدمة الحسين عليه السلام ويتشرف بهذه التسمية قولا وفعلا ويعتقد بان موضوعة البذل والعطاء في المناسبات الحسينية تستحق منا التأمل وان الانسان بطبيعته حريص جدا على ما يملك.
ويضيف: الا ان هذه الاموال تصبح في مثل هذه المناسبات لا تشكل عمقا انسانيا ووجدانيا بل هي نتاج لفعل عظيم أساسه التكافل ومد يد العون للآخرين والسهر على راحتهم.
اما صادق الشبلي احد القائمين على موكب راهب بني هاشم وهو يعتقد بان الانسان كيان متكامل وهناك نقاط مشعه ومضيئة في داخله وربما تتنفس الصعداء وتتحرر من خلال تلك المناسبات لتمارس طبيعتها الانسانية المحبة للخير.
ويتابع: وهذا شىء طبيعي بحكم العقيدة الاسلامية وهي ذات امتدادات متفاخرة بالكرم وتقديم الضيافة لكل من ينزل عندها.
الشيخ وفي البديري من مشايخ ال بدير في كربلاء التقينا به في موكب آل بدير، حدثنا قائلا: فعلا هناك حاجة ماسة الى تفعيل ذلك السلوك وذلك المعتقد وجعله سلوكا يوميا وحياتيا وفي كافة المۆسسات الحكومية والاجتماعية والانسانية.
ويضيف: وربما تحسب تلك الحسنة الى النهج الحسيني لان الحسين عليه السلام هو نقطة تحول في مسار الانسان حينما ضحى ابى الشهداء بأعز ما يملك، فما قيمة الاموال والجهود المبذولة وان هدف الثورة الحسينية هي بناء الانسان واستثمار طاقته وليس رص الاموال وتعداد كثافتها الرقمية.
الحاج ساهي الشمري من أهالي الحلة واحد خدمة الحسين منذ سنوات طويلة ويحمد الله سبحانه وتعالى كثيرا لانه انعم عليه ووفقه للوقوف هو وأولاده لخدمة الزائرين الوافدين الى زيارة الأربعين وان اساس ذلك المشروع الحسيني حلم راوده منذ سنوات طويلة يحثه على خدمة الزائرين.
ويتابع: ومنذ ذلك العام وانا حريص كل الحرص على تهيئة السرادق وتقديم المأكل والمشرب وايواء الزائرين ليلا ومحاولة السهر على راحتهم عل وعسى ان نكون في عداد الخدام والمناصرين للقضية الحسينية والتي اكبر منا جميعا.
ابو علي وهو صاحب دراجة (ستوته) وهو يدعو الزائرين وكبار السن للصعود من اجل نقلهم مجانا من مكان الى آخر وعندما سألناه عن سبب ذلك التصرف قال لنا انى لا املك الا تلك الدراجة وهي سبب عيشتي بعد الله جلت قدرته الا اني وخلال الزيارة أتجاهل مبدأ الكسب والتربح وأسعى جاهدا من الصباح الى المساء بنقل الزائرين مجانا من اجل كسب الاجر والثواب وان أسجل في سجل خدام الحسين عليه السلام.
السيد عدنان لطيف كان يعترض طريق المشاة ويدعوهم بحرقة ويستحلفهم بالله للنزول عنده في البيت للصلاة وغسل ملابسهم والاعتناء بهم وتقديم الماكل والمشرب وعندما سالناه عن العبرة من ذلك السلوك قال لنا انهم زوار الحسين وواجبنا نحن ان نقدم لهم كل ما يسرهم ويسهل لهم مسيرهم الى كربلاء لانهم ضيوف آبي عبدالله الحسين ونحن كلنا انا وزوجتي وابنائي خدام للحسين عليه السلام لانه سفينة النجاة في الدنيا والاخرة وما قيمة ما نقدمه لهۆلاء الزوار والكثير منهم يتعرض للقتل او للاصابة اثناء المسير وهذه الخدمات تكاد ان تذكر امام تفانيهم وصمودهم من اجل زيارة الامام الحسين.
ام داخل كانت من بين النسوة اللواتي يقع على عاتقهن مسۆولية تهيأت الخبز للزائرين وكانت ومن معها من النساء في حركة مستمرة من اجل إعداد الطحين وعجنه ومن ثمة خبزه وتقديمه للزوار وانها عملها مستمر منذ الصباح الى ساعة متأخرة من الليل يوميا وهي غير مهتم بالتعب وكل ما يهمها ان توفر الخبر الحار لكل من ينزل في الموكب وتوصي كل النساء بعدم التذمر او نهر اي زائر لان الخدمة تحتاج للصبر والتحمل وعدم الاساءة لاي شخص كبير كان ام صغير.
حرارة الحسين لا تنطفئ
عطاء المواكب والهيئات الحسينية
كيف نكون مهاجرين مع الحسين(ع)؟
العزاء لسيد الشهداءعليه السلام ، لماذا؟