• عدد المراجعات :
  • 2976
  • 12/27/2012
  • تاريخ :

خدمة من نوع الاحتراق والفناء

الشهید

من هو الشهيد؟ وهل هناك أشخاص قدموا للمجتمع والبشرية خدمة أكبر من خدمة الشهداء؟

الشهيد هو الشخص المضحي الذي يفدي الآخرين بنفسه، بحيث يحترق كالشمعة، ويجعل من عظامه رماداً في سبيل المساعدة في إيجاد محيط مناسب لغيره.

الشهادة تكسب قدسيتها من أنها فداء وتضحية في سبيل هدف مقدس، لكنها تضحية تنبع من وعي الشهيد وإدراكه بتمام وجوده وكيانه، من هنا تأتي قدسية الشهادة.

الشهيد هو شخص يملك روحاً كبيرة، روحاً تضع أمامها هدفاً ساميا ومقدساً، وهو الشخص الذي يقدم نفسه في سبيل العقيدة، هو الانسان الذي يجاهد ويناضل في سبيل الحق والحقيقة والفضيلة، ولا يريد شيئا لنفسه، ولم يعمل لها.

الشهيد هو الذي يمنح دمه قيمة حقيقية، هو الذي يعطي ثروته قيمة كبيرة، وبدلاً من ادخارها في البنوك فإنه يصرفها في طريق الخير.

هناك شخص يمنح فكره قيمة، فيتعب ويجهد ويۆلف كتاباً مفيداً، أو يوجِدُ أثراً علمياً يكون ذا فائدة وقيمة كبيرة، وآخر يعطي لدمائه قيمة، ويفدي البشرية بدمه، فمن يقدم خدمة أكثر؟ لعل البعض يعتقد أن العلماء والمخترعين والمكتشفين وأصحاب الثروات هم أكثر من يقدم للبشرية الخدمات، أبداً، لا يوجد شخص يقدم للبشرية خدمة أكثر وأكبر من الشهداء، أو حتى بحجم خدمتهم، فهۆلاء هم الذين يفتحون الطريق ويمهدونه للآخرين، ويقدمون الحرية هدية للبشر، هم يوجدون العدالة حتى يستطيع العالِمُ أن يشتغل بعلمه، والمخترع أن يعمل باطمئنان وراحة بال، والتاجر ليتاجر بأمان، والطالب أن يدرس من غير قلق، وكل فرد أن ينجز عمله، فالشهيد هو من يهيئ المحيط المناسب للآخرين.

الشهيد مثل شمعة مشتعلة مميزة، خدمته من نوع الاحتراق والفناء، يمنح النور في مقابل الفناء، يعطي الآخرين الضوء مقابل الاحتراق والعدم لكي يجلس الآخرون براحة، ويعملون باطمئنان، نعم إن الشهداء هم شموع محافل البشرية، إنهم يحترقون ويضيئون محفل الوجود.

ومنطق الشهيد هو ذاك التركيب العجيب الذي يتألف من شوق العارف العاشق لله سبحانه وتعالى إذا امتزج وتآلف مع منطق المصلح، منطق الشهيد منطق الاحتراق والنور، منطق الحل والجذب في المجتمع من أجل إحياء المجتمع، منطق نفخ الروح في أعضاء القيم الإنسانية الميتة، منطق الحماسة.

 إن أكبر ميزة للشهيد هي إيجاد الحماسة، الشهيد إذا سقط فإن كل قطرة من دمه تتبدل إلى عشرات القطرات وآلاف القطرات، بل إلى بحر من الدماء وتضخ الحياة في عروق المجتمع وبدنه.

الشهادة تكسب قدسيتها من أنها فداء وتضحية في سبيل هدف مقدس، لكنها تضحية تنبع من وعي الشهيد وإدراكه بتمام وجوده وكيانه، من هنا تأتي قدسية الشهادة.

والشهادة من منطلق أنها عمل واع واختياري، وفي سبيل هدف مقدس ومنزهة من أي دافع لمنفعة شخصية، ومبرّأة من أي نوع من الأنانية، فهي عمل بطولي وممجد ومحل للاكبار والافتخار.

إن الشهداء هم الشعاع الساطع، والشمع المضيء في حياة المجتمع، ولو لم يكن شعاعهم ونورهم وضاءً في ظلمات الاستبداد، لما استطاع البشر من الوصول إلى مكان. بعد الأنبياء والأوصياء، وبعد العلماء السائرين حقاً على نهج الأنبياء والأوصياء يأتي الشهداء الذين نجّوا البشر على امتداد التاريخ، وأوصلوهم إلى الصراط القويم، والطريق المنير، وما البكاء على الشهيد إلا مشاركة في تلك الحماسة الجهادية، والتوافق مع روحه، والتناغم مع حركة أمواجه.

 

اعداد: سيد مرتضى محمدي

القسم العربي : تبيان

 

المصدر:

 حماسه حسينى (الملحمة الحسينية)، قيام وانقلاب مهدي (عج) (نهضة الامام المهدي (عج) وثورته) -الشهيد مرتضى مطهري


 

من هوالشهيد و قدسيته

مكانة الشهيد  

الشهادة في الاطار الاجتماعي

الموت عند الاولياء و الصالحين

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)