واشنطن تعيد الحسابات!!
لا يخفى على احد ان الادارة الاميركية التي تبنت سياسة العداء ضد الجمهورية الاسلامية والتي دامت لاكثر من ثلاثة عقود ونيف تسعى وتبذل ما يمكنها من بذله لان توضع ايران في يوم من الايام بزاوية حرجة لتعلن انتصارها على هذا العدو الوهمي.
والذي عاش هذه الفترة يلاحظ وبصورة واضحة ليس فيها شيء من اللبس والغموض ما قامت وتقوم به اميركا وعلى مختلف الجبهات والمستويات لتحقيق هذا الامل.
الا انه وكما قيل "ان الرياح تجري بما لا تشتهي السفن" فان الخاسر الوحيد وفي النهاية وفي كل هذه الممارسات هو الشيطان الاكبر ولو اردنا سرد الادلة وتفاصيلها لاحتجنا صفحات الا اننا نذكر على سبيل المثال لا الحصر ما طرأ اخيرا وخلال الايام والاشهر الماضية من حالة جديدة فرضت نفسها وبالدرجة الاولى على اصحاب القرار في الادارة الاميركية اولا وكذلك على الرأي العام الاميركي والعالمي والاقليمي ثانيا الا وهو الامكانيات الهائلة التي تمتعت بها القدرات الجوية الايرانية والتي قد تكون الفريدة في عالم اليوم الا وهو اصطياد الطائرات التجسسية الاميركية بدون طيار كما تصطاد الصقور فريستها والتي تجاوز عددها اكثر من ثلاثة طائرات هذا ما اعلنت عنه الجمهورية الاسلامية والمخفي قد يكون اعظم وهو ما ستكشف عنه الايام القادمة.
هذا الامر وضع الادارة الاميركية وكما اجمع عليه الاعلام الاميركي بالامس في حالة من الذهول والحيرة بحيث اصبح الشغل الشاغل لتفكير كل من يعنيهم الامر في واشنطن. لان الامر في واقعه يشكل ضربة قاصمة للقدرة الاستخبارية الاميركية بحيث يضعها الامر في مقام الفشل الذريع وهو ما لا ترضاه،لانه سيجعلها في موقف الضعف امام كل حلفاءها في المنطقة والعالم.
وبطبيعة الحال فان الصدمات التي تلقتها واشنطن من طهران وخلال الفترة، المنصرمة كثيرة ولا تعد سواء كان وعلى المستوى الاقليمي على الخصوص أو العالمي على العموم ولذلك فان هزيمة اميركا في المنطقة وفشل مشاريعها وخططها قد تكون احدى اهم هذه الصدمات مما حدا بالامس بوزير الحرب الاميركي بانيتا بان يعلن ان ادارته قررت سحب الكثير من الجنود الاميركيين من المنطقة وهذا يعني بذاته الانهزام الذي يسيطر على العقل العسكري الاميركي.
لم يبق امام واشنطن سوى اسلوب المراوغة والتحايل لانها تعيش حالة الذهول المخزي.
اذن فان واشنطن وبعد اعترافها بالقدرة الايرانية فرض عليها اعادة حساباتها وخططها من جديد وكذلك موقفها اللامعقول واللامنطقي من ايران الاسلامية. لذا فان الدعوات التي انطلقت على لسان كلينتون وغيرها من فتح باب الحوار مع طهران لم يأت من فراغ وانما هو في الواقع قد يصب في اطار العجز الاميركي عن الحاق اي ضرر بايران هذا اولا وثانيا تأكد للجميع ان كل المحاولات العدائية من اساليب المقاطعة الاقتصادية وغيرها قد فقدت فاعليتها ولم تعد لها ذلك التأثير على الشعب والحكومة الايرانية كما كانوا يضعون في حساباتهم اويتوقعون.
لذا لم يبق امام واشنطن سوى اسلوب المراوغة والتحايل لانها تعيش حالة الذهول المخزي غير انها وفي النهاية ستتطأطأ رأسها وتأتي بقدميها ذليلة خاشعة لتركع امام قدرة طهران التي تتنامى وتتطور وبصورة متسارعة بحيث ستكشف عن منجزات كبرى ليس تذهل واشنطن فحسب بل ستذهل العالم اجمع ومع ذلك فان اميركا غير صادقة في محاولتها وتحركها لانها لا تستطيع ان تنفك عن نفاقها لتسويف الوقت وخداع الرأي العام الاميركي والعالمي بالقاء الكرة في الملعب الايراني على حد تصورها الواهي، لكن الموقف الايراني الحاسم والشفاف يسحب دوما البساط وبسهولة من تحت اقدام هذه الادارة المفضوحة ويعريها امام العالم.
اعداد : سيد مرتضي محمدي
قسم العربي -تبيان