المسۆولية الشرعية تجاه الائمة (عليهم السلام)
لم تكتف التعاليم الالهية بإيضاح موقع الائمة من آل البيت (عليهم السلام) ، في إطار هذا الدين الالهي الخاتم ، وإنما حددت مكانتهم ، ومسۆولية الاُمة عبر التاريخ تجاههم في آن واحد . وقد جاء تحديد المسۆولية الرسالية تجاه الائمة (عليهم السلام) ، من خلال توجيهات واوامر إلهية أو رسولية ، وردت في مناسبات مختلفة وفي صور واُطر متعددة ، نذكر منها ما يلي أمثلةً لا للحصر:
1 ـ آية الولاية: (إنما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويۆتون الزكاة وهم راكعون) ( 1 ) .
أن هذه الاية المباركة إنما حصرت ولاية أمر الناس باللّه ورسوله وعلي بن أبي طالب دون سواهم , أن بعضاً من العلماء من ذوي البصائر ، قد رجّح ان يكون استعمال لفظ «الذين آمنوا» ، قد أراد اللّه عزوجل من خلاله أن يوحي إلى القلوب الحية ، أن هناك عدداً من الاولياء سيفرض اللّه تعالى طاعتهم بعد علي(عليه السلام) ، وأنهم من صلبه المبارك صلوات اللّه عليه ، وهكذا فإن آية الولاية بقدر ما ترسي قواعد ولاية علي وأولاده (عليهم السلام) ، بعد النبي(صلى الله عليه وآله) ، فإنها ترسي قواعد وجوب التمسك بهم ، والخضوع لطاعتهم والانقياد لهم .
2 ـ حديث الغدير : قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : «من كنت مولاه فعلي مولاه..» ( 2 )، فهذا الحديث الصحيح الذي رواه جمهور المحدثين والرواة ، من مختلف طبقات الامة على اختلاف مشاربهم ، يكشف بوضوح أن من كان مولاه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، في التشريع والتنفيذ والهدى والسلوك ، فمولاه علي بن أبي طالب(عليه السلام) في كل ذلك ، ومن كان مقتداه الرسول (صلى الله عليه وآله) ، فإن علي بن أبي طالب(عليه السلام) مقتداه بعده في الفكر والعمل .
3 ـ حديث السفينة : قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) :«مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» ( 3 ) .
4 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : «علي مني وأنا منه ، ولا يۆدي عني إلاّ علي» ( 4 ) .
هذا ومن الجدير ذكره أن القرآن الكريم وكتب الحديث الشريف ، تنطوي على مئات النصوص الكريمة التي تحدد المسۆولية الشرعية ، تجاه الائمة من آل النبي (صلى الله عليه وآله) ، كحديث الامان ، وحديث المۆاخاة ، وحديث مدينة العلم ، وحديث حب علي(عليه السلام) ، وآية اُولي الامر (أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول واُولي الامر منكم) ، وآية (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)وغيرها .
اعداد: سيد مرتضى محمدي
القسم العربي: تبيان
المصادر:
(1) آل عمران : 61.
(2) مسند أحمد بن حنبل 1:119، ومجمع الزوائد للهيثمي 9:11، والسيوطي في الدر المنثور 3:9، وغيرها.
(3) الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 2:343، وقال حديث صحيح على شرط مسلم، والهيثمي في مجمع الزوائد 9:171، والسيوطي في إحياء الميت: 48 حديث 27، وابن حجر في الصواعق.
(4) سنن ابن ماجة جـ 1 حديث 119(المقدمة)، ومسند أحمد جـ 4:165 مثله، وابن حجر في الصواعق ص 88 باب9 فصل2 حديث 6.
الإمامة في الفكر الإسلامي
الإمامة عند الفريقين
يكون لهذه الأمة إثنا عشر قيما