حديث الثقلين في وصية الإمام (قدس)
الإمام الخميني قدس سره يتحدَّث عن ولاية أمير المۆمنين عليه أفضل الصلاة والسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض" (الحديث الشريف منقول بألفاظ مختلفة، لكن الروايات متفقة في المقصود، وقد يكون اختلاف الألفاظ بسبب تأكيد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من موضع على مفهوم الحديث. من ذاك في " حجة الوداع ". روى الترمذي عن جابر قال: رأيت رسول الله في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول: " يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ". قال الترمذي:وفي الباب عن سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسد. (الترمذي 13/199 باب مناقب أهل بيت النبي وراجع كنز العمال 1/48).
ومن ذاك في " غدير خم ". في صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن الدارمي والبيهقي وغيرهما واللفظ للأول عن زيد بن أرقم قال: " إن رسول الله قام خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة... ثم قال: " ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ... وأهل بيتي... " (صحيح مسلم، باب فضائل علي بن أبي طالب، ومسند أحمد 4/366، وسنن الدارمي 2/431 باختصار، وسنن البيهقي 2/148 و 7/30 منه باختلاف يسير في اللفظ. وراجع الطحّاوي في مشكل الآثار 4/368). وفي صحيح الترمذي ومسند أحمد واللفظ للأول: " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (الترمذي 13/201، وأسد الغابة2 /12 في ترجمة الإمام الحسن، الدر المنثور في تفسير آية المودة من سورة الشورى). وفي مستدرك الصحيحين: " كأني قد دعيت فأجبت، إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض … " قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. (مستدرك الصحيحين 3/109). وقد ورد هذا الحديث بألفاظ أخرى في مسند أحمد وحلية الأولياء وغيرهما عن زيد بن ثابت. ( مسند أحمد 4/367 و 371 وفي 5/181، وتاريخ بغداد للخطيب 7/442، وحلية الأولياء 1/355 و 9/ 64، وأسد الغابة 3/147 ومجمع الزوائد للهيثمي 9/163 و 164)).
رأيت مناسباً أن أذكر بلمحة قصيرة وقاصرة في باب الثقلين. لا من حيث المقامات الغيبية والمعنوية والعرفانية، فقلم مثل قلمي عاجز عن الجسارة على مرتبة عرفانها ومن اللازم أن نذكر هذه الحقيقة، وهي أن حديث الثقلين متواتر بين جميع المسلمين، ومنقول بالتواتر عن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- في كتب أهل السنة (ابتداء) من الصحاح الستة وحتى كتبهم الأخرى بألفاظ مختلفة وفي مواقع مكررة. وهذا الحديث الشريف حجة قاطعة على جميع البشر، خاصة المسلمين بمذاهبهم المختلفة. وعلى جميع المسلمين الذين تمّت عليهم الحجّة أن يتحملوا مسۆولية ذلك، وأن كان للجَهَلة الغافلين عذر فليس لعلماء المذاهب (أي عذر).
نحن نفخر أننا أتباع مذهب مۆسسه رسول الله بأمر من الله تعالى، وأمير المۆمنين عليّ بن أبي طالب، هذا العبد المتحرر من جميع القيود، والمأمور بتحرير البشرية من الاستبعاد وجميع الأغلال.
نحن نفخر أن كتاب نهج البلاغة (نهج البلاغة، هو ما جمعه الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين الموسوي( توفي سنة 406 ه ) من كلام أمير المۆمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام. وشراحه في القديم والحديث يربون على الخمسين، أشهرهم من القدماء: أبو الحسن البيهقي، والإمام فخر الدين الرازي، والقطب الراوندي، وكمال الدين محمدميثم البحراني، وعز الدين بن أبي الحديد المدائني. ومن المتأخرين من الشراح: محمد عبده، ومحمد نائل المرصفي، ومحمد جواد مغنية). الذي، هو بعد القرآن، أعظم نهج للحياة المادية والمعنوية، وأسمى تحرير للبشرية، وتعاليمه المعنوية والإدارية أسمى طريق للنجاة، هو من إمامنا المعصوم.
(وصية الإمام ص11:9)
اعداد وتقديم: سيد مرتضى محمدي
القسم العربي - تبيان
حقيقة الخلافة والولاية
الغدير دائرة المعارف
أين يقع غدير خُمّ؟