الصداقة مع الولي المطلق
الإمام الخميني(قدس )يتحدَّث عن ولاية أميرالمۆمنين عليه السلام
وفي الحديث القدسي المعروف لا يـَسـُعـُنـِي أَرْضِي وَلا سَمَائِي وَلكِنْ يَسَعُنِي قَلْبُ عَبْديَ المُۆْمِنِ"(إتحاف السادة المتقين، المجلد 7، ص234). فإن قلب المۆمن عرش الحق المتعالي، وسرير سلطنته وسكنى ذاته المقدس، وإنه سبحانه صاحب هذا البيت، فالالتفات إلى غير الحق خيانة للحق، والحب لغير ذاته الأقدس ولغير أوليائه الذين يعتبر حبّهم حبّه سبحانه، خيانة لدى العرفاء. وإن ولاية أهل بيت العصمة والطهارة، ومودّتهم، ومعرفة مرتبتهم المقدسة، أمانة من الحق سبحانه. كما ورد في الأحاديث الشريفة في تفسير الأمانة في الآية[إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلى السَّماواتِ والأرضِ](إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض) بولاية أمير المۆمنين عليه السّلام. كما أن غصب خلافته وولايته، خيانة لتلك الأمانة وأن رفض المتابعة للإمام علي عليه السّلام مرتبة من مراتب الخيانة.
وفي الأحاديث الشريفة إن الشيعي هو الذي يتّبع أمير المۆمنين عليه السلام اتباعاً كاملاً وإلاّ فإن مجرد دعوى التشيع من دون الاتباع لا يكون تشيعاً. إن كثيراً من الأوهام، تعتبر من قبيل الشهوة الكاذبة يشتهي الإنسان الطعام وهو شبعان، فإذا لمسنا في قلوبنا مودّة علي عليه السّلام وأولاده الطاهرين اغتررنا بها، وحسبنا أن هذه المودة لوحدها ستبقى وتستمر من دون حاجة إلى تبعية كاملة لهم. ولكن ما هو الضمان على بقاء هذه المودة إن لم نحافظ عليها بل إن تخلّينا عن آثار الصداقة والمودة التي هي المشايعة والتبعية؟ إذ من الممكن أن الإنسان ينسى علي بن أبي طالب عليه السّلام من جراء الذهول والوحشة الحاصلتين من الضغوط الواقعة على غير المخلصين والمۆمنين. ففي الحديث(إن طائفة من أهل المعصية يتعذبون في جهنم وهم ناسون اسم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وبعد انتهاء فترة العذاب وحصول الطهارة والنظافة من قذارات المعاصي يتذكّرون اسم النبي المبارك أو يلقى الاسم في قلوبهم، فيصرخون ويستغيثون قائلين وا محمداه صلى الله عليه وآله وسلم فتشملهم بعد ذلك الرحمة). إننا نظن أن حادثة الموت وسكراته، تضاهي حوادث هذا العالم.
عزيزي إنك عندما تعاني من مرض بسيط، تنسى كل علومك وثـقافاتك، فكيف بك عندما تواجه الصعاب والضغوط والمصائب والأهوال التي ترافق الموت وسكراته؟ إذا تصادق الإنسان مع الحق سبحانه، وعمل حسب متطلبات الصداقة، وتذكّر الحبيب وتبعه، كانت تلك الصداقة مع الولي المطلق، والحبيب المطلق الذي هو الحق المتعالي محبوبةً لديه سبحانه، وملحوظة عنده تعالى. ولكنه إذا ادعى المودة ولم يعمل حسب مقتضاها بل خالفه، فمن الممكن أن الإنسان يتخلى عن تلك الصداقة مع الولي المطلق قبل رحيله من هذه الدنيا نتيجة التغييرات والتبدلات والأحداث المتقلبة في هذا في هذا العالم. بل والعياذ بالله قد يصير عدواً له سبحانه وتعالى. كما أننا شاهدنا أشخاصاً كانوا يدعون المودة و الصداقة وبعد العِشرة اللامسۆولة، والأعمال البشعة تحوّلوا إلى أعداء وخصماء لله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السّلام.
وإذا فرضنا أن هۆلاء رحلوا من هذا العالم على حب محمد وآله، فهم على حسب الروايات الشريفة والآيات المباركة من أهل النجاة يوم القيامة ومصيرهم السعادة، ولكنهم يكونون في معاناة لدى البرزخ وأهوال الموت وعند لحشر ففي الحديث(إِنَّنا شُفَعاۆُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلكِنْ تَزَودُّوا لَبرْزَخِكُم)(وسائل الشيعة المجلد الرابع ص 688).
(الأربعون حديثا ص513:511)
اعداد وتقديم: سيد مرتضى محمدي
القسم العربي - تبيان
الولاية في کلام الامام الخميني (قدس)
حديث الثقلين في وصية الإمام (قدس)