أسباب الاساءة للرسول
خفتت الاصوات وجفت الصحف ولما يمضي شهر على الحدث الذي هز العالم الاسلامي الا وهو الاعتداء على شخص الرسول محمد صلى الله عليه واله وكان نفس الذين أعتدوا على شخصه الكريم قاموا قبل فترة بأحراق نسخ من القراءن كتاب المسلمين، ولكي تكون قراءتنا دقيقة ومستوعبة للحدث بتفاصيله ينبغي علينا ان نضم حدثا أخر يضاف الى هذه الاعتداءات التي طالت المقدسات الا وهو أقدام بعض المتلبسين بالاسلام في ليبيا وغيرها على تهديم قبور وأضرحة العلماء والصالحين وأبناء أئمة أهل البيت في تلك البلدان بعد سقوط الانظمة الحاكمة فيها ومن قبل ذلك كله تفجير الامامين العسكريين عليهما السلام في العراق.
وحينئذ تكتمل الصورة لدينا في فهم مجريات الاحداث لأن من قام بهذه الافعال أستهدف الدعامتين الاساسيتين في الاسلام الا وهما القرآن والرسول وأئمة الاسلام وبتعبير أخر أستهدف النظرية الاسلامية والدستور الاسلامي المتمثل بالقراءن وأستهدف التطبيق الحي والعملي والواقعي للاسلام وهم الائمة من بعد الرسول محمد صلى الله عليه واله وكلاهما يشكلان الثقلين بحسب تعبير حديث الرسول محمد (صلى الله وعليه واله).
أن ضرب هذين الأساسيين في الدين الاسلامي يعني محاولة الاجهاز عليه لآنهما بمثابة الدعامات الاساسية للبناء وتأتي هذه المحاولات بعد سلسلة من المحاولات لضرب الاسلام تارة بالتشكيك بالمباديء التي قام عليها واخرى بتشريعاته وهكذا ولكن لو نظرنا الى الحملة المحمومة الاخيرة على الاسلام لاتضح أنها غير مسبوقة من ناحية الكم والكيف.
أن نظرة بسيطة الى مضمون حديث الثقلين تبين أن الرسول صلى الله عليه واله قد بين التداعيات التي من الممكن ان تحصل فيما لو تخلى المسلمون عن الثقلين بقوله (لن تضلوا بعدي أبدا)، بمعنى ان التخلي عن الثقلين يعني ظلال الامة وانحرافها عن الطريق ابدا دائما كما هو واضح.
لقد سعى هۆلاء ومن وراءهم قوى الاستكبار العالمي الى أستعداء الاسلام وجعل العالم الاسلامي يعيش أمواجا من الفتن والاضطرابات وقد فعلوا ذلك ضمن برنامج معد وتخطيط ودراية يشير الى ذلك صامويل هانتغتون في كتابه (صراع الحضارات) الذي يتحدث فيه عن بروز عدو جديد للولايات المتحدة بعد حقبة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي بشكل خاص والمعسكر الشيوعي بشكل عام وهذا العدو هو العالم الاسلامي بشتى طوائفه واتجاهاته.
أن تركز الوجود الامريكي في الشرق الاوسط وأفغانستان وباكستان هو محاولة لعسكرة المنطقة وبالتالي وضعها على صفيح ساخن يجعل منها منطقة توترات وصراعات مستغلة التنوع الاجتماعي والديمغرافي فيها وموظفة اياه لصالح معركتها التي نجحت في نقلها الى منطقة أعدائها ونجحت كذلك في أن تلفت نظر المسلمين عما تحقق على الساحة من نجاحات في العقود المنصرمة فيما سمي بالصحوة الاسلامية أذ تكلل العقد التسعيني من القرن المنصرم والعقد الاول من القرن الحالي بفوز أكثر من قوة أسلامية في مختلف البلدان الاسلامية بأغلبية المقاعد النيابية والتشريعية.
و لم تنجح قوى الاستكبار العالمي بلفت نظر المسلمين بل أوصلتهم الى مرحلة من التطرف جعلت البعض منهم يذبح ألمسلم أمام مرأى ملايين البشر معتبرا نفسه يطبق الشريعة الاسلامية وقد وجدت وسائل الاعلام التابعة للاستكبار العالمي في ذلك مادة دسمة لتسويقها للعالم الذي تهيمن على تصوراته وأفكاره من خلال ذلك الاعلام لترسم صورة قاتمة عن الاسلام وعن النبي الذي جاء بتعاليم هذا الدين معيدة هذه التصرفات التي تصدر من هۆلاء الى أفعال وتوجيهات واحاديث النبي صلى الله عليه واله ومصورة أياها تجسيد لتعاليم القراءن.
و قد نجح الاستكبار العالمي كذلك في الترويج لمفردة الارهاب وجعلها كأنها حدث يومي يعيشه العالم ملصقة التهمة بالاسلام ومصورة القوى السياسية الاسلامية بأنها قوى أرهاب ومثيرة زوبعة أختلط فيها المتطرف بالمعتدل وبذلك سهلت على العالم تقبل فكرة الاساءة للرسول صلى الله عليه واله.
أعتقد ان كل ما سبق مما اشرت اليه هو محاولة لايقاف وعرقلة المد الاسلامي الذي بدأ بالاتساع ومما اعتبره الاستكبار العالمي محاولة لاستجماع القوة من قبل القوى الاسلامية في مختلف بلدان العالم الاسلامي لاعادة الاسلام الى الواجهة منافسا حضاريا لا يمكن الاستهانة به كما لم تغفل قوى الاستكبار التعاشق والتواصل بين القوى الاسلامية فيما يمكن اعتباره تنظيم أسلامي عالمي موحد بصور متعددة فعمدت الى تصعيد المواجهة معه عبر الاساءة الى مقدساته وعلى رأسها رسول الله صلى الله عليه واله.
ختاما أعتقد ان رد المسلمين لم يكن بمستوى الحدث ولم يكن بمستوى الرد على الاساءة ولم يكن يكن يعدو في كثير من الاحيان أكثر من ردة فعل سلبية أساءت أكثر مما صححت الصورة وما الاساءة التي حصلت الا حلقة في سلسلة الاساءات للاسلام وينبغي التعامل معها بوعي وليست بردات فعل وفورات عاطفية ليس أكثر.
اياد الحسني
وجدانية الحقوق ترفض الاعتداء على المقدسات
عذراً يا رسول الله ..... العيب فينا
استهداف نبي الرحمة من "الراهب بحيرى" حتى "براءة المسلمين"