من فضائل السيد علي بن جعفر سلام الله عليهما
علي بن الإمام الصادق ( عليه السلام )
نقل العلامة المجلسي في (بحار الأنوار) اتفاق العلماء والمحدّثين على صحة رواياته، بل اعتبروه من أجلّ الرواة وخير الفقهاء، وتبع المجلسي في ذلك
الشيخ الطوسي و
الشيخ المفيد رحمهما الله.
ومما قاله العلامة المجلسي قدس سره الشريف :
«وكان علي بن جعفر كثير الفضل، شديد الورع، سديد الطريق، راوية للحديث من أخيه موسى سلام الله عليه، وهو المعروف بعلي بن جعفر العريضي.
نشأ في تربية أخيه موسى بن جعفر سلام الله عليهما، ومن أهل التضييف بأيدي الشيعة إلى هذا اليوم، وأدرك من الأئمة أربعة أو خمسة. وقال السيد في الأنوار: كان من الورع بمكان لا يدانى فيه وكذلك من الفضل ولزم أخاه موسى بن جعفر سلام الله عليهما وقال بإمامته وإمامةالرضا و الجواد سلام الله عليهما. وكان إذا رأى الجواد سلام الله عليه مع الصبيان يقوم إليه من المسجد من بين جماعة الشيعة وينكب على أقدامه ويمسح شيبته على تراب رجليه ويقول: قد رأى الله هذا الصبي أهلاً للإمامة فجعله إماماً، ولم ير شيبتي هذه أهلاً للإمامة. لأن جماعة من الشيعة كانوا يقولون له أنت إمام فادّعِ الإمامة، وكان رضوان الله عليه لا يقبل منهم قولاً.
وروي أن الجواد سلام الله عليه إذا أراد أن يفصد أخذ الدم يقول علي بن جعفر للفصاد: افصدني حتى أذوق حرارة الحديد قبل الجواد سلام الله عليه»(1) .
كما ذكر الكليني قدس سره الشريف في الكافي: عن الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن خلاد الصيقل عن محمد بن الحسن بن عماد قال:
«كنت عند علي بن جعفر بن محمد سلام الله عليهما جالساً وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه يعني أبا الحسن إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا سلام الله عليهما المسجد ـ مسجد رسول الله ـ فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبّل يده وعظّمه، فقال له أبو جعفر سلام الله عليه: يا عم اجلس رحمك الله. فقال: يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم. فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون: أنت عمّ أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل ؟ فقال: اسكتوا، إذا كان الله عزّوجلّ ـ وقبض على لحيته ـ لم يۆهّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أنكر فضله ؟! نعوذ بالله مما تقولون، بل أنا له عبد»(2) .
من الأحاديث الشريفة المروية عنه عليه السلام
1. حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ره قال حدثنا أحمد بن زياد جعفر الهمداني رضوان الله عليه قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن نصر بن علي الجهضمي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه سلام الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أسبغ وضوءه وأحسن صلاته وأدّى زكاة ماله وخزن لسانه وكفّ غضبه واستغفر لذنبه وأدّى النصيحة لأهل بيت رسوله فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنة مفتّحة له (3).
2. عن عبد الله بن الحسن عن جدّه علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر سلام الله عليهم قال: سألت أخي عن الرجل يدعو وحوله إخوانه يجب عليهم أن يۆمّنوا؟ قال: إن شاءوا فعلوا وإن شاءوا سكتوا، فإن دعا وقال لهم أمّنوا وجب عليهم أن يفعلوا (4) .
3. وعنه عليه السلام: سمعت أخي موسى بن جعفر سلام الله عليهما يقول: من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها أثبت الله عزّوجلّ قدميه على الصراط(5) .
4. وعنه: خرجنا مع أخي موسى بن جعفر سلام الله عليهما في أربع عمر يمشي فيها إلى مكّة بعياله وأهله واحدة منهن يمشي فيها ستة وعشرين يوماً وأخرى خمسة وعشرين يوماً وأخرى أربع وعشرين يوماً وأخرى أحد وعشرين يوما ً(6) .
5. وعنه أيضاًقال: وقال أخي: قال رسول الله: لا يزني الزاني وهو مۆمن ولا يسرق السارق وهو مۆمن (7).
6. حدثني محمد بن يحيى العطار عن العمركي الخراساني عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه سلام الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يۆمر برجال إلى النار فيقول الله عزّوجلّ لمالك: قل للنار لا تحرقي لهم أقداماً فقد كانوا يمشون بها إلى المساجد ولا تحرقي لهم وجوهاً فقد كانوا يسبغون الوضوء ولا تحرقي لهم أيدياً فقد كانوا يرفعونها بالدعاء ولا تحرقي لهم ألسنة فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن. قال: فيقول لهم خازن النار: يا أشقياء ما كان حالكم ؟ قالوا: كنّا نعمل لغير الله عزّوجلّ، فقيل لنا خذوا ثوابكم ممن عملتم لهم (8).
المصادر:
[1] بحار الأنوار/ج48/فيما يتعلق بأحوال إخوان الإمام الكاظم سلام الله عليه/ص300.
[2] أصول الكافي/ج1/باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني سلام الله عليه/ص322/ح12.
[3] أمالي الصدوق/المجلس الرابع والخمسون/ص332.
[4] قرب الإسناد/الحميري القمي/ما جاء في الشهادات/ص122.
[5] المصدر نفسه.
[6] المصدر نفسه.
[7] مسائل علي بن جعفر/ماورد عن طريق علي بن جعفر من الأحكام/ص312.
[8] ثواب الأعمال/للصدوق/عقاب من عمل لغير الله عزّوجلّ/ص223.