مرقد السيد علي بن جعفر سلام الله عليهما (باب الجنّة)
كان السيد علي بن جعفر الصادق سلام الله عليهما معروفاً بجلالة الشأن والمنزلة وشرف النسب والعلم والتقوى وصحّة العقيدة.
قال الشيخ عباس القمي قدس سره الشريف في (منتهى الآمال ج2، ص303): كان علي بن جعفر سيداً جليلاً، عظيم الشأن، شديد الورع، عالماً كبيراً، راوياً للحديث، كثير الفضل، عاش إلى عهد الإمام الجواد سلام الله عليه.
فيما رأى صاحب كتاب (عمدة الطالب، ص214) أنّه عاش إلى زمن الإمام الهادي سلام الله عليه، أي أنّه عاصر خمسة من الأئمة المعصومين سلام الله عليهم، كما كان شديد الملازمة لأخيه الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه، فأخذ عنه معالم الدين وأحاديث آبائهما وأجدادهما حتى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله.
كان سلام الله عليه أصغر أولاد الإمام جعفر الصادق، ولكن العلماء والمۆرخين اختلفوا في عمره الشريف، حتى اعتبره بعضهم قد ناهر الـ (120) عاماً.
ولد بين عامي (134 ـ 135هـ) وتوفي في عام (210هـ).
مدفنه سلام الله عليه
اختلفت الأقوال في مدفن السيد علي بن جعفر سلام الله عليهما. إذ نسبت إليه ثلاثة مزارات، ومنها:
أولاً: في سمنان، حيث قيل إنّه عزم على زيارة الإمام الرضا سلام الله عليه في خراسان، فابتلي بمرض عضال حتى وافته المنيّة في مدينة سمنان ودفن بها.
ثانياً: في قم، في وسط المدينة قرب مقبرة (كلزار شهداء)، حيث قدم إلى قم بدعوة من أهاليها وعلمائها، إلى أن توفي فيها .
المدفونون في بقعته المباركة
* أما المدفونون في (بقعة علي بن جعفر سلام الله عليه) بقم المقدسة فهو كما مكتوب على القبر: (هذا قبر علي بن جعفر ومحمد بن موسى سلام الله عليهما)، فهم أولاً: علي بن حسن العلوي بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر العريضي، وثانياً: محمد بن موسى بن إسحاق بن إبراهيم العسكر بن موسى بن السبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه، المشهور بقم: بـ (محمد الفقيه).
ولعلّ السبب في اشتهار البقعة المباركة ببقعة علي بن جعفر ومحمد بن موسى، أن الغالب في الفترات السابقة كان حذف وإسقاط الوسائل النسبية، كما كان يقال للإمام العسكري سلام الله عليه: ابن الرضا، والحال أنّه ابن حفيده.
المرقد المبارك
* شيّدت البقعة المباركة عام (707هـ) طيلة (33) سنة، وقيل أن قبة كانت على المرقد منذ عام (453هـ).
والقبة مثمنة الأضلاع مخروطيّة، بارتفاع (30/3) امتار، وقد بنيت من أفضل أنواع الكاشي الأزرق اللون والمطرز بأسماء أهل البيت سلام الله عليهم.
وهناك صحن كبير إلى الشمال من البقعة المباركة مزين بأروع الزنية، وكتب على بابه بخطوط رائعة فضائل السيد علي بن جعفر وكونه قد عاصر خمسة من الأئمة سلام الله عليهم، وذلك طبقاً للاعتقاد بأن صاحب البقعة هو علي بن جعفر الصادق سلام الله عليه مباشرة، وليس السائد بين أقوال العلماء في كونه ابن حفيد الإمام الصادق.
وجدد بناء البقعة المباركة والضريح الفضي في عهد الملك فتح علي القاجاري، كما زيّنت أطراف صحنه المبارك بالآيات القرآنية البارزة وأبيات شعرية كثيرة خاصة بعظمة المكان وفضائل صاحبه.
وقد أوليتْ البقعة الشريفة بكثير الإهتمام بعد انتصار الثورة الإسلامية، حيث رتّبت الإيوانات الأربعة المحيطة بالمرقد، وكذلك رممت البيوتات المجاورة والمسجد المحاذي للحرم، وشيّدت بالقرب منه حسينية ضخمة البناء.
كما تمّ استبدال الضريح الطاهر من قبل إدارة أوقاف قم المقدسة بضريح فضي باهر الشكل، نقشت على أطرافه أسماء المعصومين الأربعة عشر، ومن فوقها أسماء الله الحسنى، ومن تحتها أبيات شعرية فارسية، خاصة بشرح فضائل أهل البيت سلام الله عليهم.
ولمزيد من الاطلاع، يراجع كتاب (كنجينه آثار قم ـ كنز تراث قم) بالفارسية، وكتاب (تربت پاكان ـ تربة الطاهرين) باللغة الفارسية أيضاً، وذلك للإطلاع على تاريخ المرقد ونوع بنائه ووصف القبة بالكامل، وكذلك ما يخصّ أساليب التزيين.
مرقد السيد أحمد بن قاسم بن أحمد بن علي بن جعفر الصادق (ع)