مرقد السيد أحمد بن قاسم بن أحمد بن علي بن جعفر الصادق
سلام الله عليهم
من جملة الأضرحة المعروفة في مدينة قم المقدسة، ضريح السيد أحمد بن قاسم بن أحمد بن علي بن جعفر الصادق سلام الله عليهم، ويقع بالقرب من البوابة الجنوبية للمدينة (دروازة قلعة ـ شارع سمية حالياً) إلى الأعلى قليلاً من المرقد المنسوب لعلي بن جعفر. وقد قال الشيخ عباس القمي رحمه الله في كتابه (منتهى الآمال): اعلم أن أحد أحفاد علي بن جعفر سلام الله عليه قد دفن في قم، وهو معروف بالشرف والجلالة، واسمه أحمد بن قاسم.
وكان هذا السيد الجليل قد هاجر إلى قم، فأصيب بالعجز والعمى حتى توفي ودفن في مقبرة مالون، فوضع الناس عليها سقيفة من القصب حتى عام (295هـ) ثم إنّ عمال المعتمد العباسي قاموا بتخريبها. وفي عام (371هـ) رأى بعض الفضلاء مناماً يشير إلى أن سيداً جليلاً مدفوناً في هذه التربة ـ محل القبر ـ وفي زيارته ثواب جزيل، فبنوا عليه بناءً من الخشب وعاد الناس إلى زيارته، فكانوا ينالون شفاءهم بإذن لله وكرامة هذا السيد الجليل من أمراضهم العضال.
وقد أشار عدة من المۆرخين أن السيدة فاطمة بنت القاسم، وهي أخت السيد أحمد بن القاسم مدفونة معه في الضريح.
* وفيما يخصّ المرقد؛ فإنّ القبّة الحالية قبّة قديمة جداً وتمتاز بالمتانة والروعة ويبدو أنّها بنيت في عام (780هـ) رغم مرور بعض التغيير عليها. ويعتبر الصحن الشريف من أروع الأبنية فنياً. وقد كُتب على القسم الأعلى للقبة من داخلها، وبخط رائع:
«لله الإعانة والإغاثة، قد أمر ببناء هذه العمار الرفيعة والروضة الشريفة مرقد الإمام المظلوم أحمد بن قاسم بن أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم، الصاحب الأعظم... اسحاق بن علي الصفي، بعمل محمد بن علي بن أبي شجاع في عشرين من محرم الحرام سنة 780هـ ».
أما الضريح المبارك؛ فقد غُيّر في عام (1369هـ) من قبل فنانين أصفهانيين، وهو مزيّن بالآيات الكريمة والأشعار البديعة، شأنه في ذلك شأن باب الدخول إليه، إضافة إلى بناء الصحن الذي بني في السنوات القليلة الماضية والمسجد الصغير المحاذي للصحن والخاص بإحياء مراسم العزاء.
قم ..من ذاكرة التاريخ
الجسور القديمة في محافظة قم
استطلاع عن حرم السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام