الإسلام والأسرة في مجتمع متطور
1- التطور:
إن التطور هو نتيجة التفاعل المستمر بين الإنسان وبين الكون المحيط به، وليس ناتجًا عن حدوث عنصر جديد في مسرح حياته، ولا عن غياب عنصر عنه.
إن الإنسان يبحث فيقرأ سطرًا من كتاب الكون فيطلع على عنصر جديد، أو طاقة جديدة، أو على صفة جديدة في الشيء الذي يعرفه، وعند ذلك يحاول أن يستفيد من علمه الجديد في سبيل تحسين وضعه ليستعمل الجديد، ويطور حياته، والكون المحيط به، ويتطور هو أيضًا، ثم ينطلق من المرحلة الحياتية الجديدة للبحث عن جديد آخر، وهكذا.
والجديد في حياة الإنسان ينتقل من حقل إلى حقل، فيحصل تفاعل آخر بين مختلف قطاعات حياته، ومنطلقات جديدة للتحرك والتطور.
إن بقاء كلام الله (القرآن الكريم) بين الأمة، وهو وحي نصًا وروحًا، يعني أن أي فهم جديد للقرآن، وفي أي مستوى كان هو صحيح، عندما يحصل حسب القواعد المعتمدة في الكلام، ويمكن اعتماده والتمسك به في تنظيم شۆون الحياة.
2- الإسلام والتطور:
الإسلام دين الفطرة، وشريعة الخلق، فلا يمكن أن يعترف بالجمود بل يدعو للتطوير والتكامل.
ويوجه التطور هذا بطريقين:
الأول:
إن بقاء كلام الله (القرآن الكريم) بين الأمة، وهو وحي نصًا وروحًا، يعني أن أي فهم جديد للقرآن، وفي أي مستوى كان هو صحيح، عندما يحصل حسب القواعد المعتمدة في الكلام، ويمكن اعتماده والتمسك به في تنظيم شۆون الحياة.
وفي كلام الإنسان لا يمكن اعتماد هذه القاعدة، لأن الإنسان يعبر عن مستوى ثقافي معين لا يمكنه تخطيه، ولذلك لا يجوز فهم كلامه إلا في حدود مستوى ثقافته.
فالخلود والتطور في الإسلام مرهونان بإلهية الكلمات القرآنية، التي تقف متوازية إلى جانب الإنسان والكون، وتقدم توجيهًا محددًا حسب التفاعل المتجدد في الإنسان والكون. ويمكن استمرار التفاعل بين الإنسان وبين القرآن بالفهم المتجدد بموازاة التفاعل بين الإنسان والكون بالتطور.
الثاني:
وفي صميم التعاليم الإسلامية أحكام خاصة لتطوير العقود والأحكام: أمثال الروط التي يمكن ايرادها ضمن العقود، والتي تغير صورتها.
3- الأسرة والمجتمع:
إن الأسرة تشكل جانبًا مهمًا من حياة المجتمع البشري وتتفاعل مع المجتمع بصورة متقابلة فتتأثر بالتطورات الاجتماعية اقتصادية وسكنية وغيرهما، وتۆثر في المجتمع بدورها حيث تنعكس حالات الأسرة وأحداثها على المجتمع الكبير. ولذلك فإن دراسة هذا الموضوع لها بعدان متقابلان: تأثير المجتمع المتطور على الأسرة، وتأثير الأسرة على المجتمع.
4- الإسلام والأسرة:
في رأي بعض الباحثين أن المجتمع في نظر الإسلام يتكون من وحدات، وكل وحدة هي الأسرة، وليست الفرد. كما أن المجتمع ليس الوحدة التي تتجزأ إلى الأفراد أو الأسر أو الطبقات. والحقيقة أن مقام الأسرة وتاثيرها في المجتمع في رأي الإسلام كبير جدًا حتى عند مَن لا يلتزم بهذا الرأي. ويكفي إثباتًا لذلك الحديث الشريف: ( ما بني في الإسلام بناء أحب عند الله من الزواج ).
5- الأسرة في مجتمع متطور:
يمكن تحديد المعالم الأساسية للأسرة في مجتمع متطور معاصر في النقاط التالية:
الأولى: الحاجات المتزايدة في مختلف شۆون الحياة والتي تتطلب مزيدًا من الجهد لأجل تأمينها فيضطر الرجل إلى تطوير عمله أو تغييره، أو النزوح إلى المدينة أو العاصمة أو الهجرة، وتضطر المرأة في بعض الأحيان لأن تعمل.
وهذه العوامل تنعكس بصورة واضحة على حياة الأسرة والعلاقات الأسرية بالإضافة إلى أن مجرد تزايد الحاجات أيضًا من عوامل تغيير هذه العلاقات.
إن الوقت المطلوب لزيادة النشاط، وغياب الرجل في حالات الهجرة أو النزوح، وتغير الظروف عندما تهاجر أو تنزح الأسرة، وهكذا غياب المرأة عن البيت وبقاۆها في أجواء عملها، واستقلالها المادي، وغير ذلك من المۆثرات، لها مفعول عميق في العلاقات الأسرية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
التربية منهجية إسلامية أم فرضيات علمية؟
تغلب التربية على الوراثة
تربية الجسم في الإسلام
التربيه وظهور الاستعدادات الكامنة