بيوت بلا جدران
في واحد من أوجه التعريف التي تطلق على (البيت) انه مجموعة من الجدران المتداخلة يعلوها سقف يقي أهله صروف الحياة وعيون المتطفلين وفضول الغرباء. لكني أتساءل عن فائدة هذه الجدران والأسقف اليوم، فأقول في قرارة نفسي، لا فائدة..
قد يستغرب الكثيرون هذه الاجابة لكن ذلك يحفزني على البوح أكثر فأقول، في السابق كان التواصل مع العالم الخارجي بالنسبة للبيت هو جهاز تلفون ارضي وتلفزيون فيه قنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وقد تشترك عدة منازل لمشاهدة هذه القنوات في تلفزيون واحد. وفي سبيل النكتة التي تمثل مدى الالتزام بالخصوصية والفطرة السليمة للعوائل أتذكّر ان جدتي رحمها الله كانت تلبس (العباءة) عندما يظهر المذيع على شاشة التلفزيون حياء ، لكن اليوم نرى التطور التكنولوجي قد أخذ ينتهك الخصوصية العائلية ويبث الأفكار المختلفة ويزرعها في الناس في عقور مساكنهم.
فنجد الاب جالسا في الصالة واولاده بنين وبنات، منهم مَن يلهو بجهازه النقال والاخر متسمر أمام الحاسوب لساعات دون أن يعرف أحد ماذا يفعل او مع مَن يتكلم فيما الأم منشغلة في المطبخ او في شۆون اخرى.
وبعد هذا الانتهاك للخصوصية العائلية والذي بدوره يبعث على التفكك الأسري وبرود العلاقة ما بين أفراد العائلة الواحدة ألا يحق لنا أن نتساءل عن جدوى الجدران وفائدتها، طالما ان الغرباء بأفعالهم وأفكارهم يستطيعون أن يقتحمو ها في أي وقت يشاءون.
ولكن مع كل هذه المخاطر هناك أمل في أن يبقى الالتزام بالتقاليد والأعراف الأسرية المتجذرة فينا سداً منيعا يستمد قوته من الارتباط بحبل الله المتين وعروته الوثقى من أهل البيت عليهم السلام، من خلال حث الأبناء على التمسك بقيم الإسلام الحنيف والأخلاق الفاضلة التي يولدها الإكثار من مجالسة المۆمنين في المحافل القرانية والمجالس الحسينية والمواظبة على زيارة المشاهد المشرّفة والدعاء الجماعي...
حسين السلامي
تجلي روح الأم بين أعضاء الأسرة
ظواهر اجتماعية في طريقها إلى الزوال
ما اهمية مشاركة الاسرة وجبات الطعام
رابطة الرحم بين الأعضاء النسبيين للأسرة الواحدة