• عدد المراجعات :
  • 13346
  • 7/14/2012
  • تاريخ :

نبي الله نوح عليه السلام

سفینة نوح

إن نوحا عليه السلام لما ركب السفينة أوحى الله عز وجل إليه يا نوح ان خفت الغرق فهللني ألفا ثم سلني النجاة أنجيك من الغرق ومن آمن معك، فلما استوى نوح ومن معه في السفينة ورفع القلص عصفت الريح عليهم، فلم يامن نوح الغرق فأعجلته الريح فلم يدرك ان يهلل الف مرة فقال بالسريانية (هلوليا ألفا ألفا يا ماريا اتفن) فاستوى القلص وجرت السفينة، فقال نوح: ان كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق ان لا يفارقني فنقش خاتمه لا إله إلا الله الف مرة يا رب أصلحني.(1)

عن الصادق عليه السلام قال: عاش نوح (ع) ألفي وخمسمائة سنة، منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل ان يبعث والف سنة الا خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم، ومائتا سنة في عمل السفينة وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء فمصر الأمصار واسكن ولده البلدان، ثم إن ملك الموت جاءه وهو في الشمس قال: السلام عليك فرد عليه نوح السلام فقال ما حاجتك يا ملك الموت؟ قال: جئت لأقبض روحك قال له تدعني ادخل من الشمس إلى الظل فقال الله نعم فتحول نوح ثم قال عليه السلام يا ملك الموت فكان ما مربي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلى الظل فامض لما أمرت به، قال فقبض روحه صلى الله عليه وآله.(2)

سال الشامي أمير المۆمنين عليه السلام عن اسم نوح ما كان؟

فقال: اسمه السكن وانما سمى نوحا لأنه ناح على قومه الف سنة الا خمسين عاما.

عن الصادق عليه السلام: كان اسم نوح عبد الغفار وانما سمى نوحا لأنه كان ينوح على نفسه.(3)

قال الصدوق رحمه الله تعالى: الاخبار في اسم نوح عليه السلام كلها متفقة غير مختلفة تثبت له التسمية بالعبودية وهو: عبد الغفار والملك والأعلى.

أبى عبد الله عليه السلام قال: عاش نوح عليه السلام بعد النزول من السفينة خمسين سنة، ثم اتاه جبرئيل عليه السلام فقال:

يا نوح انه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم فادفعها إلى ابنك سام فانى لا اترك الأرض الا وفيها عالم يعرف به طاعتي ويكون نجاه فيما بين قبض النبي وبعث النبي الاخر فدفع عليه السلام آثار علم النبوة إلى ابنه سام، فاما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به، وبشرهم نوح بهودا وظهرت الجبرية في ولد حام ويافث واستخفى ولد سام بما عندهم من العلم وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث، وعنه عليه السلام: كانت أعمار قوم نوح ثلاثمائة سنة وعاش نوح ألفي سنة وأربعمائة وخمسين سنة.(4)

قال شيخنا الطبرسي طاب ثراه: في قوله تعالى: (انه كان عبدا شكورا) معناه ان نوحا كان عبد الله كثير الشكر وكان إذا لبس ثوبا أو اكل طعاما أو شرب ماء شكر الله تعالى وقال الحمد لله، وقيل إنه كان يقول في ابتداء الأكل والشرب: بسم الله وفى انتهائه الحمد لله.

عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام:

ان نوحا كان إذا أصبح وأمسي قال: اللهم إني أشهدك ان ما أصبح أو امسى بي من نعمة في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضا، فهذا كان شكره.

 في بعثته إلى قومه وقصة الطوفان

اعلم أن الله سبحانه كرر قصة نوح عليه السلام في كثير من سور القرآن قال الطبرسي طاب ثراه: وهو نوح بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس عليه السلام وهو أول نبي بعد إدريس. (وقيل) انه كان نجارا وولد في العام الذي مات فيه آدم عليه السلام وبعث وهو ابن أربعمائة سنة وكان يدعو قومه ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاۆه الا فرارا وكان يضربه قومه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون وكانوا يثورون إلى نوح عليه السلام فيضربونه حتى تسيل مسامعه دما وحتى لا يعقل شيئا مما صنع به فيحمل فيرمى في بيت أو على باب داره مغشيا عليه فأوحى الله تعالى إليه ان لن يۆمن قومك الامن آمن فعندها اقبل على الدعاء عليهم فقال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) فأعقم الله أصلاب الرجال وأرحام النساء فلبثوا أربعين سنة لا يولد لهم وقحطوا في تلك الأربعين سنة حتى هلكت أموالهم وأصابهم الجهد والبلاء ثم قال لهم نوح: (استغفروا ربكم انه كان غفارا)، الآيات فلم يۆمنوا وقالوا لا تذرن آلهتكم الآيات حتى اغرقهم الله تعالى وآلهتهم التي كانوا يعبدونها فلما كان بعد خروج نوح (ع) من السفينة وعبد الناس الأصنام سموا أصنامهم بأسماء أصنام قوم نوح فاتخذ أهل اليمين يغوث ويعوق وأهل دومة الجندل صنما سموه ودا واتخذت حمير صنما سمته نسرا وهذيل سماه سواعا فلم يزل يعبدونها حتى جاء الاسلام.

ان الله تعالى لم يرحم قوم نوح عليه السلام في عذابهم

عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: لما فار التنور وكثر الماء في السكك خشيت أم صبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه فلما بلغها الماء عرجت به حتى بلغت ثلثيه فما بلغها الماء حتى استوت على الجبل فلما بلغ الماء رقبتها رفعته بيديها حتى ذهب بها الماء فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي واما امرأة نوح(واغله) فقال الله فيها وفى امرأة لوط(واهله): (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما.

وعن امير المۆمنين عليه السلام: لما أراد الله عز وجل اهلاك قوم نوح عليه السلام عقم أرحام النساء أربعين عاما لم يولد فيهم مولود فلما فرغ من اتخاذ السفينة امره الله تعالى ان ينادى فيهم بالسريانية لا يبقى بهيمة ولا حيوان الا حضر فادخل كل جنس من أجناس الحيوان زوجين السفينة وكان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانون رجلا فقال الله تعالى (احمل فيها من كل زوجين اثنين) وكان نجر السفينة في مسجد الكوفة فلما كان اليوم الذي أراد الله اهلاكهم كانت امرأة نوح تخبز في الموضع الذي يعرف بفار التنور في مسجد الكوفة وقد كان نوح عليه السلاماتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة وجمع لهم ما يحتاجون إليه من الغذاء وصاحت امرأته لما فار التنور فجاء نوح إلى التنور فوضع طينا وختمه حتى ادخل جميع الحيوانات في السفينة ثم جاء إلى التنور وفض الخاتم ورفع الطين وانكسفت الشمس ونزل من السماء ماء منهمر صب بلا قطر وتفجرت الأرض عيونا فقال الله عز وجل اركبوا فيها فدارت السفينة ونظر نوح عليه السلام إلى ابنه يقع ويقوم فقال له (يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين) فقال ابنه (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) فقال نوح (لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم الله) ثم قال نوح: (رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق) فقال يا نوح (انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح فحال بينهما الموج فكان من المغرقين) فدارت السفينة وضربتها الأمواج حتى وافت مكة وطافت في البيت وغرق جميع الدنيا الا موضع البيت وانما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق فبقى الماء ينصب من السماء أربعين صباحا ومن الأرض العيون حتى ارتفعت السفينة فمست السماء فرفع نوح يده وقال (يا رهمان اتفر) وتفسيرها يا رب أحسن فامر الله الأرض ان تبلع ماءها فأراد ماء السماء ان يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبوله وقالت انما امرني ان أبلع مائي فبقى ماء السماء على وجه الأرض واستوت السفينة على جبل الجودي وهو بالموصل جبل عظيم فبعث الله جبرئيل عليه السلام فساق الماء إلى البحار حول الدنيا وانزل الله على نوح: (يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم) فنزل نوح عليه السلام بالموصل من السفينة مع الثمانين، وبنوا مدينة الثمانين، وكانت لنوح بنت ركبت معه السفينة فتناسل الناس منها وذلك قول النبي صلى الله عليه وآله: نوح أحد الأبوين.

ارتفع الماء زمن نوح عليه السلام على كل جبل وعلى كل سهل خمسة عشر ذراعا.

 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان النجف كان جبلا وهو الذي قال ابن نوح (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) ولم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه، فأوحى الله عز وجل إليه: يا جبل أيعتصم بك منى! فتقطع قطعا قطعا إلى بلاد الشام وصار رمادا دقيقا وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكانيسمى ذلك البحر ببحر (ني) ثم جف بعد ذلك وقيل: ني جف فسمى نجف ثم صار بعد ذلك يسمونه نجف لأنه كان أخف على ألسنتهم. (5)

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ارتفع الماء زمن نوح عليه السلام على كل جبل وعلى كل سهل خمسة عشر ذراعا.

سفینة نوح

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أظهر الله نبوة نوح وأيقن الشيعة بالفرج اشتدت البلوى ووثبوا إلى نوح بالضرب المبرح حتى مكث في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجرى الدم من اذنه ثم أفاق وذلك بعد سنة ثلاثمائة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون ويدعوهم سرا فلا يجيبون ويدعوهم علانية فيولون. فهم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة املاك فسلموا عليه ثم قالوا له: يا نبي الله حاجتنا ان تۆخر الدعاء على قومك، فإنها أول سطوة لله عز وجل في الأرض، قال: قد أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى، وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى إذا انقضت ثلاثمائة سنة أخرى ويئس من ايمانهم جلس في وقت ضحى النهار للدعاء، فهبط إليه وفد من السماء السادسة فسلموا عليه وسألوه مثل ما سأله الوفد الأول فأجابهم مثل ما أجاب أولئك، ثم عاد وقومه بالدعاء حتى انقضت ثلاثمائة سنة تتمة تسعمائة سنة فصارت إليه الشيعة وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت وسألوه الدعاء بالفرج فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: ان الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة يأكلوا التمر ويغرسوا النوى ويراعوه حتى يثمر، فإذا اثمر فرجت عنهم، فعرفهم ذلك واستبشروا ففعلوا ذلك وراعوه حتى أثمر ثم سألوه ان ينجز لهم الوعد. فسال الله ذلك، فأوحى الله إليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا أثمرت فرجت عنكم. فلما ظنوا ان الخلف قد وقع عليهم ارتد عنهم الثلث وبقى الثلثان فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر اتوا به نوحا فسألوه ان ينجز لهم الوعد، فسال الله عز وجل عن ذلك، فأوحى الله إليهم: قل لهم كلوا التمر واغرسوا النوى، فارتد الثلث الاخر وبقى الثلث. فأكلوا التمر وغرسوا النوى، فلما أثمر اتوا به نوحا عليه السلام فأخبروه وقالوا: لم يبق منا الاالقليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج ان نهلك، فصلى نوح عليه السلام فقال:

يا رب لم يبق من أصحابي الا هذه العصابة وانى أخاف عليهم الهلاك ان تأخر الفرج، فأوحى الله عز وجل إليه: قد أجبت دعوتك فاصنع الفلك فكان بين إجابة الدعاء والطوفان خمسون سنة.(6)

عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: لما أراد الله ان يهلك قوم نوح أوحى الله إليه ان شق ألواح الساج فلما شقها لم يدر ما يصنع بها فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت بها مائة الف مسمار وتسعة وعشرون الف مسمار فسمر المسامير كلها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلى مسمار فأشرق بيده وأضاء كما يضئ الكوكب الدري في أفق السماء فتحير نوح فأنطق الله المسمار بلسان طلق ذلق فقال انا علي اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله فهبط جبرئيل عليه السلام فقال له: يا جبرئيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت؟ مثله فقال:

هذا باسم سيد الأنبياء محمد بن عبد الله، اسمره على أولها على جانب السفينة الأيمن ثم ضرب بيده إلى مسمار ثان، فأشرق وأنار، فقال هذا مسمار أخيه وابن عمه سيد الأوصياء علي بن أبي طالب فاسمره على جانب السفينة الأيسر في أولها، ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار فاطمة، فاسمره إلى جانب مسمار أبيها، ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار، فقال جبرئيل (ع) هذا مسمار الحسن فاسمره إلى جانب مسمار أبيه، ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فزهر وأنار وأظهر النداوة، فقال جبرئيل (ع): هذا مسمار الحسين عليه السلام فاسمره إلى جانب مسمار أبيه، فقال نوح يا جبرئيل ما هذه النداوة؟ فقال: هذا الدم فذكر قصة الحسين عليه السلام وما تعمل الأمة به، فلعن الله قاتله وظالمه وخاذله. (7)

کتاب قصص الانبياء -الجزائري

المصادر:

1- عيون أخبار الرضا

2- الأمالي

3-علل الشرايع

4-اكمال الدين

5-علل الشرايع

6- الكافي

7- الخرائج

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)