هل أتى... إجلالا لفاطمة عليها السلام
نعيم الجنة ذكر في سورة هل أتى غير الحور العين إجلالا لفاطمة عليها السّلام.
سئل عالما فقيل: إن اللّه تعالى قد أنزل «هَلْ أَتى ...» في أهل البيت عليهم السّلام، و ليس شيء من نعيم الجنة إلا و ذكر فيه غير الحور العين، قال: ذلك إجلالا لفاطمة عليها السّلام.(1)
تعد سورة الانسان و التي تسمى بسورة الدهر و هل أتى، من السور التي نزلت بحق أهل البيت (ع) و التي اظهرت منزلتهم و بينت مكانتهم و منزلتهم عند الله تعالى، و تمتاز الايات الثامنة و التاسعة من السورة بأهمية خاصة، حيث ورد فيها قوله تعالى: "وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلىَ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا * إِنمَّا نُطْعِمُكمُْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكمُْ جَزَاءً وَ لَا شُكُورًا" .[ الانسان 8-9]
ثم تشرع السورة في بيان عدد من خصائص و صفات النعم التي بشر بها الله تعالى العترة الطاهرة، منها قوله تعالى: "مُتَّكِئينَ فيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فيها شَمْساً وَ لا زَمْهَريراً* وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْليلاً * وَ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ أَكْوابٍ كانَتْ قَواريرَا"( الانسان 13-15) بالاضافة الى الآيات الاخرى التي تعرضت لها السورة لا نرى ضرورة للتعرض لها، الا ان الملفت للنظر هو ان السورة المباركة لم تتعرض للحديث عن الحور العين و التي تعد من النعم الالهية التي طالما تحدثت عنها الآيات الاخرى، من هنا و مع الاخذ بعين الاعتبار كون الايات المباركة جاءت بعد الحديث عن أهل البيت (ع)، ذهب بعض المفسرين الى ضرورة تحليل هذه القضية قائلا: و الملاحظة الأخيرة التي لا بدّ من ذكرها هنا هو قول بعض العلماء المفسّرين و منهم المفسّر المشهور الآلوسي، و هو من أهل السنّة قال: إنّ كثيرا من النعم الحسية قد ذكرت في السورة إلّا الحور العين التي غالبا ما يذكرها القرآن في نعم الجنان، و هذا إنّما هو لنزول السورة بحق فاطمة و بعلها و بنيها عليهم السّلام و إنّ اللّه لم يأت بذكر الحور العين إجلالا و احتراما لسيدة نساء العالمين.(2)
فهذه الآيات هي الآيات الوحيدة التي قال المفسرون انها لم تتعرض للحديث عن الحور العين عند تعرضها لذكر النعم الالهية و النعيم الاخروي، احتراما للسيدة الزهراء (س).
المصادر:
1- بحار الأنوار: ج 43 ص 153 ح 13-المناقب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 325.
2 - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج19، ص: 254- مكارم الشيرازي
فاطمة (عليها السلام) قمة القمم
السر المستودع فيها ؟