عبور فاطمة عليها السلام من المحشر
الأمر من عند اللّه تعالى بغض أبصار الخلائق لمجيء فاطمة عليها السّلام إلى المحشر، و دخولها الجنة مع ذريتها و شيعتها و من والى ذريتها و هو ليس من شيعتها.
قال النبي صلّى اللّه عليه و آله: إن اللّه تبارك و تعالى إذا أجمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود و هو أوفى لي به.
إذا كان يوم القيامة نصب منبر له ألف درجة- لاكمراقيكم- و أصعد حتى أعلو فوقه، فيأتيني جبرئيل بلواء الحمد فيضعه في يدي و يقول: يا محمد، هذا المقام المحمود الذي وعدك اللّه، فأقول لعلي: «اصعد»؛ فيكون أسفل مني بدرجة. فأضع لوائي الحمد في يده.
ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول: «يا محمد، هذا المقام المحمود الذي وعدك اللّه»، فيضعها في يدي فأضعها في حجر علي.
ثم يأتي مالك خازن النار فيقول: «يا محمد، هذا المقام المحمود الذي وعدك اللّه. هذه مفاتيح النار. أدخل عدوك وعدو ذريتك وعدو أمتك النار».
فآخذها و أضعها في حجر علي. فالنار و الجنة يومئذ أسمع لي و لعلي من العروس لزوجها! فهو قول اللّه تبارك و تعالى «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ» (سورة ق: الآية 24.)، ألق يا محمد و يا علي عدوكما في النار.
ثم أقوم فأثني على اللّه ثناء لم يثن عليه أحد قبلي، ثم أثني على الملائكة المقربين، ثم أثني على الأنبياء المرسلين، ثم أثني على الأمم الصالحين، ثم أجلس فيثني اللّه عليّ و يثني عليّ ملائكته و يثني عليّ أنبيائه و رسله، و يثني عليّ الأمم الصالحة.
ثم ينادي مناد من بطنان العرش: «يا معشر الخلائق، غضّوا أبصاركم، حتي تمر بنت حبيب اللّه إلى قصرها» فتمرّ فاطمة بنتي، عليها ريطتان خضراوان، حولها سبعون [ألف] «1» حوراء. فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما و الحسين نائما مقطوع الرأس، فتقول للحسن: من هذا؟ فيقول: «هذا أخي، إن أمة أبيك قتلوه و قطعوا رأسه»!
فيأتيها النداء من عند اللّه: يا بنت حبيب اللّه، إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك، لأني ادّخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه. إني جعلت لتعزيتك بمصيبتك فيه، أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت و ذريتك و شيعتك و من أولاكم معروفا ممن هو ليس من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد.
فتدخل فاطمة ابنتي الجنة و ذريتها و شيعتها و من والاها معروفا ممن ليس هو من شيعتها، فهو قول اللّه في كتابه: «لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ»( سورة الأنبياء: الآية 103)، قال عليه السّلام: هو يوم القيامة؛ «وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ»( سورة الأنبياء: الآية 102)، هي و اللّه فاطمة و ذريتها و شيعتها و من أولاهم معروفا ممن ليس هو من شيعتها.
المصادر:
1. تفسير فرات: ص 167، في تفسير سورة ق.
تفسير فرات: ص 97، في تفسير سورة الأنبياء، أورد شطرا من الحديث بتفاوت يسير.
بحار الأنوار: ج 43 ص 62 ح 54 عن تفسير فرات، شطرا من ذيل الحديث.
عوالم العلوم: ج 11/ 2 مجلد فاطمة الزهراء عليها السّلام ص 1181 ح 6 عن تفسير فرات:
بحار الأنوار: ج 65 ص 59 ح 109 عن تفسير فرات.
مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 249 عن تفسير فرات.
بحار الأنوار: ج 7 ص 335 ح 21 عن تفسير فرات.
فاطمة الزهراء ( ع ) هي الكوثر
فاطمة في القرآن