الشهيد مطهري استاذ جامعي وحوزوي متميز
كان الشهيد مطهري (ره) عالمًا منفتحًا في اتجاهين مهمّين لا يمكن لعالم الدين في عصرنا الحاضر أن ينطلق في ممارسة رسالته دون أن يتوجه في عمله من خلالهما:
الاتجاه الأول: الانفتاح على المحيط الاجتماعي: فالشهيد مطهري لم يكن عالم دين منـزوٍ، بل كان نشطًا اجتماعيًّا وثقافيًّا، ولا أدلّ على ذلك حضوره الكبير من خلال محاضراته التي تحول معظمها إلى كراسات وكتب تربى جيل كامل على أفكارها ورؤاها المعاصرة.
والاتجاه الآخر: الانفتاح على العلوم والثقافات الحديثة: ولعل لوجوده مدرسًا في كلية الإلهيات بجامعة طهران أثر كبير في الإطلاع على هذه العلوم والمعارف الحديثة، كما أن احتكاكه بالطبقة الجامعية كان سيفرض عليه نوعًا من الانفتاح عليها.
إن معايشة عالم الدين لقضايا مجتمعه ومحيطه المحلي والعالمي يشكّل فرصة جيدة له لفهم واقع الحياة بصورة أفضل، وهو ما ينعكس تاليًا على تطبيقه للمفاهيم والأحكام الشرعية ومعاصرتها لواقع هذه الحياة، حيث سيكون لذلك دوره في إعطاء الرؤية لكثير من مجرياتها الحديثة بصورة أقرب إلى الواقعية.
كان للشهيد مطهري دوره البارز في رفد الجماهير الإيرانية بالثقافة الإسلامية الواعية التي انطلقت مع حركة الإمام الخميني قدس سره، لتصنع حركة جماهيرية رائدة لا مثيل لها في هذا العصر, ولتقدم نموذجاً ثورياً باهراً أطاح بأعتى النظم الاستبدادية, وأقام نظاماً دينياً شعبيا.
يمكن أن نضع تأثيره في اتجاهين، فالاتجاه الأول فيما يرتبط بتقديم الصورة المشرقة للإسلام، إذ الشهيد مطهري كما كان له ارتباطه بالدرس الديني التقليدي (الحوزوي)، كان له ارتباطه بالدرس الجامعي، وكان لهذا تأثيره في القضايا التي عالجها في محاضراته ومؤلفاته العديدة، وكذلك في أسلوب تناوله لهذه القضايا، وهو ما أسس تاليًا لما عرف لاحقًا ب (علم الكلام الجديد)، ذلك أنه عالج كثيرًا من المسائل العقدية بأسلوب ونمط ينسجم والطروحات الحديثة، وبالإضافة إلى ذلك استحدث بعض القضايا التي لم تكن مطروقة سابقًا في علم الكلام، حيث عالجها من زاويتها الإسلامية وفق الرؤية الإمامية وبأصالة عميقة.
وهو بهذا السبق كان يطرح الصورة المشرقة للإسلام في مبدئيته وقانونيته التي يمكن طرحها في قبال المبادئ والعقائد والأيديولوجيات والتشريعات الحديثة.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، كان للشهيد مطهري دوره البارز في رفد الجماهير الإيرانية بالثقافة الإسلامية الواعية التي انطلقت مع حركة الإمام الخميني قدس سره، لتصنع حركة جماهيرية رائدة لا مثيل لها في هذا العصر, ولتقدم نموذجاً ثورياً باهراً أطاح بأعتى النظم الاستبدادية, وأقام نظاماً دينياً شعبيا.
تزخر الدول الإسلامية ـ وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية في إيران ـ بوجود العديد من الجامعات والصروح العلمية، وهذه الجامعات بيئة خصبة لتنمية العلوم والمعارف الإسلامية، وما أقترحه هنا للاستفادة الأكبر من تراث وفكر الشهيد مطهري هو تبني جامعاتنا الإسلامية لأعلامنا المعاصرين ولما طرحوا من أفكار، وذلك من خلال إنشاء العديد من الكراسي العلمية داخل الجامعات، ومن هؤلاء الأعلام الذين يستحقون منّا كل اهتمام وتقدير هو الشهيد مطهري، إذ من الممكن أن تتبنّى الجامعات كرسيًّا علميًّا باسم الشهيد مطهري يكون تحت إشراف أحد المتخصصين في الدراسات الإسلامية الأكاديمية وتخصص فيه العديد من الدراسات حول أفكار وتراث الشهيد مطهري العديدة والمتنوّعة.
من ناحية أخرى يجب تكثيف نشر أفكار الشهيد مطهري على المستوى العالمي وبمختلف اللغات, وتشجيع حركة التطوير لما أنجزه من أبحاث وأفكار.
آية الله مطهري...القطب الثاني للثورة
لماذا يستعاد الرجوع إلى أفكار مطهري الآن؟