النحلة الدؤوبة والفراشة المغرورة
في أحد الحدائق الکبيرة عاشت فراشة جميلة، لکنها کانت وللأسف مغرورة، وذات يوم حطت الفراشة علي وردة لم تتفتح کليا اذ کان الصباح باکرا ً، سمعت الفراشة طنينا ً يخرج من داخل الوردة وسرعان ماخرجت من داخلها نحلة يبدو عليها النشاط والحيوية.
قالت النحلة للفراشة:السلام عليکم أيتهاالفراشة الجميلة!
فردت الفراشة:وعليکم السلام أيتها النحلة المسکينة!
فقالت النحلة:لماذا وصفتني بالمسکينة ياعزيزتي؟
فردت الفراشة:لأنك تبذلين في جمع العسل کل هذا التعب والعناء ويأتي الإنسان ليأخذه منك حاضرا.
عندها ردت النحلة:أنا سعيدة بعملي، الإنسان أيضا ً يهتم بالزهور التي أمتص منها الرحيق ، ثم إن صنع العسل المفيد نعمة أنعمها الله علي.
فردت الفراشة وهي تضحک بسخرية:(وماذا بعد أيتها النحلة الحکيمة)؟!
عندها يا أحبتي نفذ صبر النحلة وقالت:العمل مهما کان متعبا ًأفضل من التسکع من زهرة الي زهرة.
فردت الفراشة بغضب:ماذا تقصدين أيتها الحشرة القبيحة؟
ثم علا صوتهما فمر أحد حراس مملکة النحل وقال:ماذا جري أيتها الحشرتان ؟!
فقالت النحلة:(حشرة مغرورة بجناحيها)فردت الفراشة:(لقد غضبت النحلة حين أخبرتها بأنها قبيحة ...أنظري الي بدنک المخطط) فأجابت النحلة:(أن أکون مخططة ومفيدة أفضل من مما لو کنت جميلة ولکن عديمة الفائدة).
فقال حارس المملکة:(إهدءا أرجوکما ...لاداعي لکل هذا الکلام البذيء والعراك.
أود أن أقول للنحلة إن الله إن أنعم عليک بانتاج العسل وأنعم علي الفراشة بالجمال، فهي تزيد من جمال الحديقة، کما أنها تساعد في نقل حبوب اللقاح الذي تنمو منه الفواکهة والخضروات، أما....)ولم تدع الفراشة الحارس يکمل کلامه بل قاطعته قائلة للنحلة:(أرأيت أيتها النحلة البائسة لقد شهد الحارس بأني جميلة)!وطارت الفراشة المغرورة وهي مغمضة عينيها وقالت:(آه ليتني أعيش في حديقة خالية من النحل وطنينه المزعج) وفجأة شعرت بانها علقت ولاتستطيع الطيران ففتحت عينيها فاذا بها تجد نفسها قد وقعت في مصيدة عنکبوت کبير وهاهو العنکبوت يقترب منها ليصطادها، مالبث أن أمسکها من أحد جناحيها، لکنها استطاعت أن تفلت منه وبسبب جناحها الممزق فقدت توازنها وسقطت، وبعد لحظات مر طفل صغير وحملها ورکض مسرعا ًالي أمه فقالت الفراشة: (سوف أموت بين يدي هذا الولد).
-أنظري ياأمي الي هذه الفراشة.
-کم مرة قلت لك لاتؤذي الحيوانات.
-دعيني ألعب بها يأمي، فهي مجروحة وسوف تموت علي کل حال.
- أعدها الي الحديقة لعلها تشفي .
_أمي ...دعيني ألعب بها..أرجوك.
-ثابت!أعدها الي الحديقة، هل ترضي لوأنك جرحت يعاملك الأقوي منك هکذا؟ أعدها بسرعة!
أعادها الولد الي الحديقة ووضعها علي الزهرة صباحا ًفراحت الفراشة وإن کانت يائسة من شفاء جناحها،وقالت في نفسها:( کم کنت مغرورة بنفسي آه... جناحي يؤلمني)شعرت الفراشة بالألم والبرد لکن المساء حل وأغلقت الوردة نفسها فشعرت الفراشة بالدفء.
في الصباح الباکر استيقضت الفراشة وهي تئن وبينما هي تتألم مرت النحلة، فقالت الفراشة في نفسها (حتما ستشمت بي وتسخر مني انتقاما ًعلي کلامي غير المهذب الذي قلته بالأمس) هکذا توقعت الفراشة يا أحبتي، وأنتم ماهو توقعکم لردة فعل النحلة ؟!ماذا ؟عکس ماتوقعت الفراشة؟ تعالوا نتابع القصة لنعرف:إقتربت النحلة من الوردة وقالت ماذا جري لجناحك أيتها الفراشة العزيزة ؟ وتحدثت لها الفراشة لما جري لها وتألمت النحلة لما وقع للفراشة،وقالت:لاتقلقي ياصديقتي سوف أجلب لك قليلا ًمن العسل .فردت الفراشة وهي تشعر بالخجل: (شکراً لاداعي لأن تتعبي نفسك ) فقالت النحلة:(يجب أن تتغذي لتتماثلي للشفاء باذن الله)؛ ثم طارت مسرعة ومالبثت أن عادت وهي وقد ملئت فمها بالعسل وأشارت للفراشة بأن تفتح فمها ففتحت الفراشة فمها وألقمتها النحلة العسل، ومرت الأيام والنحلة تزور الفراشة التي بدأت تتماثل للشفاء وتطعمها العسل، وکانت تزورها أحيانا مع بقية عاملات الخلية وکن يضحکن ويتحدثن معها لکي لاتشعر بالوحدة،وذات يوم نادي أحد حراس الخلية نحلتنا الوفية وقال لها بان هناك فراشة تنتظرها عند الباب الشرقي للمستعمرة، وخرجت النحلة ولم تصدق مارأت عيناها:الفراشة تطير في الهواء وقدشفيت تماماً، فرحت النحلة وقالت :الحمدلله لقد شفيت ياصديقتي !فأجابت الفراشة بخجل والفضل بعد الله يعود لك، اليوم جئت أشکرك علي إحسانك إلي، وأعتذر علي غروري ، لقد تعلمت منك أن الأخلاق والمعاملة الطيبة أجمل من کل شيء.
بائعة الکبريت
الي الإيمان
تمرين الطفل على الطاعات
أهمية التربية الأسرية في حياة الطفل