محمود الغزنوي - غزو بلاد الغور
كانت بلاد الغور تقع بجانب غزنة، وكان الغور يهاجمون القوافل ويقطعون الطرق ويسكنون في جبال عاليةٍ يحتمون فيها، فقرّر محمود في عام 401 هـ أن يسير إليهم وقد انطلق مع أهم أميرين في دولته وهما تونتاش حاجبه وملك هراة، وأرسلان الجاذب ملك طوس. في أثناء مسيرة الأميرين اعترضتهما بعض الجيوش فهاجموهم ونشبت معركة، وحين سمع محمودٌ بما حدث سار إليهما وهزم الأعداء فهربوا إلى ملك الغور المعروف بابن سوري في مدينته التي تدعى أهنركان، وأصبح مجموع المقاتلين في المدينة عشرة آلاف، ولكن محمود سار إليهم ونشبت معركة، وحين رأى محمودٌ الوضع أمر جيشه باستدراج الأعداء إلى منطقةٍ بعيدة، فبدى الأمر كأنه انسحاب ففرح الغور بالنصر واستمروا بالهجوم وملاحقة جيش محمود، وحينها حاصرهم محمودٌ وهاجمهم وقتل الكثير منهم وأسر معظمهم، وقد كان من ضمن الأسرى زعيمهم ابن سوري، وبعد ذلك فتح محمود المدينة، وحين رأى ابن سوري ما حصل لمدينته وله شرب سماً وانتحر.
غزو قصدار
كان محمود قد صالح ملك قصدار على مبلغٍ من المال يدفعه ملكها إلى محمود كل فترة، لكن عندما وجد ملك قُصدار بلاده محصّنة توقف عن دفع المال، بالإضافة إلى أنه كان قد تحالف مع إيلك الخان فقرّر محمود السير إليه، ولكن قبل أن يذهب محمود إليه حدثت مشكلةٌ بينه وبين إيلك الخان وتوقّف التحالف فسار محمود إليه على الفور في سنة 402 هـ، وترك غزنة في جمادى الأول وأعلن أنه ذاهبٌ إلى هراة للتمويه لكنه غير طريقه بسرعةٍ باتجاه قُصدار، وحاصر محمود قُصدار في الليل وطوّقها فاستسلم ملكها في الصباح عندما أدرك أن محمود قد وصل وحاصر بلاده، وأخذ محمود منه ما تراكم عليه من المال لكنه تركه حاكماً على قُصدار.
غزو خوارزم
في سنة 407 هـ طلب محمود من ملك خوارزم (والذي يدعى خوارزمشاه) أن يخطب له في بلاده، وعندما استشار خوارزمشاه الوزراء حذّروه من أن يخطب لمحمود وهددوه بقتله إن فعل ذلك، ثم تآمروا عليه وقتلوه ووضعوا واحداً من أولاده حاكماً ببلاد بدلاً منه، فسار يمين الدولة إلى خوارزم وحين اقترب محمود من خوارزم جمع قائد جيوشها ألب تكين البخاري جيوشه وذهب لقتال محمود، ثم انتصرت جيوش محمود وانسحب الخوارزميون وهرب ألب تكين البخاري في سفينة لينجو من محمود، ولكن حدث شجارٌ بينه وبين من هم على السفينة فقيدوه وسلّموه إلى محمود، وعندما جاؤوا إلى محمود قبض على جميع من كان في السفينة (وقد كان من بينهم وزراء خوارزم الذي رفضوا أن يخطبوا لمحمود) وصلبهم عند قبر خوارزمشاه، بينما أخذ بقية الآسرى من الجيش إلى غزنة وجندهم ووضعهم حاميةً في مدن الهند، ثم ولّى حاجبه الذي يدعى التونتاش على مقاطعة خوارزم.
اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي
القسم العربي – تبيان
المصادر:
الكامل في التاريخ لابن الأثير.
تاريخ ابن خلدون.
تاريخ الإسلام للذهبي.
سبكتكين
القائد الفارسي هُرمُزان
قلعة يزدجرد فوق قمة دالاهو
الملوك الساسانيون في الفترة (379م-438م)