سيرة الشهيد مجيد بقائي
الولادة والطفولة
أطلَّ على الدنيا في شهر بهمن من عام 1337هــ.ش [1958م] بمدينة بهبهان وسط أسرة متدينة ملتزمة، ولم يكن يومها من يتنبأ بالعظمة الروحية لذلك الوليد الضعيف التي ستتحقق بعد 22 عاماً، وإن لاحت عليه منذ البداية معالم التكامل الفكري والثقافي وتجلّت عليه عبر سلوكه الرصين داخل العائلة واندفاعه نحو الأمور الدينية والالتزام بها في غضون السنين 10ــ12 من عمره.
الدراسة
ابتدأ من المناداة للصلاة في مسجد المحلّة، ولم يَحُد عن خط الإسلام واقتفاء أثر العلماء الملتزمين حتى آخر حياته. وكان لذكائه الوقاد وموهبته المتعالية السبب في أن يطوي الصفين الخامس والسادس من دراسته الابتدائية ــ حسب النظام القديم ــ في غضون سنةٍ واحدةٍ في إحدى مدارس بهبهان ثم اختار فرع الرياضيات لمواصلة دراسته الثانوية.
وبعد إنهائه للدراسة الثانوية وأدائه الامتحان العام قُبل في فرع الهندسة الكيمياوية بجامعة الأهواز، بيد أن هذا الفرع لم يلبي طموحه حيث قال: يجب أن أتسنم عملاً يتسنى لي به خدمة هذا الشعب المستضعف حقاً، ولهذا فقد عاود الدراسة الثانوية بعامها الأخير وحصل على الشهادة الثانوية في فرع العلوم الطبيعية، وبعد مشاركته هذه المرة في الامتحان العام قبل في فرع العلوم الطبيعية بجامعة الأهواز.
وبالإضافة إلى الدراسة بالوسع اعتبار "مجيد" من أكثر طلاب الثانوية نشاطاً في شتى المجالات الرياضية، السياسية، الدينية والاجتماعية.
النشاط السياسي والديني
في عام 1354هــ.ش [1976م] تصاعدت نشاطاته داخل الجامعة واتخذت علاقاته طابعاً تنظيمياً وتصدى لدورٍ حيوي في قيادة الجهاد الطلابي في جامعة الأهواز وخارج الوسط الجامعي أيضاً، وأثناء العامين 1355 و1356 حيث كان جهاد الشعب الإيراني المسلم يقترب من ذروته كان "ره" من العناصر القيادية للتظاهرات المناهضة للنظام، وخلال تلك الفترة وطَّد علاقته بالأخوة في جماعة "المنصورون"، وكانت نشاطات هذه الجماعة في بهبهان عبارة عن: توعية الجماهير، تنظيم الإخوة من أبناء حزب الله، تنفيذ العمليات العسكرية ضد أزلام نظام الشاه ... الخ. وفي بداية تشكيل هذه الجماعة انضم لجناحها العسكري وتولى قيادة بعض العمليات العسكرية وقتذاك، وحتى قبيل انتصار الثورة الإسلامية بادر لتنظيم فرق الدوريات للمحافظة على أمن المدينة ونواميس أبناء الشعب والتصدي لما يُحتمل أن يقوم به مرتزقة الشاه، وبالتنسيق مع سائر الإخوة قدَّم مشروعاً لتأسيس تعاونيات الإمام بغية توفير ما يحتاجه أبناء الشعب.
لقد كان الشهيد بقائي شديد الحرص على إصالة الحركات الثورية، وكان يساهم بكل فعالية في كافة الميادين خلال مرحلة الثورة، ويعرّي مؤامرات أعداء الإسلام لاسيما المنافقين بذكاءٍ خاصٍ ويبادر لإجهاضها.
الشهادة
كان من المزمع أن تقوم مجموعة من المسؤولين والقادة العسكريين بزيارة الإمام الخميني "ره" قبل عمليات "والفجر التمهيدية"، غير أن الشهيد بقائي قال: علينا أن نبقى في الجبهة للتخطيط لهذه العمليات، ولهذا السبب بقي هو ومجموعة أخرى من بينهم الشهيد حسن باقري في منطقة العمليات. وفي صبيحة اليوم التالي توّجه برفقة بعض القادة العسكريين مستقلين سيارتين عسكريتين لاستطلاع المنطقة المستهدفة، وعلى طول الطريق كان الشهيد بقائي منهمكاً بتلاوة القرآن وحفظ سورة الفجر التي كان يتلوها للحفظ بمعونة أحد رفاقه، وبعد الوصول إلى الهدف ترجّل الجميع من السيارة وتحركوا نحو خندق الترصد، وخلال الطريق كان يقول لصحبه: هل للإنسان بلوغ الدرجات التي يتحدث عنها القرآن الكريم حيث يقول: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}؟ وهل يوفّق الله الإنسان لهذا الأمر الهام بحيث ينال تلك الدرجات العُلى؟ لم يتم مجيد كلامه وإذا بقنبلة معادية تقع على مقربة منهم، فكم كان سريعاً تلقيه الجواب بغليان دمه الطاهر وبتر رجليه، وهكذا عرج إلى ربه عاشقاً مخلصاً ونال درجة القرب والرضوان الإلهي.
الشهيد عباس بابائي
وصية الشهيد حميد قلنبر
الشهيد كامران نجات اللهي
المجاهد الشهيد محمد حسين فهميده
سيرة الشهيد جهان آرا