عبد الله بن العباس ( رضوان الله عليه )
ابن عم النبي ( صلى الله عليه وآله )
اسمه وكنيته ونسبه :
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، أبو العباس القرشي الهاشمي .
ولادته :
وُلِدَ ( رضوان الله عليه ) بمكَّة ، في الشعب ، قبل الهجرة بثلاث سنين ، وذهب إلى المدينة سنة ( 8 هـ ) ، عام الفتح .
أخباره :
هو حَبْر الأُمّة ، وفقيه العصر ، وإمام التفسير ، تلميذ الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، صحب النبي ( صلى الله عليه وآله ) نحواً من ثلاثين شهراً ، وحدَّث ( رضوان الله عليه ) عنه ( صلى الله عليه وآله ) وعن علي ( عليه السلام ) .
وكان عمر يستشيره في أيَّام خلافته ، وعندما ثار الناس على عثمان ، كان مندوبه في الحج .
ولمَّا آلت الخلافة إلى الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) كان صاحبه ، ونصيره ، ومستشاره ، وأحد ولاته وأمرائه العسكريِّين ، وكان على مقدَّمة الجيش في معركة الجمل ، ثمَّ ولي البصرة بعدها .
وقبل أن تبدأ حرب صفين ، استخلفَ ابن عباس أبا الأسود الدُّؤَلي على البصرة ، وتوجَّه مع الإمام علي ( عليه السلام ) لحرب معاوية .
وكان أحد أمراء الجيش في الأيام السبعة الأولى من الحرب ، كما أنه لازم الإمام ( عليه السلام ) بثباتٍ على طول الحرب .
واختاره الإمام ( عليه السلام ) ممثِّلاً عنه في التحكيم ، بَيْدَ أنَّ الخوارج والأشعث عارضوا ذلك قائلين : لا فرق بينه وبين علي .
حاورَ الخوارج مندوباً عن الإمام ( عليه السلام ) في النهرَوَان مراراً ، وأظهر في مناظراته الواعية عدمَ استقامتهم ، وتزعزع موقفهم ، كما أبان منزلة الإمام الرفيعة السامية .
كما بايع الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) ، وتوجّه إلى البصرة من قِبَله .
ولم يشترك مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء ، وعلَّلَ البعضُ ذلك بعَمَاه .
لم يبايع ( رضوان الله عليه ) عبدَ الله بن الزبير حين استولى على الحجاز والبصرة والعراق ، تضامُناً مع محمدٍ بن الحنفية ، فكَبُرَ ذلك على ابن الزبير ، حتى هَمَّ بإحراقهما .
وكان ابن عباس ( رضوان الله عليه ) عالماً ، له منزلته الرفيعة العالية في التفسير ، والحديث ، والفقه ، وكان تلميذ الإمام ( عليه السلام ) في العلم ، مفتخراً بذلكَ أعظم افتخار .
وكان بينه وبين عبد الله بن الزبير منافرات شديدة ، ولما دعا ابن الزبير لنفسه بالخلافة في مكة أبى ابن عباس أن يبايعه ، فَنَفَاه من مكة إلى الطائف .
وفاته :
توفّي ابن عباس ( رضوان الله عليه ) في مَنفاه بالطائف ، سنة ( 68 هـ ) ، وهو ابن إحدى وسبعين سنة ، وهو يكثر من قوله : اللَّهُمَّ إنِّي أتقرَّبُ إليك بمحمَّدٍ وآله ، اللَّهُمَّ إنِّي أتقرَّب إليكَ بِوِلاية عَلي بن أبي طَالِب .