• عدد المراجعات :
  • 767
  • 1/9/2012
  • تاريخ :

                                 أبو الحسن نصر ابن أحمد بن إسماعيل الساماني

أبو الحسن نصر ابن أحمد بن إسماعيل الساماني

تولى الأمرَ بعد الأمير أحمد بن إسماعيل الساماني ولدهُ أبو الحسن نصر ابن أحمد وعُمره ثمانِ سنين ولقب بالسعيد وبايعه أصحابُ أبيه بعد الدفن مباشرة. ولما حملـَه خدمُ أبيه ليظهرَ للناس خافهم وظن أنهم يريدون قتلـَه كما فعلو بابيه, فقالوا : لا ـ إنما نريدُ أن تكونَ موضعَ أبيك أميرا علينا, فسكن روعُه، استصغر الناسُ نصرا واستضعفوه لحداثة سِنـّه وظنوا أن أمرَه لا ينتظم مع قوة عم أبيه الأمير إسحاق بن أحمد صاحب سمرقند، وهو شيخ السامانيه في ذلك الحين.

 وعلى غير العادة في مثل هكذا أحوال، تولى تدبيرَ دولة الأمير الصغير أبو عبد الله محمد ابن أحمد الجيهاني صاحبُ أبيه ,فأمضى الأمورَ وضبطَ المملكة. واتفق هو وحشمُ نصر ابن أحمد على تدبير الأمرِ فاحكموه.

خرج شيخُ السامانيه إسحاق ابن أحمد ابن أسد الساماني بسمرقند وعصى بها وقام ابنـُه الياس بأمر الجيش وقوى أمرُهما فسارا نحو بخارى عاصمة السامانيين. فسير نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني إليه القائدَ حمويه ابن علي في عسكرٍكثيف وكان ذلك في شهر رمضان فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم إسحاق إلى سمرقند ,ثم جمع وعاد مرة ثانية فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم إسحاق أيضا وتبعه حمويه إلى سمرقند فملكها قهرا ,واختفى إسحاق وطلبه حمويه ووضع عليه العيونَ والرصد ,فضاق بإسحاق الحال فاظهر نفسَه واستأمن إلى حمويه فأمنهُ وحملَه إلى بخارى ,فأقام بها إلى إن مات، وأما ابنـُه الياس فانه سار إلى فرغانة واستترَ بها.

بعد أن فرغ الأمير الساماني من أمر عمه إسحاق أرسل الجيوش تحت قيادة مقدم السامانيه بنِ صعلوك لمعالجة الناصر الحسن بن علي الإطروش. فإلتقى العسكران بمدينة سالوس على ساحل بحر قزوين. وبعد معارك ضارية انهزم مقدم السامانيه بن صعلوك بعد أن ترك في ساحة المعركة أربعة ألاف قتيل من جماعته.حاصر الحسن بن علي الإطروش بقيةَ جيش السامانيين ثم أمنهم على أنفسِهم فخرجوا إليه فغنم كل ما كان في عسكرهم وأخلى سبيلـَهم.

وكان الحسن بن الاطروش هذا أحد جنود محمد بن زيد ,وكان زيدي المذهب ,شاعرا مفلقاٍ ,ظريفا, حسنَ النادرة، وله مناقضاتٌ في الشعر مع الشاعر العربي ابن المعتز في سنة ثلاثمئةٍ وسبعٍ للهجرة أحمد بن سهل كبيرُ القواد السامانيين ومخضرمُهم , والمقدمُ على الجيوش في الحروب التي خدم بها أل سامان . يخالف بنيسابور ويستولي عليها ويُسقطُ خطبةَ السعيد بن أحمد الساماني ويُنفذُ رسولا إلى بغداد يخطبُ لنفسِه أعمالَ خراسان من الخلافة العباسية. ويتوجه من نيسابور إلى جرجان وبها القائد العسكري قراتكين فيهزمُه ويستولي عليها ثم يقصد مرو ويضمها إليه أيضا. فأرسل إليه السعيد نصر الساماني الجيوشَ من بخارى مع حمويه بن علي وحاصر مرو ,فخرج أحمد بن سهل عن مرو نحو حمويه فالتقوا في مدينة مروالروذ , فانهزم أصحابُ أحمد وحارب هو حتى نال منه الإعياء فنزل عن دابته وطلب الأمان , فأخذوه أسيرا وأنفذوه إلى بخارى ,فمات بالحبس فيها. في سنة ثلاثمئةٍ وتسعٍ للهجرة تأتي الأخبارُ إلى عاصمة السامانيين بخارى بهزيمة القائد قراتكين والي نيسابور أمام ليلى بنِ النعمان الديلمي قائدِ جيوش بن الإطروش وأسرِ القائد الثاني بارس مع ألفٍ من الفرسان السامانيه وسقوط نيسابور بيد الإطروش. أنفذ السعيد نصر الساماني من بخارى إلى نيسابور القائدَ العسكري حمويه ابنَ علي ومحمد بن عبد الله البلغمي وأبو جعفر صعلوك وخوارزم شاه وسيمجور الدواتي على رأس جيش جرار, التقى العسكران بمدينة طوس فاقتتلوا اشدَ القتال فانهزم أصحابُ ليلى بن النعمان بعد أن مالت الكفة عليهم في الميدان. ومضى ليلى منهزما فقـُبضَ عليه واُنفذَ إلى حمويه ,فقُطعَ رأسَه ونصبه على رمحٍ في وسط العسكر ومضى به إلى الأمير الساماني.

المصدر: الكامل في التاريخ...ابن الاثير

 اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


المجتمع الإيراني تحت الحكم الساساني

السلالة الساسانية

أردشير الأول و توسّعِ الإمبراطورية الساسانية

الساساني شابور الثّاني

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)