بدء الصراع على السلطة في السعودية
توجهت الانظار صوب السعودية بمجرد الاعلان عن موث ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز في نيويورك حيث بدء الصراع علي السلطة.
أن الامر لم يكن غريبا عن المواطنين في الشارع السعودي ومنها مدينة جدة التي لم يرى احد اي مظاهر للحزن او الاهتمام سوى بث التلفزة والاذاعه ايات القران الكريم , واذا ما كان هناك اهتمام فهو الخوف من مستقبل او طبيعة الحكم في السعودية خاصة وان الحالة الصحية للملك عبد الله ليست على ما يرام , ولهذا فان العادة جرت في هذا البلد ان لايتم الاعلان عن موت الملك او الشخصيات المهمة من العائلة المالكة الا بعد تهيأة الساحة للاعلان عن هذا الامر .
لكن الاوضاع تختلف هذه المرة عن سابقتها لان الجميع ومنذ سنوات يقرأ سياسة الحكم في السعودية على ان موت الملك او ولي عهده لن يمر بسهولة بعد تقدم السن بابناء عبد العزيز و الامراض التي يعانون منها ما يعني ان صراعا سيتفجر عاجلا ام لاحقا ولذا فان العائلة المالكة ستعمل جاهدة على تهيأة الامور قبل ان يحصل هذا الانفجار .
و لعل اهم قوى الصراع على السلطة يتصدرها الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز نجل ولى العهد الذي اعلن عن موته .
و بندر من مواليد عام 1949 يشغل حاليا الامين العام للمجلس الوطني الذي استحدثه بندر بن سلطان نفسه ليلعب دورا في مجريات الاحداث في العراق من تقديم المساعدات للعمليات التي تقلب الاوراق على الحكومة العراقية بعد ان شغل منصب سفير لبلاده في امريكا لمدة 22 عاما ومعروف للجميع المزايا التي يتمتع بها اي سفير سعودي في امريكا خاصة مع شخصية مثل بندر بن سلطان الذي كان من القلائل الذي يمكنهم الدخول الى مكتب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش من غير موعد سابق وكان السفير الوحيد الذي تخصص له حراسة تابعة للرئاسة الامريكية حتى ظن البعض ان اقامته في امريكا جرت من اجل اعداده لعملية انقلاب ابيض تتمثل بايصال بندر الى السلطة باعتباره من الجيل الثاني الاقل سنّا من اعمامه وما تسعى اليه امريكا من جعل الحكم افقيا بدل الاستمرار في الحكم الافقي الذي وصل مراحله النهائية مع خروج ولي العهد من ساحة الصرار بعد افتضاح امر الاتفاقية التي عقدها بندر مع السفير الاميريكي السابق في لبنان بتخصيص 2 مليار دولار لاسقاط نظام الحكم في سوريا ا لان وبعد موت سلطان بن عبد العزيز خلقت الاجواء المناسبه بندر بن سلطان رغم احتمالات تعيين وزير الداخلية وليا للعهد لحل مشكلة الحكم قبل ان تتقافم المشكلة بين الابناء الذين يرون انفسهم اجدر من بندر ومنهم وزير الخارجية الامير سعود الفيصل الذي يعتبر اقدم وزير خارجية في العالم لكن اصابته بالسرطان قد تبعده عن المنافسة مع بندر بن عبد العزيز .
هذه الظروف دعت الملك عبد الله الى تعيين نجله نائبا لوزير الخارجية كما نقلت صحيفة الميدل ايست اون لاين ما يعني ان عبد الله يسعى الى استباق الاحداث في بلاده , ومن المقرر ان نشهد تعيينات مهمه خلال الايام المقبلة بمنح الجيل الثاني فرصة العمل القيادي .
و من ذلك يبدو ان مشكلة الحكم في السعودية لن تحل بمنح الجيل الثاني فرصة الحصول على مناصب متقدمة لان مثل هذا الجيل وعلى راسهم الامير بندر لن يكتفي بمنصب ثانوي خاصة وهو يرى تعيين نجل الملك في الخارجية بداية لمرحلة جديدة لايريد بندر التخلف عنها وهو يعد لها منذ سنين عديدة رغم غياب والده عن الساحة السياسية والذي كان يقدم له الدعم .
امصدر:وکالة انباء فارس