الإسلام يرفض كل فكرة تقوم على أساس التغيير في خلق الله سبحانه وتعالى
لا يكتفي التصور الإسلامي بتأسيس فكرة وحدة الجنس البشري وتدعيمها ، بل يواصل رعايته لها في المراحل التالية ويدفع عنها كل ما من شانه الإخلال بها فقد يقال ان الجنس البشري وان كان واحدا من حيث النشأة الا انه من حيث الاستمرار لم يبق على الوحدة وان تفاوتا بين الأعراق والسلالات ظهر بعد ذلك وقد ظهرت هذه الدعوى بالفعل وأخذت شكلين :
الأول :
ديني وهو المأثور عن كتب العهدين لدى اليهود والنصارى وقد جاء في حكاية ابنا نوح ودعوته ان تكون ذرية كنعان عبيدا لذرية أخويه فبعد ان كان الجميع قبل ذلك متساوين في الإنسانية والحرية أصحبت ذرية كنعان المسكين أوطأ في سلم الإنسانية من ذرية يافث وسام .
الثاني :
وضعي وهو المأثور عن جانب من التصور الدارويني حيث ادعى ان حركة التطور في الأحياء حينما وصلت إلى المرحلة الإنسانية اخذ التطور يظهر في داخل العائلة الإنسانية فيدفع بعضها إلى الرقي ويبقي بعضها الأخر في الانحطاط .
التصور الإسلامي احتاط لنفسه من هذه الدعوى ووضع الإجابة عليها منذ الوهلة الأولى ، اما الشكل الأول فان كان المقصود منه ان دعوة نوح ( عليه السلام ) بحق ذرية كنعان قد غيرت في فسلجتهم وأنزلت مستوى التكوين فيهم إلى درجة منحطة ، فالقرآن أجاب على ذلك باية صريحة تقول : ( فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ] لا تبديل لخلق الله ) (الروم : 30) فخلق الله غير قابل للنسخ والتبديل ، وتتميز خصائصه وطبائعه بالخلود والديمومة وان كان المقصود منه ان التغيير لم يكن فسلجيا وانما كان اجتماعيا ، فذرية كنعان آمنت بالرقية وأذعنت بالاستعباد لأبناء عمومتها ، وان دعوة الجد نوح ( عليه السلام ) أوجدت فيهم طبيعة العبودية والخنوع فان هذا التغيير يحتاج إلى شاهد تاريخي لأنه مخالف للطبع الإنساني فمع كثرة حالات فرض الاستعباد في التاريخ لم يحصل الإذعان للاستعباد في أي منها وتصلح الاية القرآنية السابقة لنقضه وان كان المقصود ظهور حكم شرعي باستحقاق ذرية كنعان للاستعباد من قبل بني عمومتهم فهذا مخالف لسنة الله في خلقه ، وهي مما لا يقبل التغيير قال تعالى : ( ولن تجد لسنة الله تحويلا) (فاطر : 43) ولا يتقاطع التشريع مع التكوين بل يمتد معه وقد تكرر في القرآن مضمون النفي لتبديل سنة الله 5 مرات بصيغ مختلفة ، على ان الفروض الثلاثة تردها عصمة الأنبياء في التصور الإسلامي فلا تناسب النبوة هذه المخاريق التي ينسبها أهل الكتاب للأنبياء ( عليه السلام ) .
وأما الشكل الثاني ، فهو يتحد مع الفرض الأول من الشكل الأول والجواب هو الجواب ، فالتصور الإسلامي يرفض كل فكرة تقوم على أساس التغيير في خلق الله سبحانه وتعالى .
اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي
القسم العربي - تبيان
أبعاد الروح الإنسانية– العبادة
معني الايمان لغويا
معني الإيمان اصطلاحاً
ما هي الخطوات المعتبرة لمعرفة الدين؟
الطريق الثاني لمعرفة الله الطريق من خارج