ما ورد عن ابن سينا في علّة الخوف من الموت
و للشيخ الرئيس أبي علي سينا مطالب بشأن حقيقة الموت و علّة الخوف منه وردت في كتاب «الشفاء» نوردها هنا:
«و أمّا من يجهل الموت و لا يعرف حقيقته فأبيّن له انّ الموت ليس أكثر من ترك النفس الإنسانيّة لآلاتها التي تستعملها، أي أعضائها التي يُسمّي مجموعها بالبدن، كما يترك الشخص الصانع آلات عمله.
و ذلك لانّ نفس الانسان جوهر غير جسماني، و ليست عرضاً من الاعراض، و لاتقبل الفساد و التلف، و حين يفارق هذا الجوهر البدن فانّه سيقي ببقاءٍ يُناسبه، و يصفو من أكدار عالم الطبيعة و ينال سعادته التامّة، فلا سبيل الي زواله و فنائه و انعدامه، لانّ الجوهر لا يفني و لاتبطل ذاته، و ما يبطل هو تلك النسب و الإضافات و الاعراض و الخواصّ و الامور التي بينه و بين الاحسام و الرابطة بينهما.
أمّا الجوهر الروحاني فلا يقبل أبداً الاستحالة و الانقلاب، و لا يتغيّر في ذاته، بل يقبل كمالات و تماميّة صورته فقط، فكيف يُتصوّر انعدامه و تلاشيه؟
و أمّا من يخاف من الموت فلانه لايعلم أين ستكون عودته و رجوعه، أو لانّه يظنّ انّ ذاته ستنحلّ، و نفسه و حقيقته ستبطل بانحلال بدنه و بطلان تركيبه، فهو يجهل بقاء نفسه و لا يعلم كيفيّة المعاد، فهو في الواقع لا يخاف من الموت بل يجهل أمراً كان حريّاً به أن يعلمه.
و علّة خوفه انّما هي جهله، هذا الجهل الذي دفع بالعلماء الي طلب العلم و مشقّة سبيله، و جعلهم يتركون لذّات الجسم و راحة البدن في سبيله».
المصدر:
كتاب الشفاء، مجلّد الالهيّات، و قد خُطّت عين عبارة بوعلي العربيّة حول الاطراف الاربعة لصندوق قبره الموضوع علي محلّ دفنه في همدان.
هل الجنة والنار مخلوقتان؟
مشاهد البعث والقيامة (5)
مشاهد البعث والقيامة (4)
مشاهد البعث والقيامة (3)
مشاهد البعث والقيامة (2)
مشاهد البعث والقيامة (1)