بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة رزق الله في الحياة
قال الله تعالى:
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ ويَقْدِرُ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (37الروم)
إذا أراد الإنسان أن يتغلب على الطبيعة ينبغي عليه أن ينمي قدراته ، وإذا لم يفعل ذلك سينساق وراءها مما يؤدي إلى الشرك.
والشرك هو أن ينبهر الإنسان بشيء غيرالله وفي الحديث (لو أن شخصاً أحب حجراً لحشر معه) وهكذا من يعظم شخصاً أو مالاً أو جاهاً أو منصباً، وهذا ما نجده عبر التاريخ من أمثال عمر ابن سعد حيث باع دينه بدنياه .
ومشكلة البشر انه ينسى نفسه عند مواجهة المغريات بينما إذا كان لدى الإنسان شخصية قوية فانه سيتغلب عليها ..
وفي قصة ابن عباس لنا عبرة، حينما جاء للإمام علي (ع) وقال له: يا أمير المؤمنين القبائل والعشائر تنتظر مقدمك لتبايعك ولم ينتبه إلى ما يفعله الإمام ولكن الإمام مازال مشغولاً فاتاه مرة أخرى وأخرى وكان الإمام يخصف نعله فقال له يا بن عباس كم تسوى هذه .. فقال بدينار أو بعض دينار, فقال له والله أن إمرتكم هذه أهون علي من هذه .
والسؤال ماذا نفعل نحن لكي ننمي أنفسنا ونتجه إلى الله ونقول دائماً الله أكبر وننبذ كل شيء سواه من المال والقدرة والجاه والمنصب .
من نعم الله على البشر هو أن يضعهم في مستوى معين لأنه يعلم ما في أنفسهم ولو أعطاهم لانقلبوا على دينهم ولذلك أوصيكم أن لا تصروا دائماً على أن تُرزقوا شيئاً محدداً لأن الله يعلم ما هي حدودكم ومستواكم ويرزقكم على أساسه ونقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي (ورضيتني من العيش ما قسمت لي).
وفي سياق الحديث عن الرزق قال سماحته: الرزق لا يعني المال فقط وإنما يعني كلما يعيش الإنسان بواسطته من المال والعمر والعافية والصحة ...
وأضاف بأن الرزق لا يأتي اعتباطاً وإنماهو مقدر بصورة دقيقة ولذلك جاء في الحديث أن الذي يحتضر يأتيه ملكان ينظر احدهما إلى الآخر ويقول: أله رزق في الحياة ؟ فيجيب الآخربالنفي ثم تُؤخذ روحه ..
فليس هنالك من شيء بلا سبب وبلا تقدير إنما الله: (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ ويَقْدِرُ) ومعنى التقدير هو التضييق .
ثم إن الإنسان ينبغي أن لا يفرح بالرزق الذي أتاه يقول ربنا:( وإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها) (36الروم) ومعنى الفرح كما قلنا هو التفاخربالنعم وكما أن التفاخر مذموم كذلك اليأس من رحمة الله مذموم ويعتبر من جنود إبليس وهو ذنب عظيم .
وإنما ينبغي للإنسان أن يسيطر على ماله ولا ينخدع به وذلك بأن يقوي علاقته بالله تعالى، فالذي يناجي ربه ويجد في نفسه لذّة المناجاة يعرف حينها أن كل ما سوى ذلك زائل وفاني وتكون الدنيا تحت أقدامهم وكم من قصص العظماء التي تدل على ذلك.
و يتجلى هذا في قول أمير المؤمنين (ع) (عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما سواه في أعينهم).
وختم سماحته الحديث بان كل شيء يكون صغيراً في عيون الموحدين الحقيقيين سواء كان مالاً أو شيئاً آخر.
آية الله محمد تقي المدرسي
اعداد سيد مرتضى محمدي
القسم العربي - تبيان
لماذا تحريم الربا؟
آفات النظروعلاجها
آثار الغناء
الوفاء وعدم الغدر
حفظ دماء الشهداء
طريقة العمل
التنظيم والانضباط في تكامل المؤسسات