ماهي الحجب التي تمنع الإنسان من معرفة ربه؟
قال الله تعالى:
(وإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنيبينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَريقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) الروم:33
تحيط بالإنسان عادة حجب تمنعه من معرفة ربه العظيم، وهذه الحجب تنكشف في الشدائد، فمثلا: حين ركوب البحر وانقطاع السبل ، حيث لا سباحة تغني ، ولا شخص يُنجي ، هنالك يتوجه الإنسان إلى الله بكل كيانه.
وكلما فكرنا في أنفسنا وفي الآفاق أكثر، فإننا نصل إلى الله وإلى معرفته بشكل أسرع.
وإنما تتجلى هذه المعرفة و تنكشف الحجب عند الشدائد والمشاكل، حيث تظهر الفطرة الأولية .. إلا وهي فطرة المعرفة كما في الحديث: (فطرهم على المعرفة) و هكذا نقرأ في الدعاء (وفتق العقول بمعرفته).ولولا هذه الفطرة ما استطعنا الوصول إلى معرفة الرب عز وجل، وهكذا نقرأ في المناجاة الشعبانية: (الهي هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك) ولابد لكل إنسان باختلاف لونه ودينه وطبعه من موقف يتجلى فيه الرب لكي يتم الله حجته عليه.
يقول ربنا تعالى (وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنيبينَ إِلَيْهِ)
وإنما استخدم كلمة (مس) هنا للتقليل، وإنما استخدم كلمة (الناس) بمعنى أن هذا الشيء ليس مختصاً بجماعة دون أخرى ولابفئة معينة بل عامتهم ومعنى (منيبين) أنهم منقطعون عن غيره و متوجهين إليه عز وجل، لكن فريقاً منهم بمجرد أن تنفرج لهم الأسباب و تتفتح الأبواب يعودون لما كانواعليه من الشرك والكفر. يقول ربنا: (ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَريقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ).
و ذكر سماحته أنّ في الدعاء والإنابة إلى الله ثلاث نقاط أساسية هي:
1- حينما يدعو الإنسان ربه في رخائه قد يستجاب دعاؤه في شدته، وفي الحديث القدسي: (عبدي، أذكرني في الرخاء أذكرك في الشدة).
2- اقرنوا دعاءكم بدعاء مستجاب، ففي الرواية عن أمير المؤمنين أنه قال: لا تدع بدعاء إلّا أن تقول في أوله صلّ على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا، و كان (ع) يفعل ذلك ، فقيل له في ذلك فقال(ع): (الدعاء مع الصلاة مقرون بالإجابة، والله تعالى يستحي أن يسأل عنه العبد حاجتين يجيب احدهما ويردّ الأخرى).3- أول الدعاء ينبغي أن يكون الحمد، حيث يذكر العبد انعم الله عليه، وحينما نقرأ قصة النبي موسى (عليه السلام) نفهم ماذا تعني هذه الكلمة حيث انه فرّ من فرعون وبعد سبع ليال من الجوع و الخوف وصل إلى مدينة وهناك أيضاً لم يمنعه التعب والجوع من الإحسان إلى الناس حيث وجد امرأتين تذودان وأحسن إليهما ثم تولى إلى الظل وقال (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) فأنت أعطيتني الكثير ولكني الآن محتاج إلى أنعمك.
ثم انتقل سماحته إلى الحديث عن الآية التالية:
(لِيَكْفُرُوابِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) (الروم: 34)
وقال سماحته: إن الكفر هنا بمعنى كفران النعمة، كما في قوله تعالى: (إنا هديناه السبيل إماشاكراً وإما كفوراً) والحقيقة إن الكثير منا يفتقد شكر النعمة، ومعنى الشكر هو:
أ: معرفة النعم.. كل النعم الظاهرة والخفية.
ب: الاعتراف بالنعمة.
ج: شكرها باللسان.
د: العمل بوظائف النعمة.
آية الله محمد تقي المدرسي
اعداد سيد مرتضى محمدي
القسم العربي - تبيان
أبعاد الروح الإنسانية– العبادة
معني الايمان لغويا
معني الإيمان اصطلاحاً
ما هي الخطوات المعتبرة لمعرفة الدين؟
الطريق الثاني لمعرفة الله الطريق من خارج
لماذا نبحث عن وجود الله سبحانه؟
لماذا نبحث ونفكر لمعرفة خالق الكون