بين الزكاة والربا
قال الله تعالى:
(وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا في أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَاللَّهِ وما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُريدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ . اللَّهُ الَّذي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُميتُكُمْ ثُمَّ يُحْييكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الروم: 39- 40).
إن أساس الكون مبني على قاعدتين:
1- الحق.
2- الأجل المسمى.
ومعنى الحق أن هناك نظام في جميع المخلوقات لا يمكن محاربته بأي شكل من الأشكال، لأن الله جل جلاله هو الذي وضعه ويديره ونحن عبيد الله، وما عندنا هو نوع من الاختيار المحدود في هذا الكون والذي منحه الله لنا. والربا هو احد الموارد التي يحاربها الله تعالى لأنه يخلّ بالنظام المرسوم للكون.
ولمعرفة أبعاد الربا علينا أن نفهم مايقابله وهو الزكاة ، لأن القرآن فائق الدقة فيما يرتبط بالمقابلة بين الزكاة والربا.
وسنحاول أن نبين هنا عدة بصائر:
أولاً: ينبغي أن يكون للإنسان هدف من وراء حركته ، فالذي لا هدف له لا يعمل أبداً ..وفاعلية الإنسان تزداد مع الزكاة ، بينما تقلّ بوجود الربا. ولذلك حينما يعبّرالقرآن عن الربا يقول: (الَّذينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَس) (البقرة275)ولو تأملنا في الإنسان المتزوج والإنسان الأعزب لوجدنا الثاني اقلّ حركة للعمل والنشاط بعكس الأول، حيث تجبره صرخة ابنه الجائع احتياجات زوجته على العمل. من هنا كان على الإنسان أن يتزوج ليأتيه رزقه ، يقول ربنا: (وَأَنْكِحُوا الأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحينَ مِنْ عِبادِكُمْ وإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ واللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ) (32النور)وهكذا في الزكاة ، سوف تزداد أموال الإنسان بصورة طبيعية لو قرر إخراج زكاة ماله أو خمسه، بل وأكثر حيث تزداد الحركة والأمل عند من يفكر في ذلك.
ثانياً:حينما يعطي الإنسان الزكاة لا يبقى ذلك المال جامداً وإنما يصرف، مما يؤدي إلىحركة السوق وبالتالي ينتفع الجميع بما فيهم المُعطي للزكاة.
ثالثاً:يرتفع مستوى الأمة حيث تتقدم بتحركها.
إن في الزكاة تزكية للنفس ، فقد جاء في بعض الروايات أن ليس الزهد أن لا تملك شيئاً إنما الزهد أن لا يملكك شيء.
(اللَّهُ الَّذي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُميتُكُمْ ثُمَّ يُحْييكُمْ هَلْ مِن شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وتَعالى عَمَّايُشْرِكُونَ) (40الروم)
من هو المقصود بالخطاب، هل هم الكفار أم المؤمنون؟
ثم أجاب: إن الخطابات القرآنية هي لتزكية نفوس المؤمنين، لأننا - رغم إيماننا- نحمل بذور الشرك في قلوبنا، فمثلاً لوأعطاك غنيٌ مالاً ، لا يجوز أن لا تقول بأنه رزقني، ولا يجوز أن تخضع له لغناه، ففي الحديث: (من أتى غنياً فتواضع لغناه ذهب ثلثا دينه) لأن هذا من الشرك الخفي لدى الإنسان الذي يسبب له الأذى في يوم القيامة.
آية الله محمد تقي المدرسي
لماذا تحريم الربا؟
آفات النظروعلاجها
آثار الغناء
الوفاء وعدم الغدر
حفظ دماء الشهداء
طريقة العمل
التنظيم والانضباط في تكامل المؤسسات