• عدد المراجعات :
  • 1435
  • 8/3/2011
  • تاريخ :

علمي طفلك حماية ذاته بعيداً عنكِ

الطفل و حماية الذات

لسوء الحظ نعيش في زمن كثرت فيه قصص اختطاف الأطفال والاعتداء عليهم وقتلهم والتحرش جنسياً بهم واستغلالهم في شتّى الطُّرق. قصص تبث الرعب في نفوس الآباء وتفقدهم الثقة بأي شخص يقترب من فلذات أكبادهم، وتثير قلقهم لدى غياب أطفالهم عن أعينهم، وقد يتحولون إلى أشخاص مصابين بوسواس الخوف على أطفالهم، فيمنعونهم من الخروج أو يبقون بقربهم طيلة الوقت. غير أن الأطفال الصغار سرعان ما يكبرون ويستقلّون تدريجياً عن أهاليهم، وتصبح لديهم أنشطتهم الخاصة في المدرسة أو في النادي أو مع الأصدقاء، ويرغمون على التعامل مع البالغين، إذ لا يمكن عزلهم من محيطهم.

كيف السبيل إلى تعليم الطفل كيفية حماية ذاته من خطر الغرباء عندما لا يكون برفقة أهله؟

قبل كل شيء على الأهل أن يناقشوا مسألة خطر الغرباء مع طفلهم بنبرة هادئة وواثقة في الوقت ذاته، وأن يحرصوا على عدم نقل مخاوفهم إليه بشكل يفقده الثقة بقدراته على الدفاع عن نفسه. من المهم أن يعتمد الأهل الأسلوب المناسب الذي يسهل على الطفل تقبل المعلومات واستيعابها. هنا يجب أخذ سن الطفل في عين الاعتبار، واختيار الوسيلة المناسبة لإيصال المعلومة إليه. مثلاً الأطفال الأصغر سناً يستفيدون أكثر في حال اعتماد لعبة تقليد الأدوار وتكرار الحديث، في حين أن الأطفال الأكبر سناً يبدون اهتماماً أكثر بالقصص الحقيقية والأحداث الآنية التي تمس أطفالاً تعرضوا لخطر الغرباء.

على الأهل أن يدركوا أن الطفل بين سن الـ3 والـ5، فضولي بطبيعته ويميل إلى منح الآخر ثقته بسرعة، كما أنه يسهل تجاوبه مع محاولات أي إنسان راشد يبدي لطفاً أو دعماً له. في هذه السن لا يستطيع تقدير المضاعفات طويلة الأمد أو قصيرة الأمد الناتجة عن مثل هذه المواقف الخطيرة. في المقابل، يستطيع الطفل بين سن 6 و9 سنوات التفرقة بين الصح والخطá ويكون قادراً على تذكر المعلومات وتطبيقها، لكنه قد يعجز عن اتخاذ القرار الصائب لدى مواجهته موقفاً خطيراً فعلياً.

ويتميز الطفل بين سن 10 و13 بالإفراط في الثقة بذاته وبقدراته، فيدّعي عدم الخوف ويستخف بالخطر المحدق به.

كذلك، على الأهل أن يكونوا على معرفة بالخدع والوسائل الملتوية كافة، التي يستخدمها الشخص الغريب والسيئ لاستمالة الطفل وجذبه إليه. مثلاً، يجب أن تعلمي طفلك عدم مساعدة أي غريب في البحث عن كلبه الضائع أو قبول أي هدايا أو حلويات منه أو الصعود في سيارة مع شخص لا يعرفه، حتى ولو قال له إنه على معرفة بوالده أو بوالدته. كما يجب التشديد عليه بعدم ركوب المصعد إلا إذا كان هناك أشخاص عديدون في داخله، وإن يدّعي بأنه غيّر رأيه، في حال صدف وجوده مع شخص واحد في المصعد لا يعرفه أو ليس على معرفة وثيقة به.

- دروس أساسية:

إرساء الثقة بالنفس بدلاً من الشعور بالخوف هو القاعدة الأساسية في دروس خطر الغرباء التي يجب تعليمها للطفل، إضافة إلى تزويده بالمعلومات والاستراتيجيات والمعرفة التي يحتاج إليها لحماية نفسه في المواقف الخطيرة. والأهم من كل ذلك، متابعة الموضوع، لأن هذه الدروس تتغير وتتبدّل مع نمو الطفل ومواجهته مواقف جديدة ومختلفة عن السنوات التي سبقتها.

يجب التحدث مع الطفل لمعرفة كيفية تحديده معنى كلمة غريب وخطر، إذ غالباً ما يكتشف الأهل أن أطفالهم يعتبرون الكائنات القبيحة فقط هي مصدر الخطر. بعد ذلك يجب سؤاله عما يعرفه أو سمعه، فهذا يتيح للأهل تصحيح أي معلومات خاطئة وتحديد المسائل، التي يجب إعادة التشديد عليها أو مناقشتها بشكل مختلف، لتكون مفهومة أكثر بالنسبة إليه. أحياناً يكون من المفيد ترك الطفل يطبق ما تعلمه، من خلال مثلاً أخذه إلى مركز تجاري كبير وتركه بمفرده يتصرف عند شعوره بالخطر.

الطفل و حماية الذات

هنا مجموعة من الأسئلة التي يجب طرحها على طفلك والتأكد من أنه حفظ أجوبتها:

* من هو الشخص الغريب؟

- الشخص الغريب هو شخص لم تلتقه أبداً في السابق، أو شخص ربما رأيته سابقاً ولكن لا تعرف شيئاً عنه مثل شخص رأيته يمشي في الحي. الغريب هو شخص لا يعرفه والداك جيداً.

* كيف يبدو شكل الشخص الغريب؟

- الغريب ممكن أن يكون امرأة أو رجلاً، مسناً أو شاباً، سحنته سوداء أو بيضاء، طويلاً أو قصيراً، بديناً أو نحيفاً، جميلاً أو قبيحاً. يمكن أن يتحدث بلغات عدة. هناك غرباء لطفاء وجيدون مثل رجال الشرطة والأطباء والأساتذة، لكن بعضهم قد يكون شريراً. ولأنه من الصعب تحديد أي غريب هو شخص سيئ أو جيد، يجب عدم التحدث مع أي شخص لا تعرفه.

* هل يجب أن تصعد في سيارة شخص لا تعرفه أنت أو أهلك؟

- أبداً. إياك أن تقبل الصعود في سيارة شخص غريب.

* في حال حاول شخص غريب أن يكلمك، ما الذي يجب أن تفعله؟

- لا تتحدث مع شخص لا تعرفه، ابتعد عنه بسرعة ثم أخبر شخصاً تثق به بالأمر.

* ما المقصود بكلمة السر؟

- هي كلمة لا يعرفها أحد باستثناء أنت وأهلك، لاستخدامها في حالات الطوارئ. مثلاً، أحياناً قد يعجز والدك أو والدتك عن جلبك من المدرسة أو من النادي فيطلبون من شخص آخر أن يقوم بهذه المهمة. عليك عدم الذهاب معه إلا إذا أطلعك على كلمة السر، لكي تتأكد من أن والديك أرسلاه. إذا كان لا يعرف هذه الكلمة فلا تذهب معه. ابتعد عنه أو اهرب واتجه نحو شخص بالغ تثق به أو تعرفه جيداً.

* ما الذي يجب أن تفعله في حال ضللت الطريق أو ابتعدت عن أهلك؟

إذا تهت في الخارج أي في حديقة عامة أو حديقة حيوانات مثلاً، عليك أن تقف مكانك ولا تتحرك. قد تشعر بالخوف، لكن والدك وأمك أو أي شخص راشد آخر سيقوم بالبحث عنك. المشي في أرجاء الحديقة سيصعب عملية العثور عليك. إذا شاهدت رجل شرطة أخبره بأنك تائه واطلب المساعدة.

* هل تعرف اسمي أمك وأبيك كاملين؟ هل تعرف عنوان منزلك ورقم الهاتف؟

- إذا كنت لا تعرفهم عليك أن تحفظهم جيداً.

* ما الذي يجب أن تفعله عندما يدق أحدهم على باب المنزل؟

- أخبر شخصاً راشداً موجوداً في المنزل. في حال كنت بمفردك، لا تفتح الباب، ولا تسأل حتى عن هوية الشخص الموجود في الخارج. تجاهله تماماً وانتظر وصول شخص كبير ليفتح الباب. يجب ألا تفتح الباب بمفردك لأي شخص كان.

* ما الذي يجب أن تفعله في حال رن جرس الهاتف، ولم يكن هناك شخص بالغ ليُجيب؟

- يجب الرد على الهاتف بتهذيب. في حال كان أهلك موجودين في المنزل، قل للمتصل أن ينتظر قليلاً ريثما تناديهما. في حال كنت بمفردك قل له أن الجميع مشغولون حالياً وأن عليه معاودة الاتصال. إياك أن تخبره بأنك موجودة بمفردك في المنزل.

- معلومات هامة:

احرصي على تزويد طفلك بالمعلومات التالية:

* اسمه وعنوانه ورقم هاتفه.

* ألاّ يمشي بمفرده، وأن يبقى بصحبة أشخاص آخرين.

* أن يثق بغريزته وحدسه، فإذا شعر بأنه ملاحق أو أن شيئاً ما غير سليم، عليه أن يطلب المساعدة فوراً.

* هو ليس مرغماً على التحدث مع شخص غريب، سواء أكان رجلاً أم امرأة يتقدّم منه. عليه عدم الاقتراب أبداً من شخص يوجه إليه الحديث من داخل سيارته، وإنما عليه متابعة سيره أو الابتعاد عنه. التشديد على عدم قبول أي سكاكر أو حلوى أو ألعاب من أي شخص غريب لا يعرفه عدم المشي مع شخص غريب مهما قال له.

* في حال أمسك به شخص غريب، عليه أن يفعل كل ما في استطاعته ليفلت منه، ويمنعه من جرّه أو وضعه في السيارة. عليه أن يرمي بذاته على الأرض ويرفس ويصرخ ويعض ويضرب، وأن يقوم بأي شيء ليلفت انتباه أشخاص آخرين. في حال نجح الغريب في الإمساك به عليه أن يصرخ قائلاً: "هذا ليس أبي أو هذه ليست أمي".

* تعليمه عدم السماح لأي شخص بأن يلمس المناطق الحساسة في جسمه، مع التأكد من أنه يعرف هذه المناطق.


التربية بين الدلال والإهمال والقسوة واللين

صوت الأم، فيتامين الراحه والأمان‏

كيف ننشئ أطفالاً أكثر سعادة و ذكاء

شجعي أبنتك على الثقة بالنفس واحترام الذات

الثقة بالنفس في الصغر تقى من الأمراض

نجاح العلاقة بين الأم وابنتها

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)