• عدد المراجعات :
  • 1622
  • 7/30/2011
  • تاريخ :

سيد مرتضى آويني

سالگرد شهيد آويني

حوار مع سيد إبراهيم أصغر زادة

   سنة 1989 كنت طالباً في السينما عندما دعاني السيد حاتمي كيا للمشاركة في فلم المهاجر. حينما كان حاتمي كيا أنهى للتو فلمه الناظر و في الحقيقة كان أول أفلامه المبدعة. لم أكن أعرف عن سيد مرتضى آويني غير اسمه. إلى أن دعانا إلى فلم المهاجر. كان يومها عرض فلم الناظر عندما أتى السيد مرتضى لإجراء لقاء معه إلى مكتب السيد حاتمي كيا و هو عرَفنا للسيد مرتضى أننا "ممثلو فلمي. هذا دور فلان ...." و عرَفني كلاعب لدور محمود في فلم المهاجر، لقد قرأ سيناريو الفلم من قبل و كان يعرف كافة الشخصيات. أمعن النظر في الوجوه و ابتسم و من ثم أشار إلي "أنت عندما دخلت الجامعة صرت محباً للسينما أم أنك كنت محباً للسينما فدخلت الجامعة؟" فقلت :"أيهما أفضل؟" فقال:"الافضل ما اخترته أنت" فقلت:"أنا كنت محباً للسينما فأتيت الجامعة" فقال:"جيد. سأوكل إليك عملاً منذ الآن" فقلت:"ماذا؟" فقال:"اكتب لنا ماوراء كواليس فلم المهاجر هذا. وليس لك علاقة بوراء كواليس السينما العادية. اكتب لنا ما وراء الكواليس في حرب كنت شخصاً فيها." فقلت :"لم أكتب حتى الآن ماوراء كواليس فلم. إن اول عمل إبداعي لي هو في السينما. و لم أكتب أي شيء حول ذلك من قبل. لم أعمل لا في الصحافة و لا في السينما." فقال:" لا عليك. أنت اكتب" فقلت: "حسناً".

كان ينظر إلى الجميع بعين الحنون و بنظرة أمنية يرافقها حسن نية و كان يدعو الجميع للعمل و التعاون.

كنا وسط التصوير حيث أرسلوا لي من مجلة سورة رسالة بأن السيد آويني يطلبني. ذهبت. فقال:"ماذا حدث بما وراء الكواليس؟" لم أكن أتخيل أن الاقتراح الذي قدمه لي كان جدياً لهذه الدرجة و انه يذكره بعد كل هذه المدة، أن يرسل في طلبي و يسأل عما فعلت. فقلت:"حسنا. قد كتبت. فعلت شيئاً" مع أنني لم أكتب شيئاً. فقط أعرف أنني جلست حتى الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل و جمعت كل ما لدي من ذكرياتي القديمة.

وظفتها في مرحلة زمنية معينة و اعطيته إياها في سبع أو ثماني صفحات. لم أكن أصدق أنها ستكون جيدة. ولكني لم أعرف ماذا حدث كي ينشروها دون أي تعديل و نشروها في مجلة سورة حينذاك. كان هذا أول تعرف جدي لي مع السيد مرتضى الذي كلمته وجها لوجه في غرفته و كتبت له شيئاً. بالطبع كان آخر شيء كتبته لمجلة سورة. لأنني لم أكن ميالاً للكتابة أبداً.

دعوة عامة

 لقد كان معد فلم المهاجر، في القسم الفني و أذكر أنه كان مسؤولاً عن القسم الفني في التلفاز. كان استوديو قسم الصوت قرب قسم الإنتاج و ربما كان الزملاء هناك يرون بعضهم و يلقون التحية على بعضهم يومياً. كان الحوار بينهم أكثر الأحيان في حد المجاملات، ما اخبار الفلم، ماذا تفعل، تعال و اصنع قسم انتاج الفلم و هكذا دعوات عادية تشمل البعض و لم تكن لتستثني السيد آويني.

 لكني في الحقيقة كنت أشعر حينها أن السيد مرتضى يختلف كثيراً عن الآخرين. لانه في مجال عمل المنتجات أو أي مجال آخر فيه جانب تجاري: هناك منافسة حيث يسعى أفضل الناس أن يأخذوا العمل بأنفسهم و أن يستفيد الآخرون بشكل أقل. دعنا من هذا من أن البعض يقومون بما يجعل الآخرين دون عمل. لكني أذكر أن السيد مرتضى كان يدعو الجميع للعمل و لم يكن يفكر كم يتقن فلان العمل أو كم أجرته أو ماذا كان ماضيه و ما هو مستقبله؟ برأيي كان ينظر إلى الجميع بعين الحنون و بنظرة أمنية يرافقها حسن نية و كان يدعو الجميع للعمل و التعاون. لقد كان ذلك بالنسبة لي حينها أمراً رائعاً أني كنت أرى تناقضات بينه و بين الآخرين. حيث كان يسعى الآخرون ان يكون العمل في المجال الإداري. لكن السيد مرتضى لم يكن كذلك. كان يسعى ان يحفظ الجو ليبقى جوا بسيجياً أو ربما حربياً أو دينياً و كان يدعو الجميع إلى الجو العملي هذا. هذه هي الصورة التي تشكلت لي حينذاك.

 يمكن التعلم من هذا السينما

في الحقيقة ولأنني منذ بداية دراستي الجامعية كنت تلميذ إبراهيم حاتمي كيا بشكل ما. فكان من الطبيعي أن تكون لي نظرة إيجابية نحو شخص كان أسوة لحاتمي كيا. هذا الامر اتخذ شكله في نفسي لا إرادياً. أي أن اختياري كان غير متعمد. فقد كنت أرى كيف أن حاتمي كيا أينما كان يتكلم آويني، كان يعتبر كلامه قدوة، و هذا كان يُعد أمراً خاصاً لشاب في العشرين أو الواحد و العشرين من عمره و دخل الجامعة لتوه، أو إن لم يجذبه، فعلى الأقل كان يوجد علاقة بيني و بين حيات السيد مرتضى. لقد بقي الأمر هكذا إلى أن أُقيم مهرجان السينما بعد الثورة، في كليتنا.

كنت حينها في السنة الاولى او الثالثة بالجامعة. هناك كُسر كل شيئ فجاة. أي أن السيد مرتضى تكلم كلاماً لم نسمع بها حتى ذلك الحين. حينها، كان عصر فلم "ناروني" و "أثر الحب" و "هامون" و كان هذا الجو بما فيه من قهوة و شاي و تدخين و شطرنج و هكذا أشياء. كنا نرى شخصاً ينتقد هذه وهو على معرفة بكافة المفاهيم المنيرة، كافة المفاهيم الحديثة، و السينما الكلاسيكية  و كان ينتقدها بكل وضوح، تلك المرحلة أذكرها كانت مرحلة أفلام باراجانوف. مرحلة أفلام تاركوفسكي. كان فيها أفلام بأفكار منيرة و متطورة و التي شهر السيد مرتضى في وجهها سيفه و ذهب ليواجهها.

يومها طرح فلم "العروس" مقابل تلك الأفلام و الذي كان له ضجة كبيرة. البعض أهانوه بسبب ما حصل. لكني شعرت يومها أن السيد مرتضى على علم بالسينما. لدينا في السينما أفراداً خبراء و هم ذوو تجربة في السينما. و بالنسبة لمفاهيم السينما فلدينا أفراداً يعرفون معنى الجمال. و لم يكن لدينا من يفسر السينما من النظرة الإسلامية. انا برأيي أن السيد مرتضى كان الشخص الوحيد الذي دخل السينما بشكل جدي – الشكل الوثائقي منها أو الروائي فقد ترك لنا نظرة تتعلق بالسينما و الناس، فتح بوابة لنا نحن الذين كنا نمر في المرحلة الطلابية و تجاربها فتح أفقاً جديداً و كما قال السيد آويني ففلم "العروس" يمكن له أن يكون مكاناً مناسباً من هذه الناحية.

 في الوقت نفسه كان هناك انتقادات كثيرة له. بالطبع غير فلم "العروس" فقد حاز فلم "المهاجر" على تأييده كذلك. كذلك أكد على فلم "الحاجة" . و كذلك فلم بور أحمد "مجموعة قصص مجيدش". و لكن في الحقيقة إن أكبر ما قد يكون أهداني إياه، هو أنه في الحقيقة فتح لي أفقاً جديداً، و هو أنه يمكن تعلم الكثير من الأشياء من هذه السينما.


سيرة الشهيد  صياد الشيرازي

سيرة الشهيد مصطفي شمران

الشهيد محمد علي رجائي

الشهيد محمد جواد باهنر

آية الله مطهري...القطب الثاني للثورة

سيرة حياة الشهيد مهدي باكري

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)