رقابة تربوية لتنمية مواهب
إن تكامل الانسان في المدارج المعنوية، وخلاصة من عبادة الأصنام والنار، ونجاته من الأوهام والخرافات مدين لجهود الأنبياء والرسل. فلقد كانوا أناساً غير اعتياديين في بنائهم ومواهبهم الباطنية. وبالرغم من أن تعاليم الأنبياء والقوانين التي يسنها الرسل إنما هي من السماء وهم يقومون بإيصالها إلى البشر فقط، يجب أن لا ننسى أن هذه المنزلة لا يستطيع إحرازها كل فرد، وليس بإمكان كل فرد أن يصير نبياً.?... اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه...?(الأنعام:124).
لم يكن نبوغ نبي الاسلام العظيم قبل نزول الوحي عليه، وكمال عقله وذكائه الخارق أمراً مخفياً على الناس. فانه كان فريداً في بابه قبل أن يختاره الله لهذا المنصب العظيم. فالأفكار العالية والقريحة الفريدة التي كان يمتاز بها كانت قد رشحته لأن يكون أوحدياً، وقدوة للبشرية أجمع، ذلك الرجل العظيم، والشخصية المثالية كان جديراً بمقام النبوة، ولذلك فقد اختاره الله تعالى لهذه المهمة.
يوجد في باطن بعض الأطفال من المواهب الخاصة ما ليست موجودة عند باقي الأفراد. وإن ظهور تلك الخصائص يسبب تقدم البشرية ورقيها
الخصائص الفردية
يوجد في باطن بعض الأطفال من المواهب الخاصة ما ليست موجودة عند باقي الأفراد. وإن ظهور تلك الخصائص يسبب تقدم البشرية ورقيها ، فإنهم يجب أن يخضعوا منذ الصغر إلى رقابة تربوية صحيحة، وتهيأ لهم ظروف وبيئة صالحة، وإن البيئة الوحيدة التي تستطيع أن تنمي القابليات الخاصة وتستغل الطاقات الكامنة وتخرجها إلى حيز الوجود هي الأسرة.1
"وبدلاً من أن يشبه الآلة التي تنتج في مجموعات، يجب على الانسان بعكس ذلك أن يؤكد وحدانيته ولكي نعيد تكوين الشخصية يجب أن نحطم هيكل المدرسة والمصنع والمكتب... إننا نعلم أنه من المستحيل أن ننشىء أفراداً بالجملة، وأنه لا يمكن اعتبار المدرسة بديلاً من التعليم الفردي... إن المدرسين غالباً ما يؤدون عملهم التهذيبي كما يجب، ولكن النشاط العاطفي والجمالي والديني يحتاج أيضاً إلى أن ينمى، فيجب أن يدرك الوالدان بوضوح أن دورهما حيوي ويجب أن يعدا لتأديته... ".
"حينما اعترف المجتمع العصري بالشخصية كان عليه أن يقبل عدم مساواتها، فكل فرد يجب أن يستخدم تبعاً لصفاته الخاصة... وفي محاولتنا توطيد المساواة بين الناس ألغينا الصفات الفردية الخاصة التي كانت أكثر نفعاً، إذ أن السعادة تتوقف على ملاءمة الفرد ملاءمة تامة لطبيعة العمل الذي يؤديه... ولذلك يجب أن ينوع البشر بدلاً من أن يصبحوا جميعاً على نسق واحد، كذلك يجب أن تستبدل هذه الاختلافات التي حفظتها وهولتها طريقة التعليم وعادات الحياة... "2.
ولقد تلقى الامام علي عليه السلام الاختلافات الطبيعية بين الأفراد باهتمام بالغ، وربط مصير سعادة الناس وخيرهم بالمحافظة على تلك الاختلافات كما ربط شقاءهم وهلاكهم بإزالة تلك الفوارق الطبيعية.
"قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا فإذا استووا هلكوا "3.
-----------------------------------------------------------
المصادر:
1-الطفل بين الوراثة والتربية
2- الانسان ذلك المجهول ص 239 ـ 240.
3- البحار للمجلسي ج 17-101.
الوجدان وتعديل الهوى
نموذج آخر لمخالفة الوجدان
جزاء مخالفة الوجدان
عبادة الهوى
الوجدان الأخلاقي
عوامل التربية