السلوك نسبي
ينبغي عدم الخلط بين كون الأخلاق مطلقة وكون الفعل الخلقي مطلقاً، أي لا يمكن الاستناد إلى فعل، والقول: إن هذا الفعل خلقي دائماً، كما أنه لا يمكن أن يقال: إن هذا الفعل مناف للأخلاق دائماً، وغالباً ما صار هذا الأمر سبباً لوقوع الكثير في الاشتباه، فقد تصوروا أن اللازم للأخلاق المطلقة والثابتة هو أن علينا منذ البداية أن نصنف الأفعال، وأن نضع جملة منها في طرف ونقول:إن هذه الأعمال أعمال خلقية، ونضع جملة منها في طرف آخر ونقول: إنها ليست خلقية، ولكن ينبغي أن نقول: كلا، فعلى حد تعبير القدماء:إن الأفعال تختلف بالوجوه والاعتبارات، أي من الممكن أن يكون فعل ما باعتبار خلقياً، وغير خلقي باعتبار آخر، إن كون السلوك مطلقاً أو نسبياً هو غير كون الأخلاق مطلقة أو نسبية، مثلاً: هل صفع اليتيم فعل خلقي وحسن أم هو مناف للخلق وسيئ؟ الجواب: انه لا يمكن الحكم على مطلق صفع اليتيم وبأنه حسن أم لا، فتارة نصفع اليتيم كي نسلبه حقه، وأخرى نضربه حتى يتأدب، فإذن لا يوجد حكم ثابت لصفع اليتيم وكونه سيئاً مطلقاً أو جيداً مطلقاً، بل أحياناً يكون جيداً إذا كان في موضع التأديب، وفي موضع آخر يكون قبيحاً كسرقة ماله أو ابعاده ونفيه أو قهره: ? فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ) الضحى:9-10.
أو مثلاً ماذا تقول في الانحناء لشخص؟ هناك اختلاف كثير بين الموارد، فأحياناً ينحني الإنسان أمام شخص بغية تعظيمه، وهنا أيضاً ينبغي لنا أن نرى من هو ذلك الشخص، فإن كان إنساناً مستقيماً كان الانحناء له أمراً لائقاً (وهذا العمل خلقي) وأحياناً يكون الانحناء لهذا الشخص بقصد الاستهزاء، ففي هذه الصورة يتخذ هذا الفعل عنواناً آخر مختلفاً، وربما لا يوجد أي فعل في الإسلام إلا وله حكم ثانوي يفترق عن الحكم الأولي على حد تعبير الفقهاء.
آفات النظروعلاجها
آثار الغناء
الوفاء وعدم الغدر
حفظ دماء الشهداء
طريقة العمل
المجاهد و المقاتل
أرض المعركة