• عدد المراجعات :
  • 1296
  • 6/5/2011
  • تاريخ :

عظمة النفس و الغيرة في نهج البلاغة

أمير المؤمنين(ع)

وهذا التعبير يعني أن روح الإنسان شيء نفيس وثمين، وأن الأخلاق الحسنة والفاضلة أمور تناسب هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة تنافيه، وعدم التناسب هذا يحط من قيمتها، هذا التعبير يعطي للإنسان ثروة نفيسة جداً ألا وهي نفسه ويقول له: يجب أن لا تضيع هذه النفس ولا تلوثها لأنها ثمينة ونفيسة.

ان أمير المؤمنين عليه السلام يخاطب الإمام الحسن عليه السلام في رسالة له في نهج البلاغة: "أكرم نفسك عن كل دنية، فانك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً"، فيجب عدم تضييع هذا الشيء الثمين، الذي يفوق كل ثمن وقيمة، إن الأشياء التي يتعلق بها استقلال الدولة وشرفها تعد فوق كل القيم بالنسبة للأمة، ليس هناك شعب ـ وان كاد يموت من الفقر ـ مستعد لكي يساوم على قيمه أو تراثه، كبعض الآثار العلمية والأدبية وحتى الذوقية الفنية.

ولأمير المؤمنين كلام آخر يقول فيه: "لا دين لمن لا مروءة له"1، (وفي الحقيقة ان الدين هو المروءة)، "ولا مروءة لمن لا عقل له، وان أعظم الناس قدراً من لا يرى الدنيا لنفسه خطراً"2، ما هي هذه النفس لتكون الدنيا بأكملها رخيصة في نظره وقدره، بحيث لو أعطي الدنيا كلها قبال نفسه فسيرى أن نفسه أفضل من الدنيا وما فيها.

هناك قول للإمام الصادق عليه السلام في شعر رباعي وجدته في المجلد الثاني عشر من البحار، الشعر هو للإمام عليه السلام حفظت البيت الأول منه:

أثار من بالنفس النفيسة ربها           وليس لها في الخلق كلهم ثمن3

الغيرة

التعبير الآخر هو "الغيرة" إن بعض الأمور الأخلاقية تكون بمقتضى الغيرة أو عدم اقتضائها، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفته على قدر غيرته"4، فبقدر شعور الإنسان بالغيرة على شرفه وعرضه فإنه يحترم شرف الآخرين وعرضهم وكرامتهم، أي أن غيرته لا تسمح له بالتعدي على عرض الآخرين، لذا يقول عليه السلام في تعبير آخر: "ما زنى غيور قط"5، أي أن كل من يزني ويهدم عفة الآخرين لا غيرة له أبداً.

----------------------------------------------------------------

المصادر:

1- تحف العقول، ص410.

2- تحف العقول، ص410.

3- بحار الأنوار، ج45، ص25.

4- نهج البلاغة، الحكمة: 44.

5- نهج البلاغة، الحكمة: 297.


تأملات في أدب نهج البلاغة(1)

تأملات في أدب نهج البلاغة(2)

بلاغة الإمام علي عليه السلام

الفصاحة والجمال في نهج البلاغة

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)