لا ضغوط من الغرب على القذافي بسبب المصالح النفطية

بعد ساعات من الخطاب الهستيري الذي القاه سيف الاسلام إبن الديكتاتور القذافي، بتحويل ليبيا الى انهار من الدم اذا لم يتخل الشعب الليبي عن ثورته، نفذت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو اللليبي غارات على المتظاهرين في بنغازي وطرابلس، وسط انباء عن وصول عدد ضحايا حرب الابادة التي ينفذها القذافي ضد شعبة الى نحو 550 شهيدا خلال الخمسة ايام الاخيرة.

وظهر حاكم لبيا الديكتاتور القذافي في ساعة متاخرة من الليل على شاشة التلفزيون الرسمي ليقول انه ليس في فنزويلا وانه موجود في طرابلس !!، في وقت اكتفت وزيرة خارجية اميركا هيلاري كلينتون بالقول بان " حمامات الدم امر غير مقبول واننا سنقوم مع شركائنا بابلاغ ذلك للحكومة الليبية " وكانها بذلك تقر بقاء نظام القذافي وتتجاهل سيطرة الليبيين على معظم المدن الليبية واجزاء من العاصمة.

ورغم استخدام النظام كل امكاناته من الاسلحة ، فقد وصلت التظاهرات والاحتجاجات في ليبيا الى وسط العاصمة طرابلس يوم الاثنين، حيث افاد شهود عيان ان مواجهات دامية تقع هناك ,واستيلاء المتظاهرين على احياء مهمة في العاصمة.

وقال الشهود ان قوات الامن بالاضافة الى من اسموهم بالمرتزقة كانوا يطلقون النار على المشاركين بالتظاهرات بشكل وحشي. فيما اكدت مصادر مطلعة لشبكة نهرين نت " ان اوروبيين مرتزقة استقدمهم النظام للدفاع عنه " .

وقالت هذه المصادر : " ان المرتزقة الاوربيين جندهم لقتال الشعب الليبي سماسرة يعملون مع بعض شركات النفط الغربية ".

وفي وقت تزايد الحديث عن دور لشركات النفط الغربية للضغط على حكوماتها لامهال نظام القذافي عدة ايام اخرى ، حتى يتم له القضاء على الانتفاضة الشعبية ، وذلك حرصا من هذه الشركات على اتفاقياتها النفطية المبرمة مع النظام والتي تمت بعد دفع هذه الشركات رشاوي لنجل القذافي ومسؤولين ليبيين للحصول على امتيازات التنقيب وحفر ابار النفط في ليبيا ، وهذا التورط من شركات النفط بالاحداث الجارية ووقوفها الى جانب نظام القذافي هو محاولة منها امنع قيام العهد الجديد بمراجعتها والغائها .

ولوحظ ان تصريح وزير خارجية بريطانيا "وليم هيغ" فيه تاثير ضغوط شركات النفط ، اذ تجاهل الوزير في تصريحه الاثنين المجازر التي يرتكبها القذافي بحق شعبه واستخدام الطائرات الحربية في قصف المتظاهرين واستقدام المرتزقة الاوربيين والافارقة قائلا " على نظام القذافي ان يفتح حوارا مع الشعب "! ، وهو ما يدلل على موافقة بريطانيا على بقاء نظام القذافي رغم كل هذه الجرائم .

هذا وقد عرض سيف الاسلام القذافي ابن الرئيس الليبي على الشعب الليبي المنتفض والثائر على نظام والده ، جملة من الاجراءات تجنب البلاد الوقوع في دوامة الاقتتال والانقسام على حد تعبيره.

هذا واعلنت مالطة عن لجوء طيارين اثنين بطائرتهما العسكرية من نوع ميراج اف1 بعد ان رفضا قصف المتظاهرين وطلبا اللجوء السياسي، كما حطت في مطار مالطة مروحيتان مدنيتان وطلب طقمهما اللجوء السياسي ، فيما تحدثت تقارير غربية ذكرها راديو " الشرق " عن اعدامات نفذها النظام بحق ضباط وجنود رفضوا تنفيذ الاوارم باطلاق النار على المتظاهرين .

وفي خطاب وجهه الليلة الماضية الى الشعب تعهد القذافي بالشروع في عدة خطوات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

وزعم القذافي ان الجيش يقف الى جانب السلطة وسيعيد الامن باي ثمن وهدد بالاحتكام الى السلاح اذا لم يقبل المحتجون خيار الحوار.

واوضح ان ذلك سيقود الى حرب اهلية طويلة وشرسة تؤدي الى تفكك البلاد وخراب اقتصادها وبنيتها التحتية.

هذا وتم الاعلان عن مسيرة مليونية الثلاثاء في طرابلس، وطالب العديد من الناشطين بالتوجه الى المدينة كهدف رئيسي لهم. فيما اعلن المتظاهرون سيطرتهم على عدد من المدن بينها بنغازي ، ثاني اكبر مدينة ليبيا.

واقتحم المتظاهرون مبنى الاذاعة والتلفزيون الحكوميين في العاصمة الليبية طرابلس ، كما احرقوا مراكز تابعة للشرطة ومقرات للجان الثورية.

وتوقف بث قناة الجماهيرية الثانية مساء الاثنين لكنها ما لبثت ان عاودت البث صباحا.

وقناة الجماهيرية الثانية هي القناة الثانية في التلفزيون الحكومي ، اما اذاعة الشبابية فأسسها في 2008 سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي ثم جرى تأميمها.

هذا واكد رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الجلاء بمدينة بنغازي تسلم جثث 13 ضابطا امتنعوا عن اطلاق النار على المتظاهرين، حيث اكد شهود عيان ان السلطات اعدمتهم واحرقت فيما بعد جثثهم.

من جانب اخر ، ذكرت مصادر ليبية ان افرادا من عائلة الرئيس معمر القذافي سافروا الى المانيا ، وان الرجل الثاني في النظام الخويلدي الحميدي قد فر ايضا الى تونس.

مصدر: العالم