السعي وراء اللذة
يدعي فرويد أن الشهوة الجنسية تظهر في الانسان بصور مختلفة واللذة عبارة عن الاستجابة للميول الجنسية في مظاهرها المختلفة وصورها المتباينة. ويدعي آخرون: أن هناك ميولاً مستقلة، وغرائز أخرى غير الغريزة الجنسية. وعليه فيجب الاستجابة لجميع تلك النوازع والغرائز... وعلى أية حال فالأمر الذي لا خلاف فيه، هو أن الانسان يشعر بارتياح شديد عندما يستجيب لميوله. وهذا الشعور بالارتياح هو الذي يعبر عنه باللذة، والذي يبعث الحرارة والحيوية في المجتمعات البشرية ويهيج فيهم عواطفهم. ولذلك فإن المجتمعات الحديثة تعتبر جلب اللذة أسمى الأهداف التي تهضم في نفسها قسطاً كبيراً من نشاط العالم المتمدن حتى ظن البعض أنهم لم يخلقوا إلا لممارسة نشاطهم الجنسي وتحقيق اللذة.
يدعي فرويد أن الشهوة الجنسية تظهر في الانسان بصور مختلفة واللذة عبارة عن الاستجابة للميول الجنسية في مظاهرها المختلفة وصورها المتباينة.
ومن المؤسف أن الطبيعة قد ركبت بصورة نجد فيها امتزاجاً تاماً بين الآمال والآلام، واللذة والألم. وهذا ما يوجب محدودية البشر في سلوكهم:
"إنه لا ينكر أن الاستجابة للميول الغريزية توجب الشعور باللذة عند الانسان، ولكن في الغالب تصطدم هذه الاستجابة بآلام وليدة ظلم الطبيعة. إذن فالحياة حتى لو شابهت حياة الحيوانات في الحرية فإنها لا توجب السعادة، ولهذا فإن الفلاسفة وعلماء الأخلاق يرجحون أن يصرفوا بحوثهم في إيجاد الأساليب التي تهدىء الآلام وترفع المصاعب عن طريق الحياة، فنراهم قد وصلوا إلى هذه النتيجة، وهي: أن كل ألم معلول لا دراك معين، وعليه فيجب السعي لا زالة أو تخفيف العلل الروحية والبدنية التي تؤدي إلى ذلك الادراك ولذلك فإن أول علاج يجده الانسان في هذا السبيل هو استعمال المواد الكحولية والمخدرة الأخرى "(مذكرات فرويد. وقد ترجمت إلى الفارسية تحت عنوان 26.
وبالرغم من وجود المشاكل العديدة في طريق تحقيق اللذة... فإن البشر لا يقتنع ولا يقف عند حد في السعي وراء رغباته الغريزية.
فإن المجتمعات الحديثة تعتبر جلب اللذة أسمى الأهداف التي تهضم في نفسها قسطاً كبيراً من نشاط العالم المتمدن حتى ظن البعض أنهم لم يخلقوا إلا لممارسة نشاطهم الجنسي وتحقيق اللذة.
إن الاسلام لا يكتفي بالموافقة على الاستجابة للرغبات الفطرية فحسب، بل يعتبر ذلك من شؤون تحصيل السعادة البشرية. إلا أنه يحسب حساباً دقيقاً لذلك. فإن إرضاء الغرائز والاستجابة لها مسموح في نظره إلى حيث لا يؤدي إلى الشقاء والفساد، ولا يهوي بالمجتمع إلى هوة سحيقة من الاجرام والدنس.
إن الاسلام لا يكتفي بالموافقة على الاستجابة للرغبات الفطرية فحسب، بل يعتبر ذلك من شؤون تحصيل السعادة البشرية. إلا أنه يحسب حساباً دقيقاً لذلك. فإن إرضاء الغرائز والاستجابة لها مسموح في نظره إلى حيث لا يؤدي إلى الشقاء والفساد، ولا يهوي بالمجتمع إلى هوة سحيقة من الاجرام والدنس.
إن من المستحيل أن يحصل الفرد في أي مجتمع كان على حريته المطلقة في الاستجابة لميوله وغزائزه... إذ بعد الفراغ من وجود الحواجز الطبيعية أمام ذلك، فإن الاخلال بالنظام والأمن أو الحرية الاجتماعية عامل قوي في إيقافه عند حده. ومن هنا نجد الاسلام لا يكتفي بالمنع من بعض اللذات التي يمنع منها العالم المتحضر في القرن العشرين، بل يستنكر أشد الاستنكار اللذات التي تهدم صرح الإيمان والتقوى، وتخالف الأسس الاخلاقية والانسانية. أما اللذات التي لا تؤدي إلى ضرر مادي أو معنوي كالزوجة الجميلة، والطعام اللذيذ، والملابس الأنيقة، والدار الواسعة، والمركب الحسن، والرفاه في المال والمناظر الطبيعية الخلابة... وعشرات غيرها من الأمور التي تعد إرضاء للميول الغريزية بشكله المعقول فإن الاسلام يعتبر ذلك جزء من منهجه القويم في تحقيق السعادة البشرية.
محمد تقي فلسفي
جميلة انتظرتها بعد منتصف الليل
عِلمٌ وطهارةٌ وموقف
فَضائل العلم
خطورة التلوث الاخلاقي؟
على أعتاب الرحيل
أواصر المحبة
محاسبة النفس قبل الفراق