الحب الالهي في اشعار حافظ
الحب هو محور العرفان و الأدب بشكل عام، و هو اللغه الوحيده التي يتحدث بها عرفاء الاسلام، بل و كافه المدارس العرفانيه. و لهذا ليس غريباً ايضاً ان يكون «الحب» اهم رساله يوجهها ديوان حافظ الي القراء.
و «الحب» في الادب الفارسي المنظوم له مظهران بارزان: الاول «الحب الانساني» الذي نلمحه في مثنويات رودكي و عنصري و نظامي، و الثاني «الحب الالهي» و الذي ظهر لأول مره في مثنويات سنائي و العطار و بلغ ذروته في مثنويات جلالالدين الرومي (مولوي).
و الحب الالهي –او العرفاني- ذو هدفان عاده: الاول هو التخلق باخلاق الله و تهذيب النفس و ايصالها الي مرحله الكمال، و الثاني هو الفناء في الله.
الحب هو محور العرفان و الأدب بشكل عام، و هو اللغه الوحيده التي يتحدث بها عرفاء الاسلام، بل و كافه المدارس العرفانيه. و لهذا ليس غريباً ايضاً ان يكون «الحب» اهم رساله يوجهها ديوان حافظ الي القراء.
و يري بعض الباحثين ان حافظ لم يكن لديه سوي الحب الالهي، فكتب الدكتور مرتضوي قائلاً: «يستعمل حافظ العقل في الغالب بمفهومه الكلي و الرفيع و المعنوي، اي بمعني الاحتياج و الحركه و الانجذاب نحو المعبود المطلق، و التأثير و الميل نحو منبع الحسن الازلي، و الاستسلام المحبب الي جاذبيه الحبيب… و يعتقد بصراحه ان الطين البشري معجون بشراب العشق طبقاً للآيه الكريمه «انا عرضنا الامانه علي السماوات و الارض…» و الحديث القدسي وسيله ناقصه قائمه علي اساس الطبيعه و لا قدره له علي ادراك ماوراء الطبيعه و ما فوق عالم الماده و خفايا و ظواهر عالم الظاهر و الوجود. و يؤمن بان الحب هو السلم الوحيد الذي يكمن بواسطته الصعود من حضيض الارض الي ذروه زحل، و الفناء –كالقطره- في بحر الابديه، و نيل وصال جمال الاله»(1).
هذا في حين يعتقد الدكتور عبدالحسين زرين كوب ان لدي حافظ نوعين من الحب: الهي و انساني، و يضيف قائلاً: «للحب في كلام حافظ مفهوم ثنائي يتذبذب بين الحب المجازي و الحب الالهي و يسعي حافظ غالباً لاقناعنا بان الحب الانساني كالحب الالهي و ليس هناك تفاوت بين ما هو موجود في «المسجد» و «الكنيسه» لان كليهما تجل لجيب واحد فالحب الانساني عند حافظ قنطره توصل الي الحبيب… كما ان الجمال الانساني عنده ليس سوي تجل للحق»(2).
يعتقد الدكتور عبدالحسين زرين كوب ان لدي حافظ نوعين من الحب: الهي و انساني،
بينما يري الدكتور محمد علي اسلامي ندوشن ان الحب عند حافظ ثلاثه انواع: الاول يمكن ان يكون احد افراد زمانه. و الثاني حبيب ليس لديه ملامح واضحه و لا يمكن ان نعرفه علي وجه الدقه، فهو كائن نصف مثالي و نصف حقيقي كان حافظ يبحث عنه خلال حياته، و الثالث محبوب ذو مفهوم واسع للغايه يقع في مركزه الله تعالي صانع كافه الجمالات(3).
و الحب الالهي في الواقع من اعظم الينابيع و الكنوز المعنويه التي تغذي شعر حافظ، حيث نجد ملامح التحبب الي الحبيب الابدي و الازلي واضحه عليه. و القرآن الكريم يشكل المصدر الاصلي لذلك الحب الذي كان يتدفق من قلبه و وجدانه و ينهمر علي شكل كلمات و مشاعر و عواطف مغلفه بالرموز و الاستعارات و الكنايات.
و يعتمد حافظ مثل اغلب العرفاء في حبه لله علي ثلاث آيات بشكل خاص و هي:
«يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه»(4).
«قل ان كنتم تحبون الله فابتعوني يحببكم الله و يغفرلكم ذنوبكم»(5).
«و الذين آمنوا اشد حبا لله»(6).
بينما يري الدكتور محمد علي اسلامي ندوشن ان الحب عند حافظ ثلاثه انواع: الاول يمكن ان يكون احد افراد زمانه. و الثاني حبيب ليس لديه ملامح واضحه و لا يمكن ان نعرفه علي وجه الدقه، فهو كائن نصف مثالي و نصف حقيقي كان حافظ يبحث عنه خلال حياته، و الثالث محبوب ذو مفهوم واسع للغايه يقع في مركزه الله تعالي صانع كافه الجمالات
و لهذا نجد حافظ يهتف قائلاً:
ماذا لو سقط ظل المعشوق علي العاشق فنحن بحاجه اليه، و هو مشتاق الينا
و يعتقد ان حافظ يشير في هذا البيت الي الحديث القدسي القائل: «كنت كنزاً مخفياً فأحببت ان اعرف، فخلقت الخلق لكي أعرف».
و للغزالي تعليق علي هذا الحديث ايضاً يقول: طال شوق الابرار الي لقاء الله، و ان الله الي لقائهم لأشد شوقاً(7).
-------------------------------------------------------------------
الهوامش:
1- مكتب حافظ (مدرسه حافظ)، ص 399-400.
2- عشق، كدام عشق (الحب، اي حب)، ص 179-180.
3- ماجراي پايان ناپذير حافظ (قصه حافظ التي لا تنتهي) ص 82-83.
4- المائده/ الآيه54.
5- آل عمران/ الآيه 31.
6- البقره/ الآيه 165.
7- عن كتاب حافظ، المؤلف: خرمشاهي، ص 199.
خواجه حافظ الشيرازي
هوية الشعر الايراني
مدينة شيرازفي سطور
الاماكن السياحية في فارس