من دوافع تعدد زيجات الرسول ( صلى الله عليه وآله )
لقد ظل الزواج في منهاج التوحيد صلة شرعية بين الرجل والمرأة تسن لحفظ النوع وسلامة النسل وطهارته من الرجس والخبث لا للشهوة ونزواتها فقط.
والإسلام لم ينشئ تعدد الزوجات، ولم يوجبه ولم يستحسنه، ولكنه أباحه في حالات يشترط فيها العدل والكفاية.
أما ما يخص تجاوز الأربع في أمر تعدد زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن سائر المسلمين، فإنها ارتبطت بمصلحة الدعوة، لأن العرب تمتاز بالأنساب، وروابط المصاهرة والولاء بين الأسر والبيوت، فلا يعني التعداد لزوجات الرسول ( صلى الله عليه وآله) الاستغراق في مناعم الحياة الزوجية، فإن البيت الذي كان يشكو نساؤه قلة المؤونة والزينة لا يقال عنه أنه بيت رجل تملكه أهواء نفسه، وليس هو بالرجل المخلوق لطلب اللذة والشهوة، وإنما هدفه إتمام مكارم الأخلاق وكسر طوق الوثنية والعادات السيئة التي كانت سائدة في الجزيرة.
والتاريخ لم يحدثنا بأن النبي ( صلى الله عليه وآله) اختار زوجة لأنها مليحة أو وسيمة أو عذراء فاتنة، وإنما زواجه كان بعضه إنسانيا والبعض الآخر سياسيا أو اجتماعيا لتقوية الدين وإعلاء كلمة الله.
لقد طبل وافترى أئمة الكفر والمنافقون والحاقدون منذ القديم وحتى عصرنا الحاضر على نبينا الأكرم ( صلى الله عليه وآله) بأنه شبق شهواني مغرم بالنساء، فلو نظروا إلى أزواجه لاضمحلت تلك الشبهات ولتبددت تلك الأباطيل والمفتريات، فزوجته الأولى كان عمرها أربعون سنة- على بعض الروايات- وهو في عنفوان شبابه لا يتجاوز الخامسة والعشرين، وعاش معها إلى يوم وفاتها على أحسن حال من السيرة الطاهرة، والسمعة النقية، والمحبة الزوجية، وكان بمقدوره أن يتزوج أية امرأة يشاء، وهو صاحب المال الكثير من زوجته خديجة إن كان شهوانيا كما يزعمون، ولكن الوفاء وهدفه السامي لم يبرر ذلك الزواج.
أما بقية أزواجه فمعظمهن أرامل فقدن الأزواج والأولياء، فأم سلمة مات زوجها، وكانت كهلة مسنة فاعتذرت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله) عندما خطبها قائلة: إني امرأة قد أدبر مني سني.
وأما رملة بنت أبي سفيان تركت أباها وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فتنصر وثبتت هي على الإسلام، فلما هلك زوجها خطبها رسول الله ( صلى الله عليه وآله) لسببين في نظرنا:
الأول: ليس معها معيل يخفف عنها الغربة.
الثاني: هو كسر شوكة أبي سفيان نفسيا، فلما بلغ أبو سفيان تزويج رسول الله ( صلى الله عليه وآله) من أم حبيبة رملة قال: ذلك الفحل لا يقدع أنفه- أي لا يرتدع ولا يضرب-.
وكان بعض أزواجه من سبايا الأسر مثل جويرية بنت الحارث، فلما دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله) قالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي.
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله) : أو خير من ذلك، أؤدي عنك كتابك وأتزوجك؟ فقالت: نعم.
ففعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله) لأنها كريمة قوم.
وكذلك صفية الإسرائيلية، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله) لما جمع سبي خيبر جاءه دحية فقال: اعطني جارية من السبي فقال ( صلى الله عليه وآله) : اذهب فخذ جارية.
فأخذ صفية، فقيل: يا رسول الله إنها سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك.
فخيرها رسول الله ( صلى الله عليه وآله) بين أن يعتقها فترجع إلى من بقي من أهلها أو تسلم فيتخذها لنفسه، فقالت: اختار الله ورسوله.
وإنما فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله) ذلك لأنها سيدة قومها، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله) : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، وإذا كانت عندك كريمة قوم فأكرمها، بغض النظر عما يحمله أو تحمله من أفكار.
وكانت صفية قصيرة يعيبها صواحبها بالقصر، فعن عائشة قالت: قلت للنبي ( صلى الله عليه وآله) : حسبك من صفية كذا وكذا تعني قصيرة قال ( صلى الله عليه وآله) : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.
خلق الرسول(ص) و علي بن أبي طالب من نور واحد
بـاب في النهي عن الصلاة البتراء
أن أهل بيت الرسول (ص) يساوونه في خمسة أشياء
رأي العلماء حول سند زيارة عاشوراء
ما هو سبب اختيار اللون الأخضر في مجالس الشيعة ؟
لماذا نقول يا علي .....؟