الشهيد شمران والتدريب العسكري في مصر
ولكن هذا الرجل صاحب الروح الشفافة والمرفرفة والعزم المتين والإرادة الصلبة أدار ظهره لكل المظاهر المادية بعد نضهة الخامس عشر من خرداد الدموية والاعتقاد بتراجع النضال القانوني والبرلماني، وتوجه إلى مصر مع عدد من أصدقائه المؤمنين والمخلصين لتعلم فنون القتال والاستعداد لخوض الحرب المسلحة ضد النظام البهلوي.
وكان ذلك في نفس الوقت الذي بعثت فيه نهضة المقاومة الفلسطينية بكوادرها إلى مصر للتدريب أيضاً، حيث قضى الشهيد القائد عامين شارك فيهما بعدة دورات للتدريب العسكري وفنون النزال وجهاً لوجه وحرب العصابات والعمل الفدائي، ثم أخذ هو على عاتقه مسؤولية تدريب المقاتلين الإيرانيين على تعلم تلك الفنون.
ولأن الشهيد القائد كان يتمتع بالفكر الديني الأصيل والعميق فإنه كان يعتقد بأن الاشتراكية والوطنية بلا إسلام من شأنها بث الفرقة والتشتت بين المسلمين؛ ولهذا فإنه كان على خلاف تام مع النزعة الوطنية والقومية التي سادت البلدان العربية في تلك الفترة كبديل عن الوحدة والقومية الإسلامية، وهو ما جعل المناضلين الإيرانيين ينقلون قواعدهم إلى لبنان جراء تلك الخلافات والصراعات الفكرية ومن ثم موت جمال عبد الناصر.
يقول الشهيد شمران في أحد اللقاءات التي أجريت معه:
"بالطبع كانت لنا صراعات مع بعض الأجنحة القومية العربية المتطرفة، كما أننا قدّمنا احتجاجات إلى عبد الناصر بسبب إطلاق اسم الخليج العربي على الخليج الفارسي أو إطلاق عربستان على خوزستان، وقد قبل عبد الناصر هذه الاعتراضات واعترف بصحتها، وقال: إن تيار القومية العربية بلغ من القوة بحيث لا يمكن مقاومته بسهولة. كما أعرب لنا عن أسفه حيث أنهم لم يدركوا بعد أن معظم هذه التحركات يقوم بها الأعداء من أجل شق الصف الإسلامي، وقال لنا إن الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله هو أن يسمح لنا بالحديث بحرية، فربما استطعنا توضيح الأمور للعرب وإقناعهم بأن كل هذه المشاريع ليست سوى مشاريع للتفرقة ولا ينبغي مواصلتها".
المصدر: موقع الشهيد مصطفي شمران
الشهيد شمران في مجلس الدفاع الأعلى
نشاطه السياسي في أمريكا
بدء الصراعات الداخلية
الهجرة إلى لبنان
الدكتور شمران وتأسيس التنظيمات السياسية ــ العسكرية الشيعية
الشهيد شمران في مجلس الشورى ممثلاً عن أهالي طهران