نداء الإمام الخامنئي إثر الهجوم الصهيوني علي قافلة المساعدات
أصدر سماحة آية الله العظمي السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية يوم الثلاثاء 2010/06/01 م نداء وصف فيه الهجوم الإجرامي القاسي للكيان الصهيوني علي قافلة الإمدادات الإنسانية البحرية بأنه هجوم علي الرأي العام و ضمائر البشر في كل إنحاء العالم مؤكداً: لم تعد فلسطين اليوم قضية عربية أو حتي إسلامية إنما هي قضية حقوق الإنسان في العالم المعاصر، و علي حماة هذا الكيان السفاح و الوقح خصوصاً أمريكا و بريطانيا و فرنسا أن يتحملوا مسؤولياتهم بكل جد.
فيما يلي ترجمة نص النداء:
بسم الله الرحمن الرحيم
الهجوم الإجرامي القاسي للكيان الصهيوني علي قافلة الإمدادات الإنسانية البحرية حلقة أخري من سلسلة الجرائم الكبري التي ملأت بها هذه الحكومة الشريرة الخبيثة العقد السابع من حياتها المخزية. هذا نموذج للسلوك الوقح و الخالي من الرحمة الذي راح المسلمون في هذه المنطقة و خصوصاً في أرض فلسطين المظلومة يعانون منه طوال عشرات الأعوام. لم تكن هذه القافلة إسلامية أو عربية هذه المرة بل مثلت الرأي العام و الضمائر الإنسانية من كل أنحاء العالم. يجب أن يكون هذا الهجوم قد أثبت للجميع بأن الصهيونية وجه جديد و أعنف للفاشية يدعم و يساعد هذه المرة من قبل الحكومات التي تدعي الحرية و حقوق الإنسان و علي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
أمريكا و بريطانيا و فرنسا و سائر الحكومات الأوربية التي تدعم هؤلاء المجبولين علي الإجرام سياسياً و إعلامياً و عسكرياً و اقتصادياً و تقف وراء الفجائع التي يرتكبونها، يجب أن تتحمل مسؤولياتها بكل جد. علي الضمائر الحية في كل أنحاء العالم أن تفكر بجد في الظاهرة الخطيرة التي تواجهها الإنسانية اليوم في منطقة الشرق الأوسط الحساسة؟ أي كيان سفاح وقح و مجنون يتحكم اليوم في بلد فلسطين المغتصب و شعبه المظلوم المفجوع؟ و ماذا تعني ثلاث سنوات من الحصار الغذائي و الدوائي و الحيوي لمليون و نصف المليون أمرأة و رجل و طفل في غزة؟ و كيف يفهم القتل و السجن و التعذيب اليومي للشباب في غزة و الضفة الغربية.
لم تعد فلسطين قضية عربية و لا حتي إسلامية بل هي أهم قضية لحقوق الإنسان في العالم المعاصر.
الخطوة الرمزية و المتألقة لإيفاد قافلة بحرية إلي غزة يجب أن تتكرر مرات و مرات بعشرات الأشكال و الأساليب الأخري. الحكومة الصهيونية السفاحة و حماتها، خصوصاً أمريكا و بريطانيا، يجب أن تري و تشعر بالقدرة التي لا تهزم لعزيمة الضمير العالمي العام و صحوته تقف أمامها.
و الحكومات العربية تتعرض لاختبار صعب. الشعوب العربية الواعية تطالبها بخطوة حاسمة و قاطعة. علي منظمة المؤتمر الإسلامي و الجامعة العربية أن لا تقنع بأقل من الرفع التام للحصار عن غزة، و الإيقاف الكامل للتطاول علي بيوت الفلسطينيين و أراضيهم في الضفة الغربية، و محاكمة مجرمين مثل نتنياهو و أيهود باراك.
و ليعلم الشعب الفلسطيني و الشعب و الحكومة الشعبية في غزة أن عدوهم الخبيث هو الآن أضعف و أهش من أي وقت آخر. الجريمة البحرية التي ارتكبت يوم الإثنين ليس علامة قوة بل مؤشر يأس الكيان الغاصب و خيبته و اضطرابه. جرت السنة الإلهية علي أن يخط الظالمون بأيديهم في أواخر عهودهم المخزية مصيرهم المحتوم في الفناء و الزوال. الهجوم علي لبنان و علي غزة في السنوات الماضية من جملة هذه الخطوات المجنونة التي قربت الإرهابيين الصهاينة الحاكمين من هاوية السقوط النهائي. و الهجوم علي قافلة الإمدادات الدولية في مياه البحر الأبيض المتوسط خطوة حمقاء أخري من هذا القبيل.
أيها الإخوة و الأخوات الفلسطينيون، عززوا ثقتكم بالله الحكيم القدير و آمنوا بقدراتكم و زيدوها. و تيقنوا من النصر النهائي و أعلموا أنه: و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.
السيد علي الخامنئي