خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في منى
قبل موت معاوية بسنتين حجّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل ، فقام الإمام الحسين ( عليه السلام ) فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
( أمّا بعد ، فإنّ الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ، ورأيتم وشهدتم وبلغكم ، وإنّي أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدّقوني ، وإن كذبت فكذّبوني ، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون ، فإنّي أخاف أن يندرس هذا الحقّ ويذهب ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ) .
( فما ترك الإمام الحسين ( عليه السلام ) شيئاً أنزل الله فيهم من القرآن إلاّ قاله وفسّره ، ولا شيئاً قاله الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في أبيه و أمّه و أهل بيته إلاّ رواه ، وكلّ ذلك يقول الصحابة : اللّهمّ نعم ، قد سمعناه وشهدناه ، ويقول التابعون : اللّهمّ قد حدّثنا من نصدّقه ونأتمنه حتّى لم ترك شيئاً إلاّ قاله ).
ثمّ قال : ( أنشدكم بالله إلاّ رجعتم وحدّثتم به من تثقون به ) ، ثمّ نزل وتفرّق الناس على ذلك .