دخول الشهيد رجائي الي ميدان التعليم
وبعد التسريح من الخدمة في الجيش، توجه الشهيد رجائي نحو مهنة التعليم متأثراً بأقوال آية الله الطالقاني ، الذي كان يعتبر مهنة التعليم رسالة الأنبياء . و ذهب إلى مدينة بيجار ليعمل فيها كمعلم بشكل تعاقدي ، و أخذ يدرّس اللغة الانجليزية . و بعد سنتين ؛ أي في عام (1335هـ ش) شارك في امتحان القبول الجامعي و قُبل في المعهد العالي ، و في كلية العلوم ، و في كلية البريد و البرق . إلا أنه اختار الدخول في المعهد العالي للمعلمين.
و في أيام عيد النوروز في العام الدراسي الثالث ذهب برفقة سائر الطلاب في سفرة علمية إلى مدن آبادان و خرمشهر و أهواز ، و شاهد المناطق و المنشآت النفطية . و يذكر الأصدقاء الذين رافقوه في تلك السفرة بأنه كان يستغل كل فرصة ممكنة من أجل تنوير أذهان الطلبة ، و من جملة ذلك أنه التفت في احدى المرات إلى طالب ، كان يجلس على أحد أنابيب النفط ، و قال له :
" يحق لك إزاء الملايين من براميل النفط التي تجري من تحت قدميك إلى الخارج بواسطة هذه الأنابيب ، أن تجلس على هذه الأنابيب فقط ، و تتفرج على الجنيهات التي تذهب إلى بريطانيا ".
في عام 1338هـ ش أنهى الشهيد رجائي مدّة الثلاث سنوات هذه بنجاح . أدى اخفاق الشهيد رجائي في تلك المرحلة إلى يئسه كلياً من مهنة التعليم ، و لهذا فقد عزم على المشاركة في امتحان القبول لمرحلة الماجستير في فرع الاحصاء من أجل تغيير مهنته. و نجح في الامتحان الذي أجرته كلية العلوم في فرع الاحصاء و واصل دراسته في هذا الاختصاص .
فترة التدريس في اعدادية كمال
كان من جملة النتائج الطيبة لحضور الشهيد رجائي المستمر في مسجد " هدايت" ، و محاضرات التفسير التي يُلقيها المرحوم آية الله الطالقاني في ليالي الجمعة ، هو تعرفّه على بعض أساتذة الجامعة من أمثال المهندس مهدي بازرگان ، الذي كان يدرس في الكلية الفنية بجامعة طهران ، و الدكتور يد الله سحابي ، رئيس قسم الجيولوجي في جامعة طهران. و كتب في استجوابه ما يلي:
" أثناء تردّدي على مسجد "هدايت" بدأ اسم مدرسة كمال ، يطرق سمعي تدريجياً . و بما أنه كان لدي متّسع من الوقت إلى جانب الدراسة في الجامعة ، و نظراً لحاجتي المادّية ، فقد حرّرت طلباً و قدمته إلى مدير الاعدادية للتدريس في تلك المدرسة ، فيما إذا كانت هناك رغبة في ذلك . كان مدير اعدادية كمال الدكتور سحابي مسافراً آنذاك ، و تولى الرد على طلبي نيابة عنه المهندس مهدي بازرگان ، و كان الرد ايجابياً . و دُعيت إلى التباحث مباشرة حول الموضوع . و بعد التباحث معه تقرر أن أعمل هناك بكل ما لدي من وقت اضافي".
و انطلاقاً من تبحر الشهيد رجائي ، و ما لديه من باع طويل في تدريس مادّة الرياضيات ، فقد كان موضع اعتزاز من قبل الدكتور يد الله سحابي الذي كان يتولى ، إلى جانب صفة الاستاذية في كلية العلوم ، منصب إدارة تلك الاعدادية . و بعد سنة من ذلك التاريخ تأسست حركة تحرير إيران على يد المرحوم آية الله الطالقاني ، و المهندس مهدي بازرگان ، و الدكتور يد الله سحابي ، و رحيم عطائي و غيرهم . وقد أدّت العلاقة المتبادلة بين الشهيد رجائي و بين تلك الشخصيات إلى انضمامه بكل رغبة إلى صفوف تلك الحركة.
و بعد تلك الأيام استجدّت لديه الرغبة في مهنة التعليم فنسي الماضي المرير، و قدّم طلباً بالعودة إلى الخدمة في سلك التعليم . و حصلت الموافقة على طلبه بوساطة الدكتور يد الله سحابي ، الذي كانت تربطه صلات صداقة وثيقة مع المدير العام للتعليم في طهران آنذاك ، على أن يواصل عمله في قطاع التدريس في قم أو قزوين . و قد وقع اختياره على مدينة قزوين لأنّها مسقط رأسه ، و كانت له معرفة كاملة بأوضاعها و أحوالها . فكان يدرّس فيها ثلاثة أيام في كل أسبوع ، و يصرف المتبقّي من وقته للتدريس في اعدادية كمال ، مثلما كان عليه في السابق.
المصدر: دار الولاية للثقافه و الاعلام _مع التصرف
مقتطفات من آراء الشهيد رجائي
هجرة الشهيد رجائي إلى طهران
نشاط الشهيد رجائي قبل الثورة