(منها) قول ابي جعفر عليه السلام: (اذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فافطروا.
وليس بالرأي ولا بالتظني، ولكن بالرؤية).
و (منها): صم للرؤية وافطر للرؤية.
واياك والشك والظن.
فان خفى عليكم فأتموا الشهر الاول ثلاثين.
و (منها): صيام شهر رمضان بالرؤية وليس بالظن.
مدى دلالة الاخبار ان تلك الاخبار العامة المتقدمة هي أهم ما استدل به للاستصحاب.
وهناك اخبار خاصة تؤيدها.
ذكر بعضها الشيخ الانصاري، ونحن نذكر واحدة منها للاستئناس، وهي رواية عبدالله بن سنان الواردة فيمن يعير ثوبه الذمي وهو يعلم انه يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير.
قال: فهل علي أن اغسله؟
فقال: لا ! لانك أعرته اياه وهو طاهر، ولم تستيقن انه نجسه.
قال الشيخ: (وفيها دلالة واضحة على أن وجه البناء على الطهارة وعدم وجوب غسله هو سبق طهارته وعدم العلم بارتفاعها). والمهم لنا ان نبحث الآن عن مدى دلالة تكلم الاخبار من جهة بعض التفصيلات المهمة في الاستصحاب، فنقول:
1 - التفصيل بين الشبهة الحكمية والموضوعية: إن المنسوب إلى الاخباريين اعتبار الاستصحاب في خصوص الشبهة الموضوعية، وأما الشبهات الحكمية مطلقا فعلى القاعدة عندهم من وجوب الرجوع إلى قاعدة الاحتياط.
وعلل ذلك بعضهم بان اخبار الاستصحاب لا عموم لها ولا اطلاق يشمل الشبهة الحكمية، لان القدر المتيقن منها خصوص الشبهة الموضوعية، لا سيما ان بعضها وارد في خصوصها، فلا تعارض أدلة الاحتياط.