• عدد المراجعات :
  • 3238
  • 10/21/2009
  • تاريخ :

الأنثى في مجتمع الذكور   

الانثی و المذکر

السؤال الذي يطرح دائما من يفرض إرادته على من ؟ ، و هل يجب أن يكون هناك في طرفي المعادلة طرف يطغى على الطرف الآخر؟..

فالوضع الراهن يظهر أمريكا هي الطرف الأقوى ، و هي الآمر الناهي و المشكلة لا تكمن في من يحكم من؟.. ، بل إن هناك طرف يريد أن يملي إرادته على الكل و العالم ، يجب أن يسير وفق ما يراه هذا الطرف بدون مناقشة، لأن الطرف الاقوى يرى نفسه دائما على صواب ، و لا يمكن أن يخطيء طبعا وفق مصالحه فهو سيد العالم.

إن حال المرأة في مجتمعنا كحال الشعوب في ظل الهيمنة الأمريكية ، فالمجتمع تسود عليه صفة الذكورية و هي الصفة المهيمنة ، فحق القيمومة الذي أعطاه الله للرجال استغل أبشع استغلال ، فبدأت حملة الاستهانة بالمرأة و الانتقاص من شأنها ، و عندما يراد أن يهان الرجل يشبه بالمرأة ، فجميع النواقص و السلبيات تلصق بالمرأة بحيث أنها لا تؤاخذ على أي شيء يبدر منها فهي امرأة!

لسنا هنا بصدد مناقشة حق القيمومة أو الاعتراض عليه ، و لاحتى محاولة تشبيه المرأة بالرجل ، أو الرجل بالمرأة ، فلكل جنس خصائصه المميزة عن الجنس الآخر ، ولكننا بصدد موضوع الاستهانة بالجنس الآخر باعتباره جنس أدنى أو أقل شأنا ، فما تتعرض له المرأة من تشكيك في قدراتها الانسانية و العقلية تترتب عليه رواسب نفسية ، تعكس أثرها بشكل واضح على شخصيتها و تصرفها.

فأغلب النساء اللواتي يجعلن في موضع مسؤولية ما يتصرفن بطريقة جافة و معرقلة للأعمال أحيانا ، و عدوانية في أحيان أخرى لاثبات أهميتها ، أو كعامل نفسي مضاد لما يوجه إليها من استهانة و استخفاف ، و كما يذكرد. شوقي ناجي في كتابه سلوكيات الانسان : ( إن الفرد الذي يعيش محبط و ذو معنوية متدنية لايبالي في استراق أية مناسبة لعرقلة العمل و ايقافه).

و من ناحية ثانية فقد تفقد المرأة الثقة بالنفس أو بالجنس الذي تنتمي إليه ، فهي تفضل اللجوء على سبيل المثال الى الأستاذ على الأستاذة ، أو الطبيب على الطبيبة .. الخ، و هذا لا يشمل النساء غير المثقفات بل حتى ما نسميهن النخب من النساء.

و الأصعب من ذلك أن الطافي على السطح هو التوجه نحو إظهار و إحترام المرأة عبر الشعارات و الخطاب الموجه من النخب المثقفة لكن باطن الامر غير علانيته ، فما أن تظهر قضية ما تمس المرأة بالصميم نلاحظ هؤلاء أنفسهم من يحاول ازدراءها و التقليل من قيمتها.

فالمشكلة كما يبدو ليس فيما تقول بل فيما تفعل ، و قبل ذلك فهي ترسبات خاطئة تأصلت داخل النفوس ، فقد غرس في مفاهيمنا و أثمر و أينع بأن هناك طرف كامل و الآخر ناقص.

إن الكمال لله وحده فلا يوجد رجل كامل بجميع المقاييس ولا توجد امرأة كاملة فقد حبا الله الجميع بمنه ، و أعطى لكل شخص صفاته فلا جميع الرجال هم محمد (ص)، أو علي (ع) ولا كل النساء هن فاطمة (ع) او زينب (ع).

المصدر: بشري

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)