• عدد المراجعات :
  • 1090
  • 8/18/2012
  • تاريخ :

ماهيـة الإبداع

 الإبداع

الأدب.. هو طرح جمالي في تمثلاته الشعورية.. وأعني بالجمالي؛ هي تلك الصفة التي ينبغي أن تكون ملازمة للتعبير، وملاصقة له، بكل تشكلاته الفنية المختلفة، ولا نعني هنا بالتعبير،الحصر له باللغة فقط،وإن كانت هي بالحقيقة أبرز مظاهره،كون أساليب التعبير متعددة.. فهي في الأدب حروف وكلمات، بينما في فنون التشكيل،ألوان وخطوط، وفي الموسيقى أنغام ونوتات، وفي النحت أشكال وأحجام...الخ.

أما الشعوري، فنعني به كل ما ينضوي تحت بند التجارب الإنسانية، وانعكاسها في ذات الإنسان بالأعمال الإبداعية، حينما تتلون بطابع المبدع الخاص، كنص أو لوحة أو لحن أو مجسم، وبثها إلى الخارج من خلال مرورها بمنطقة شعوره الحارة، واختمارها فيها، لزمن قد يطول أو يقصر، حسب شخصيته، ونوع العمل، قبل تحولها إلى الذهنية الباردة، وسواء في ذلك،أكانت مادة البث أدباً أم فناً.

وربّ اعتراض يبرز هنا ومفاده، بأن الأدب، بموجب هذا التوصيف، سوف يكون مرهوناً بالجانب الجمالي والشعوري فقط ؛ أي العمل على الخيال والعاطفة دون الذهن، وبعيداً عن الفكر، وإسهاماته الخلاقة على المستوى الإنساني، بل والعمل على تجميد النمو المعرفي، ومحاولة منع التطور الحضاري.. فما نفع مثل هكذا أدب إذن لواقع الإنسان، ومسيرة الحياة ؟ وجوابنا على مثل هكذا اعتراض، هو إن الأدب ابتداء،غير معني بإعطاء الإجابات أو الحلول المباشرة لمشاكل العصر.. بتبويب المعلوماتية، إلا بقدر انعكاسها في شعور الأديب، وبالتالي في نتاجه الإبداعي، شريطة تأثره بها، من بعد اختمارها في ذاته، وإن كانت تتناول موضوعة الذرة أو حادث غزو الفضاء..فليس المهم في الأمر، موضوع العمل، بقدر مدى انفعال الفنان به، وشعوره اتجاهه، كون مجال تحرك الأدب، سيكون كل شيء ولا شيء، كما للأديب حرية التناول وزاويته، بل ليس هنالك حدود، يمكن لنا تأشيرها، تحدّ انطلاقه الإبداعي في كل ما في الكون والحياة والإنسان.

وإذا ما كان الأديب أنفع فنياً من غيره على المستوى الاجتماعي؛ذلك بسبب تعاطي المبنى الفكري من قبل النخبة فقط، أما الطرح الأدبي.. فيخاطب جميع شرائح المجتمع، بل يتغلغل في كيانهم حتى من دون وعي كامل منهم، كونه الأقدر على ملامسة مشاكلهم وهمومهم، واستلهام الحلول من معطيات الواقع،عبر التفاعل الصميمي معه، وتمثله وجدانياً، من أجل توسعة أفق المجتمع، ورفده بالمستجدات الشعورية، ومحاولة إرهاف البلداء، ونزع شهوة الدم فيهم، سبيلاً إلى الارتقاء بإنسانية الإنسان، وحثها صوب التقدم والحضارة. 


إن اليتيم يتيم العلم والأدب

ما أجمل اللغة العربية

الکتابة : إحساس و فن و هدف

على حافات الانكسار الحضاري

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)