• عدد المراجعات :
  • 3350
  • 7/8/2006
  • تاريخ :

لماذا لا يقرأ الشباب؟ وكيف يمكن جذبهم الى هذه الرياضة الفكرية؟

لماذا لا يقرأ الشباب؟ وكيف يمكن جذبهم الى هذه الرياضة الفكرية؟

المراهقون في نظر الأدب المتعلق بهم، نوعان: شريحة بين 12 و15 وهي المراهقة الأصيلة التي تهتم بقراءة كل ما يمت بصلة الى هذه الحقبة من عمرها واختباراتها، وشريحة ثانية بين 15 و18 وهي «الراشدة الشابة» التي تريد قراءة ما يرتبط بالحياة وتجاربها البراغماتية.

وتتطلب كل شريحة منهما نوعاً خاصاً من الكتب والقصـــص لا تهـــم ابــــداً الشريحة الاخرى، مع الـــعلم ان الشريحتين معــــاً تعيـــــشان حالاً من الجفاء المتأصل لقراءة الكتب بالمعنى التقليدي للعبارة.

والمشكلة التي تبرز في الشباب تجد جذورها في البيت والمدرسة معاً. في الأول حيث تُفتقد الكتب نظراً الى تجاهل الاهل لهذا الموضوع. اما في المدرسة فإن الاهتمام يتركز على الواجبات والفروض المدرسية دون غيرها من الوسائل التثقيفية الموجودة في الكتب.

وتأتي اسعار الكتب المرتفعة لتزيد الطين بلّة. اذ ما من مراهق يستطيع تحمل تكاليف شراء كتابين او ثلاثة في الشهر مثلاً.

حيال اتّساع مشكلة انعدام القراءة في صفوف الشباب عموماً والمراهقين خصوصاً، انكبت الدوائر التربوية على تحديد نوع القراءات التي تستهوي الشباب ووسائل استقطابهم. وحددت دراسة تربوية حديثة عنوان «الأدب الشبابي» منذ ان برز في الخمسينات.

ولاحظت ان الكتب المخصصة للمراهقين سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في مبيعاتها في العام 2003 وفق ما افادت به جمعية دور النشر في بريطانيا، بحيث ان القصص التي تستهوي الشباب تمحورت حول الرعب والعنف بكل انواعه.

وكشفت دراسة العام 2002 في الولايات المتحدة، ان 70 فــــي المئة من المراهقين يفضلون مشاهدة التلفزيـــون او الاستماع الى الموسيقى بدلاً مـــــن القـــراءة. كمـــا ان 43 في المئة منهم لا يقـــرأ الا ما يُنصـــح بـــه، فيمــا قـــال مراهق من اصل خمسة انه كان ليقرأ بنسبة اكبر لو عرف ماذا يقرأ.

لماذا لا يقرأ الشباب؟ وكيف يمكن جذبهم الى هذه الرياضة الفكرية؟

سؤالان قد يجدان لهما ارضية مشتركة عبر الانطلاق من سبب واحد هو اسهاب توافر الوسائل التكنولوجية المتطورة في متناولهم، مثل التلفزيون والكومبيوتر والهاتف الخلوي بحيث بات الجهازان الأولان جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

فطفل من اصل عشرة يعرف كيف يشغل جهاز التلفزيون قبل ان يبلغ عامه الاول، كما ان 5 في المئة من هذه الشريحة تعرف كيف تستعمل جهاز التحكم عن بعد. واثبتت دراسة بريطانية تناولت 3500 مراهق في العام 2005، ان ثلثيهم يمضي خمس ساعات يومياً أمام الشاشة الصغيرة.

لماذا لا يقرأ الشباب؟ وكيف يمكن جذبهم الى هذه الرياضة الفكرية؟

وصبّت نتيجة دراسة أميركية من جامعة واشنطن في سياتل في السنة نفسها، في الاطار ذاته. اذ انها كشفت ان التلاميذ الذي يملكون جهاز تلفزيون في غرفة نومهم يسجلون تراجعاً بنسبة 8 نقاط في القراءة نسبة الى غيرهم.

وافادت دراسة علمية نشرتها صحيفة «الميرور» في حزيران (يونيو) من العام الماضي بأن الوقت المخصص للقراءة يبدو معكوساً بالنسبة الى وقت التلفزيون. اذ ان فرنسا تسجل نسبة 6 ساعات و54 دقيقة اسبوعياً مخصصة للقراءة فيما تسجل بريطانيا نسبة خمس ساعات و18 دقيقة فقط، تليها اسبانيا والمانيا.

اما البلد الذي يسجل اكبر نسبة قراءة اسبوعية فهو الهند بنسبة 10 ساعات و42 دقيقة.

ولا يبدو التلفزيون وحده مسؤولاً، لا بل يأتي الكومبيوتر ليشاطره الاتهام بفضل دراسة اميركية تمت العام الماضي وكشفت ان الاولاد بين 8 و18 عاماً يمضون يومياً من 6.5 ساعة امام الجهازين معاً... في حين انهم يقرأون في فترة لا تتعدى الثلاثة ارباع الساعة فقط.

الصحف افضل

كما ان العاب الكومبيوتر تشكل حافزاً اساسياً لانعدام القراءة، خصوصاً ان 61 في المئة من المراهقين الذكور يستخدمونها يومياً قياساً الى 44 في المئة من الفتيات.

ولا يبدو الهاتف الخلوي اقل مسؤولية من الجهازين السابقين، خصوصاً اذا أخذ في الاعتبار ان القراءة الوحيدة التي يمارسها المراهقون بفضله... هي الرسائل القصيرة على شاشته!

وفي مستهل القرن الحادي والعشرين، سجلت الصحف في العالم ارتفاعاً في عدد مبيعاتها في اكثر من 25 بلداً لأول مرة منذ العام 1989، وفق دراسة نفذتها الجمعية العالمية للصحف العام 1999. واظهرت دراسة عالمية ثانية ان الولايات المتحدة احتلت مرتبتين متلازمتين بالنسبة الى اسوأ قرّاء بين شبابها، وافضل قراء في العالم.

وفي هذا الاطار، اظهر مركز «بيو» للأبحاث في اميركا ان الاميركيين الشباب يقرأون كما الراشدين. 41 في المئة منهم الصحف، و34 في المئة الكتب، و23 في المئة المجلات.

الا ان الفتيات يقرأن بنسبة اكبر من الذكور، لذا، قد يبرز التحـــدي في بــــحث الصحف عن مواضيع ومواد تجذب الشباب وتجعلهم يلتزمون بقراءتها يومياً.

حب المطالعة يبدأ من البيت

القراءة عادة ثابتة تُكتسب قبل سن العاشرة وتبقى ملازمة للفرد حتى عمر الرشد. قد تبدأ في المدرسة، الا انها حتماً تنمو وتتجذّر بفضل الأهل... وتسع نصائح:

 

1- ليكن الأهل مثالاً يحتذي به الولد، وليراهم يقرأون مراراً وتكراراً.

2- ليتزود البيت بمجموعة من وسائل القراءة الجذابة: مجلات، صحف، كتب. وليتم رصد ما يجذب الاولاد منها.

3- ليعطَ المراهق فرصة اختيار ما يريد من الكتب عبر تزويده بالمال ليشتري ما يحب من كتب او مجلات.

4- ليتم البحث عن المجلات او الكتب التي تهم المراهق: رياضة، نجوم مفضلين لتكون في متناول يده في البيت...

5- لتكن القراءة هدفاً بحذ ذاتها... حتى لو اقتصرت على الرسوم المصوّرة في المجلات.

6- ليقرأ الأهل بعض الكتب التي تهم المراهق بحيث يناقشونها معه في ما بعد.

7- لتكن القراءة جزءاً من الحياة العائلية بحيث يتبادل افرادها مقالاً مهماً، او قصيدة شعرية او غيرها.

8- ليتم توجيه المراهق نحو قراءات اكثر جدية، شرط ان تلائم مستوى نضوج الفكري.

9- ليتشبث الأهل بمبدأ القراءة مهما كان الثمن... وحتى اذا لم يبد المراهق اي اهتمام فوري بها.


الشباب ومشكلة الوقت الضائع

الشباب بين الخواء الروحي و أسوار المادية المقيتة

الشباب بداية الانطلاق

الشباب يواجه المعركة بين تيارين متعصّبين

تأهيل الطلبة للتعليم الجامعي , و تغيير النظرة الخاطئة للامتحانات

عالم اليوم..والآلام النفسية للشباب

تأهيل الطلبة للتعليم الجامعي مسؤولية الجميع

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)