جـهــــــود العلامه اميني في سبيل تأليف الغدير
لقد بذل الشيخ الأميني جهوداً جبارة في سبيل تأليف كتابه ( الغدير ) ، إذ سافر إلى بلدان عديدة و مدناً كثيرة .. ، و بلغ عدد المصادر ، التي اعتمدها ، و أسند إليها نصوص ( الحديث ) ، و الوقائع التاريخية ، و مسائل الشعر و الأدب آلاف الكتب خطية و مطبوعة ، مما جعل كتابه مرجعاً ضخماً و هاماً ، يسهل للباحث الوصول بكل يسر إلى ما يحتاجه في مجال التأليف و الدراسات و الأبحاث..
كان الشيخ الأميني ، يرى ضرورة انتشار العلماء في أرجاء الدنيا ، باعتبار ذلك مسألة حضارية لابد منها فبعد عودته من سفره إلى بلاد الهند من أجل كتاب الغدير قال : (لو كنت مرجعاً تأتيني أموال الحقوق الشرعية ( الزكاة ، و غيرها ) ، لكنت أعطيها لعلماء الدين ، و أقول لهم : تحركوا ، هذه تكاليف سفركم ، اذهبوا ، و انتشروا ، لتعرفوا الإنسان و العالم ) ، (1).
دلّ كتاب الغدير الواسع على صبر المؤلف و دقته في أصول البحث و الدراسة و التقصي .. ،ر ذلك الصبر و الجلد و الدأب، الذي جعل الموسوعة تتسع ، حتى تشمل كل ما قيل ، و ما ورد عن حديث الرسول الشريف ، لتشمل أخيراً ما يقارب خمسة آلاف صفحة ، لتكون عنواناً ورمزاً لأمانة العلم ، و نزاهة البحث بعيداً بعداً كاملاً عن التعصب و التطرف ( أدّب أمير المؤمنين ، الشيعة، أدّب الأميني ) .
قال مولانا أمير المؤمنين لحجر بن عدي و عمرو بن الحمق: ( كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين ، تشتمون ، و تبرؤن ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم : إن سيرتهم كذا و كذا ، و من أعمالهم كذا و كذا ، كان أصوب في القول ، و أبلغ في العذر ، و قلتم مكان لعنكم إياهم و براءتكم منهم : اللهم أحقن دماءهم و دماءنا ، و أصلح ذات بينهم و بيننا، و أهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحق منهم من جهله ، و يرعوي عن الغي و العدوان منهم من لهج به ، لكان أحب إلي و خيراً لكم.. ، فقالا : يا أمير المؤمنين ، نقبل عظتك و نتأدب بأدبك) ، (2) .
( و قال الأميني مثل ما قالا ، و هو مقال الشيعة جمعاء) ، (3).
---------------------------------------------------------------
الهوامش:
(1) حماسة غدير لمحمد رضا الحكيمي، وقصص وخواطر 346.
(2) كتاب صفين لنصر بن مزاحم 115.
(3) الغدير: 8/396.
الشيخ عبد الحسين الأميني ( قدس سره )
الاميني في النجـــف
قصة الاميني في تأليف الغدير
كرامات العلامه اميني