الجيل الثالث للمحمول ..
كمبيوتر وتلفاز و..... ؟
لم يخطر على بال أكبر المتفائلين أن الهاتف المحمول الذي ظهر فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى سيتحول إلى ثورة تكنولوجية غير مسبوقة ومستمرة دون توقف، وأن استخدامه لن يصبح منصباً فقط على مجرد اجراء المكالمات الهاتفية خاصة بعد دخول تقنية الجيل الثالث الذي من خلالها لن يكون الهاتف المحمول مجرد تليفون فقط وإنما سيكون جهاز كمبيوتر وتليفزيون وجريدة ومكتبة ومفكرة شخصية وما خفى كان أعظم......
وقبل الخوض فى ماهية تقنية الجيل الثالث لابد من الرجوع الى الخلف وصعود السلم من اوله لنتعرف على البداية حتى نستوعب النهاية، ومادمنا سنتحدث عن الجيل الثالث فمن الاجدر ان نلقى نظرة أولا على الاجيال السابقة .....
ففى بداية الثمانينات من القرن الماضي بدأ ظهور الجيل الأول من الاتصالات اللاسلكية والذي اعتمد على الاتصال التماثلي، وانتشرت أنظمة تماثلية في أمريكا الشمالية وعُرفت بأنظمة الهواتف المحمولة التماثلية Analog Mobile Phone Systems ( AMPS ) في حين أن الأنظمة التي انتشرت في أوربا وبقية أنحاء العالم عرفت بأنظمة الاتصالات ذات النفاذ الشامل Total Access Communication Systems ( TACS ) وقد صممت هذه التقنية من أجل الصوت وليس للمعطيات.
وبعد عقد من الزمان وبالتحديد فى أوائل التسعينات ظهر الجيل الثاني من الاتصالات المحمولة الذي أطلق عليه "Second Generation Wireless Technology" وقامت هذه التكنولوجيا على إشارات معطيات رقمية منخفضة المجال.
وأكثر تقنيات الجيل الثاني شيوعاً تُعرف كأنظمة عالمية للاتصالات المحمولة Global System for Mobile Communication (GSM)
وقد نُفّذ الـ GSM لأول مرة عام 1991 وهو يعمل حالياً في أكثر من 150 بلداً أو منطقة من العالم. ويُقدر عدد مشتركي هذا الجيل بأكثر من 800 مليون مشترك في العالم.
والشبكات التي تعتمد على هذا النوع هي رقمية ، وقد وسعت مجال للتطبيقات إلى خدمات صوتية أكثر تقدماً مثل معرفة رقم الطالب كما انها عالجت بعض المعطيات مثل الفاكس وخدمة الرسائل القصيرة بمعدل يصل إلى 9.6 كيلو بايت فى الثانية لكنه غير ملائم لاستعراض صفحات ويب وتطبيقات الوسائط المتعددة، وتتطور بعد ذلك حتى أعطت امكانية تصفح الويب فيما أطلق عليه الجيل التالي من الاتصالات المحمولة Next Generation Mobile Networks أو G2.5.
إلى أن ظهر الجيل الثالث الذي أهم ما يميزه هي مكالمات الفيديو التي تنقل الصوت والصورة معا، والسرعة الفائقة في نقل البيانات.
ما هو الجيل الثالث من اتصالات المحمول؟
الجيل الثالث للمحمول هو تقنية ثورية يستطيع المستخدم من خلالها فعل الكثير, فهي تمكننا من تركيب كاميرات في أي مكان ومتابعتها والتحكم فيها من خلال التليفون المحمول وتوفر اتصالاً دائماً بالإنترنت يتعدي سرعة الـ د
ي أس إلDSL ، إضافة إلي خدمات البث التليفزيوني الحي والقنوات الفضائية بكفاءة وجودة عالية علاوة على إجراء مكالمات بالصوت والصورة. ونقل المعلومات والفيديو بسرعات عالية.
لذلك ليس غريباً أن نصف هذه التكنولوجيا بأنها وسيلة إعلام جديدة وعملاقة ستوفر انتقالاً للمحتوي أسرع كثيرا من الجيل الثاني الحالي، واندماج واسع النطاق بجميع القنوات الفضائية والإنترنت مع الجيل الثالث للمحمول.
خدمات الجيل الثالث
يحمل الجيل الثالث فى جعبته الكثير من خدمات الصوت والصورة والمكالمات المرئية بشرط موافقة الطرفين ، والفيديو ونقل البيانات بسرعة فائقة والبث التليفزيوني على المحمول ومشاهدة القنوات الفضائية والمشاهدة حسب الطلب وخدمات الوسائط المتعددة وغيرها من الخدمات الاخرى المتطورة وكذلك تحميل ملفات الفيديو وتداولها على شكل رسائل ، بالإضافة إلى إمكانية ممارسة الألعاب التفاعلية ومشاهدة برامج التليفزيون والنقل المباشر لها.
وتشمل خدمات الجيل الثالث المطور أيضا خدمة الفيديو حسب الطلب والملفات الصوتية حسب الطلب. وهذه الخدمة تتيح للمستخدم مشاهدة الملفات المتعددة الوسائط حسب الطلب وفي أي وقت. أما خدمة الإنترنت فتعتبر أسرع بحوالي 35 ضعفاً عما تقدمه تقنية GPRS، وهو أسرع بمائة مرة عن الإنترنت التي توفره الخطوط الثابتة. وهو أيضا أسرع بـ 350 مرة عن شبكة GSM .
ويمثل الجيل الثالث المطور للمحمول عصراً جديداً في مجال الاتصالات بالنسبة لقطاع الأعمال وأيضا على مستوى الأفراد فيما يتعلق بالتجارة عبر الهاتف المحمول M-Commerce. وهي ممارسة عمليات البيع والشراء عن طريق الإنترنت المتوافر فى أجهزة المحمول وهى التجارة التى أصبحت تطغي على التجارة الإلكترونية حيث ساعد على ذلك الإيقاع المتسارع وضرورة الاتصال المباشر بشبكة الإنترنت في معظم الأوقات وفي أي مكان ، الأمر الذي يتطلب أيضا سرعة في الإنترنت واستيعاباً كبيراً للبيانات المتداولة.
وسيتيح الجيل الثالث للمشتركين تلقي أخبار مسبقة التحديد ومعدة خصيصًا لهم، وكذلك البحث في نشرات تحتوي على مواد مرئية أو سمعية، هذا بالإضافة إلى الوصول إلى البريد الإلكتروني المصور أو السمعي، وكذلك تنظيم مؤتمرات بالفيديو أثناء انتقال المشترك من مكان إلى آخر.
ومن المتوقع أن يصل عدد المستفيدين في العالم من خدمة الجيل الثالث والثالث المطور إلى حوالي 3 مليار شخص بحلول عام 2008 حيث يصل حجم البيانات التي يمكن لأجهزة الجيل الثالث المطور تداولها حوالي 14.4 ميجا بايت في الثانية.
ماذا بعد الجيل الثالث؟
وبالرغم من عدم انتشار تقنية الجيل الثالث إلا فى عدد محدود من الدول نجد أن دول اخرى تخطت هذه المرحلة وبدأت فى استخدام جيل ما بعد الثالث أو الثالث والنصف وصولاً للجيل الرابع.
ففى شبكات الجيل الثالث والنصف أو (3.5G):
تم رفع سرعة انتقال البيانات في هذا الجيل من الشبكات إلى (3) ميجا بت في الثانية الواحدة. وأكثر ما يميز شبكات هذا الجيل إمكانية التطوير المباشر لشبكات الجيل الثاني إليها وبشكل مباشر ودون العبور إلى شبكات الجيل الثالث.
وتعتبر شبكة (HSDPA=High-Speed Downlink Packet Access) الشبكة الوحيدة الموجودة والتي تستوفي متطلبات الجيل الثالث و النصف والتي لم يكتمل وضع معاييرها بالكامل حتى الآن.
شبكات (3.75G):
هنا تم رفع معدل سرعة إنتقال البيانات إلى (5.8) ميجا بت في الثانية الواحدة، وتعتبر شبكة (HSUPA=High-Speed Uplink Packet Access) الشبكة الوحيدة الموجودة والتي تستوفي متطلبات الجيل (3.75G) والتي لم يكتمل وضع معاييرها بالكامل حتى الآن.
شبكات الجيل الرابع (4G):
هذا الجيل من المتوقع أن يتم تحديد الشبكات المؤائمة لها بعد (10-15) عاماً من الآن ، فمن الأساسيات المشترطة فيه أن تكون سرعة إنتقال تبلغ (100) ميجابايت في حالة الحركة و سرعة (1) جيجابايت في حال الثبات. يتوقع أن تطبق اليابان هذا النوع من الشبكات في عام (2010).
ففى اليابان ، أعلنت شركة "NTT DoCoMo" مشغلة شبكات المحمول فى البحث عما بعد الجيل الثالث وبالفعل بدأت فى تقديم نسخة أحدث من هذه التقنية أطلقت عليها "Super 3G" ، من شأنها تقوية سرعة إرسال الملفات لا سلكياً لتقترب من السرعة التي تقدمها شبكات الاتصالات المعتمدة على الألياف الضوئية، ومازالت الشركة تعمل على هذه الخدمة وتتوقع أن تكمل إنشائها في 2009 لطرحها بشكل تجاري بحلول 2010 .
وتعطي هذه الخدمة الجديدة سرعة خيالية فى نقل الملفات تصل إلى أكثر من 100 ميجابايت في الثانية للتحميل وأكثر من 50 ميجابايت من المعطيات في الثانية للإرسال مقارنة بحدود 384 كيلوبايت التي توفرها تقنية الجيل الثالث الحالية ، وهذا يجعل الشبكات اللاسلكية أسرع من تلك الحالية بنسبة أكثر260 مرة ، حيث ستتيح السرعة الأعلى لمستعملي الهاتف المحمول في تحميل ملفات فيديو أطول مدة وأفضل نوعية بكثير.
وكانت الصين قد أطلقت شبكة اتصالات الهاتف المحمول من الجيل الرابع على سبيل التجربة فى حى تشانغ نينغ بشانغهاى.
وهذا النظام من الجيل الرابع من تطوير الصين ويمتاز بالسرعة فى إرسال المعلومات والصور بالمقارنة مع تقنيات الهواتف الحالية.
يأتى ذلك بالرغم من أن الجيل الثالث من الهواتف المحمولة ليس متوفراً بعد فى البر الصينى, غير أن المشتركين فى حى مدينة واحدة قد تجاوزوا أبعد من ذلك بحيث لم يسبقهم أحد ، عدا تجربة ميدانية تمت فى شهر أكتوبر الماضى ، حيث تم إطلاق شبكة اتصالات الهاتف المحمول من الجيل الرابع فى حى تشانغ نينغ بشانغهاى فى الصين.