الرسوم على الأواني الخزفية الإيرانية
يشاهد على سطوح الأواني الخزفية القديمة رسوم حيوانات من قبيل الماعز الجبلي و الوعل و الحصان و الأفعى و الأسماك و غيره. و كان كل واحد منها بحد ذاته يعبر عن معنى و مفهوم خاص. و فيما يلي بعض المفاهيم التي كانت تفيدها هذه الرسوم:
- الماعز الجبلي:
معظم الأقوام ، كانوا يعتبرون الماعز الجبلي مظهراً للظوهر الطبيعية النافعة ، مثلاً الناس في لرستان ، كانت تعتبر هذا الحيوان مرتبطاً بالشمس ، و يعتبره البعض مظهراً لملائكة المطر، لأنهم كانوا يعتقدون بوجود علاقة بين القمر و المطر، و بين الشمس و الجفاف، و ان القرون الملتوية للماعز الجبلي لها علاقة بنزول المطر.
- الكبش:
الكبش في المعتقدات العامة ينظر إليه بمثابة حيوان قوي جداً و أسطوري، و كان يحظى بالاحترام لأنه مظهر التكاثر و المنفعة ، و نظراً لامتلاكه لقرون معكوفة ، ينسب الكبش إلى الشمس أيضاً.
- الأفعى:
كانت الأفعى ، حتى الألف الأول قبل الميلاد مظهراً و رمز للمياه الجوفية ، و لذلك كانت محل احترام و تقدير ، و كان يستفاد من صورة الأفعى في تزيين أطراف و حواشي الأواني. و أحياناً كان يستفاد من رسوم الأفعى للتعبير عن الاحسان أو الاساءة، أو أكثرة ، كما كان يستفاد من رسوم الأفعى للتعبير عن الحماية و الحراسة ، و يشاهد في الرسوم القديمة ، ان هناك علاقة بين القمر و البقر و الأفعى، و ارتباطهم بالمطر.
- الشمس و القمر:
في الألف الرابع قبل الميلاد ، كان ينظر إلى الشمس على أنها أُمّ الكون ، و قد أوضحت التنقيبات ، التي أجريت في هضبة «حصار» بدامغان ، ان أناس هذه المناطق ، كانوا في الألف الثالث و الثاني قبل الميلاد ، يوسدون الموتى باتجاه المشرق، أي صوب الجهة التي تشرق منها الشمس، و لعل في هذا ما يشير إلى المكانة ، التي كانت تحظى بها الشمس لدى هؤلاء . كذلك كانت الشمس لدى البعض رمزاً للعمر الخالد ، و عظمة السلطة و جلالها ، بنحو كان يزين بها تاج الملوك ، كما كان الناس في العصور القديمة ، يكنون احتراماً ، و تقديساً لزهور «دوار الشمس».
- الشجرة:
كانت الشعوب الايرانية القديمه ، تؤمن بقداسة الشجرة و المياه. هذا و كانت الشجرة بالنسبة لهم تمثل رمزاً للنمو و الحياة ، و تتجلي بوضوح في الخزف الايراني العلاقة بين النبات و الماء و الأرض ، العناصر الثلاثة البارزة في حياة المزارعين ، و غالباً ما تكون إلى جوار بعض بمنظر بسيط و معبر.
- الطيور:
تشاهد رسوم أنواع الطيور و اللقالق و البجع و نظائرها على معظم الأواني الفخارية ، التي تمّ اكتشافها في المناطق الايرانية المختلفة ، و كثيراً ما ترسم طيور البحر فوق خطوط أفقية متوازية ، و ربما متموجة تعبيراً عن المياه ، كذلك هناك العديد من رسوم البجع و اللقالق ذات السيقان الطويلة ، التي تعيش في البرك و المستنفعات ، و هي تشير إلى أهمية الماء ، الذي هو ضروري لحياتها.
و عموماً ، يتم رسم الطيور بصورة جماعية على سطوح الأواني ، و أحياناً بشكل مفرد ، و يعتبر الشاهين من الطيور ، التي تشاهد رسومها بكثرة على سطوح الأواني الخزفية ، فالشاهين بجناحيه العريضتين ، كان يعتبر مظهراً للحماية الإلهية ، و كان القدماء، ينظرون إلى الطير القوي كرمز للتفوق و التعالي على شؤون الدنيا الترابية.
- الإنسان:
من المواضيع الطريفة ، التي تمت مشاهدتها في حفريات منطقة «شوش»، رسوم عدد من النساء واقفات ، تمسك أحدهما بيد الأخرى ، كما يشاهد أيضاً صور القمر ملازمة لهذه الرسوم ، و هو تعبير عن العلاقة ، التي كان يعتقد بها الناس بين المرأة و القمر ، هذا و غالباً ما تتسم صور الانسان بالقامة الطويلة و المنكبين العريضين ، و الخصر الرفيع ، و كان الفنان يبالغ في تجسيم ناحية الخصر ، و يعكسه بصورة رفيعة إلى أقصى حد ، في حين كان يصور الأفخاذ بشكل عريض و كبير.
و كان يصور القسم العلوي لبدن الانسان في صورة مثلث متساوي الأضلاع ، الأيدي مرفوعة و الأقدام تبدو في حالة حركة، و ربما ذلك تعبير عن تصوير الانسان و هو في حالة دعاء. لقد تم العثور على الاناء الذي يحتوي هذا الرسم في الحفريات ، التي أجريت في منطقة «إسماعيل آباد» في شهريار ، و يعود تاريخه إلى الألف الرابع قبل الميلاد.
و في إحدى قطع الفخار ، التي عثر عليها في هضب «سيلك» ، و التي يعود تاريخها إلى حوالي أواخر الألف الخامس و أوائل الألف الرابع قبل الميلاد، ظهرت أربع نساء في حالة أداء طقوس دينية بصورة جماعية.. ، و من حالة السواعد و الأبدان و الاتجاه نحو جهة واحدة ، يتضح ان هذه النسوة هنّ جانب من مجموعة كبيرة منشغلة في أداء لوحة دينية مقدسة ، و نظراً لأن هذا الرسم مكرر حول الاناء بنحو يشكل حلقة كاملة ، فمن المحتمل انّه يعبر عن رقصة دائرية ، و كانت هذه الطقوس ، تؤدي بوحي من عبارة أو تجليل موضوع محل احترامهم ، و قد استلهم من قبيل النار، و الصيد، و موسم الحصاد، و الأشجار المثمرة، و نظير ذلك.
كذلك ظهر على سطح قطعة فخارية ، تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، مجموعة من النساء أو الرجال أو خليط منهما في حالة أداء طقوس جماعية ، و نظراً لوجود رسوم للشمس و الطيور المائية بين الذين يؤدون الطقوس ، لذا يعتقد ان هذه الطقوس بمثابة عبادة الشمس و تقديسها، أي عبادة إله النور الذي يمحق ظلام الليل عن عيون الناس و قلوبهم.
المنمنمات الفارسية وبراعمها
«لالجين» مدينة الفن وعاصمة صناعة الخزف الايرانية
الفن الايراني من اجمل الفنون في العالم
أثر المنمنمات الإيرانية في الفن الإسلامي